fbpx

الشتاء العاشر.. ولا حـل في الأفق

0 344

انطلقت يوم أمس شاحنات محملة بكسوة الشتاء من إسطنبول إلى الداخل السوري وستتبعها شاحنات أخرى من 81 ولاية تركية هدفها كسوة السوريين القاطنين في الشمال السوري 

حملت تلك الشاحنات شعار “مسارنا الخير، حمولتنا الإنسانية ” وكانت تحت رعاية 

(هيئة الإغاثة الإنسانية IHH)

وبالرجوع لتقرير احتياجات الشتاء في مخيمات الشمال السوري الإصدار رقم 5 لعام 2020 الذي أصدرته وحدة تنسيق الدعم  ACUحيث جاء فيه أن الخيم شكلت نسبة 66% من مجموع أماكن سكن النازحين في المخيمات.. هؤلاء هم الأكثر تعرضاً للضرر عند هطول الأمطار وهبوب العواصف القوية.. وتـكـوّن بـِـرك الماء والوحل بسبب عدم استواء الأرض المقامة عليها الخيمة.. 

كما أن الخيم تكون أكثر عرضة للحرائق بسبب اعتماد السكان على وسائل التدفئة التقليدية..

وحسب التقرير فقد شهدت المخيمات العديد من حالات الوفاة في السنوات الماضية بسبب البرد والحرائق.. 

ففي عام 2015 ضربت العاصفة الثلجية “هدى” الشرق الأوسط ما أدى إلى موت خمسة عشر نازحاً ضمن المخيمات السورية متجمدين من البرد، وخلال عام 2016 سُجلت ثلاث حالات وفاة لأطفال حديثي الولادة ضمن مخيمات الشمال السوري متجمدين من البرد، كذلك في عام 2017 سُجلت ثلاث حالات وفاة نتيجة البرد في المخيمات السورية، وفي عام 2018 سُجلت ثلاث حالات وفاة نتيجة البرد في المخيمات أيضاً؛ وفي عام 2019 فارق الحياة ثلاث أطفال حرقاً نتيجة حرائق نشبت ضمن المخيمات؛ كما فارقت الحياة عائلة مكونة من أربعة أفراد اختناقاً أثناء حرقهم بعض المواد التالفة لتأمين الدفء، ويتم الإبلاغ بشكل يومي عن حدوث حرائق في المخيمات تؤدي إلى وقوع ضحايا ومصابين.

ومنذ بدء التهجير وإقامة المخيمات حاولت بعض المنظمات الإنسانية تقديم المساعدات سواء بتقديم الملابس الشتوية أو مواد التدفئة أو معونات مالية تساعد العوائل في تدبير شؤونها. إلا أن المأساة لم تنته وما زاد الأمر سوءاً هذه السنة انتشار جائحة كورونا التي بدأت بالتزايد بشكل كبير بين النازحين.

ووسط المعاناة المستمرة وآلام المعذبين في مخيمات النزوح بين الشمال والجنوب، تعيش كل خيمة ألمها ومعاناتها بمعزل عن العالمين الغربي والعربي اللذان يتبجحان بحقوق الإنسان وأولها حقه في الحياة، ترسم وجوه أطفالهم وكبارهم قصص العذاب المريرة مع النزوح والغربة بعيداً عن ديارهم في مكان لا يجدون فيه أدنى مقومات الحياة في العيش بسلام دون برد أو خوف أو معاناة في تأمين متطلبات الحياة، في حين باتت المتاجرة بمعاناتهم سبيلاً للكسب من بعض المنظمات.

ويبقى السؤال المطروح، إلى متى سيستمر تجاهل مطالب أهالي المخيمات؟ وإلى متى سيستمر عذابهم في مخيمات باتت بديلاً عن منازلهم المدمرة والمغتصبة محملين المجتمع الدولي والفصائل العسكرية والمنظمات الإنسانية وكل من يستطيع تقديم يد العون مسؤولية ما يعانونه من مشقة وظلم وعذاب.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني