fbpx

أوطان عارية

1 400

كأن الصدفة التي جمعتنا

تعبت أن تقتفي آثار الظلال

شاخت كامرأة عاقر ترقب ألوان الطيف

ربما لم يتعد خيالها

سوى الكفن الممتد أمامها

ربما لم تتجاوز حدود المكان

للقبور والأقبية المتعرجة

للأقنعة الزائفة

تغمس جدائلها

تسريحة على الموضة

وبضع مساحيق تستبدل بها الصورة

وهيئة من زمن الفرعون

تستحضر أرواحاً ناطقة

تمطط الكلام بين فساتينها

كي تخلق للغة عيوباً

تقول للخيال:

سأحب كل الرجال كي لا تفطم الأرض من شهوتها

سأنزع من البجع أغطية لرأسي

كي أنسى تعرق الندى على سريري

أخبئ شح الكلمات في قبو أمي

كبدلة ضيقة تستر عيب صاحبها

آخذ أرقام حياتي لتسقط ثورتنا

تقول للعابرين:

اقطعوا حشرجة صوتي

انشروا على أجسادهم العارية بعضاً من أوراق شعري المتساقط

ضعوا ساديتكم تحت نعشي

ربما يحملني المولى بين أنين الموتى

ربما تمطر السماء من دمائنا

من أوجاعنا، من آهاتنا

بعضاً من فلسفة أفلاطون

ربما نصير فلاسفة أو شعراء

أو رجال دين أو حتى رجالاً لم يولدوا بعد

يكنسون العرق من أجسادنا

انسوا أنني أنثى لم تختر أن تثخن على أوطانكم

دعوني أمتطي جناح كبوتي لربما بقي متسع من الوقت للحرية المكسورة

1 تعليق
  1. إلهام التونسي says

    شكرا لكل القائمين على هذا الصرح الأدبي على نشر حرفي بمجلتكم لتضيء عمودكم الثقافي ويطلع المثقف على حرفي واسلوبي في الكتابة

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني