fbpx

كيف كان عيد السوريين في أورفا

0 486

لا يزال السوريون يحيون أعيادهم في أماكن نزوحهم أو لجوئهم، داخل البلاد وخارجها، بحزن وتذكرٍ مرير، لما وصلت إليه أمور حياتهم ومعيشتهم، فالحزن هو الحاضر الأكبر، وطقوس العيد الطبيعية غابت عن بيوتهم، نتيجة الفقر الشديد في البلاد.

في أورفا التركية، حيث توجد نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين، لم تكن هناك مظاهر عيد بينهم، فبالإضافة إلى قلة الدخل وأوضاع الحزن، زادت جائحة كورونا أمورهم سوءاً، حيث فرضت هذه الجائحة قانونها الخاص بالتباعد الاجتماعي، والخوف من حدوث العدوى.

 

 

أسواق خلت من المشترين 

قبل جائحة كورونا، كانت أسواق مدينة أورفا في الأيام التي تسبق العيدين (الفطر والأضحى)، تغص بالأهالي، الذين يصحبون أبناءهم لشراء حاجيات العيد، وكذلك تجد من يتسوق الحلويات الخاصة بهذه المناسبة.

أما في العيدين هذه السنة، فقد اختلف الأمر، حيث تراكمت البضائع في الأسواق، وغاب كثير من المشترين والمتسوقين. فقلما تجد من يتسوق الثياب أو المواد الغذائية اللازمة لفترة العيد.

زائر أورفا في فترة العيد الحالي، لن يشاهد سوى مارة متباعدين في الأسواق، يغطون النصف الأسفل من وجوههم بكمامات تقيهم أي احتمال لانتقال رذاذ الآخرين، الذي قد يكون محملاً بفيروس كوفيد-19.

 

أطفال بلا فرحة عيد

أما الأطفال السوريون أو غير السوريين في مدينة أورفا، فلم يكن باستطاعتهم التمتع بعيد صاخب يقضونه بأماكن توفر لهم الألعاب والأراجيح وغيرها من وسائل اللهو. لقد فرضت السلطات المحلية في هذه الولاية التباعد الاجتماعي على الجميع، خوفاً من موجة عدوى جديدة، قد تصيب السكان بفيروس كورونا.

السيدة أم بسام، وهي لاجئة سورية مقيمة في أورفا تقول لنينار برس: أطفالنا حزينون هذا العام، لأنهم حرموا من الخروج للعب بسبب كورونا، وبسبب الحظر المفروض على أماكن تجمع الأطفال.

لكن الأمر أخذ أبعاداً أخرى غير التباعد والحظر، إذ تقول السيدة عفاف وهي أم لعدد من الأبناء المختلفة أعمارهم: هذه سنة بؤس بالنسبة لنا، فكورونا عطلت أعمالنا، وقللت رزقنا، وبالتالي حرمتنا من طقوس صنع حلويات العيد، التي اعتاد السوريون على إعدادها في بيوتهم وسط لمة من أفراد الأسرة.

أبو محمد قال لنينار برس: كنت أنوي أن أذبح أضحية في هذا العيد، لكن ظروفي تغيّرت بسبب تراجع عملي وقلة دخلي.

بقي أن نقول: إن السوريين في أورفا منّوا أنفسهم قبل العيد أن تتغير أمور حياتهم نحو الأفضل فيحيون عيد الأضحى كما كانوا يحيونه في بلدهم سوريا قبل تهجيرهم منها، لكن الظروف لم تأت كما يشتهون.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني