fbpx

سوريون وضعوا خبرتهم الزراعية.. في الأراضي التركية..

0 522

بعد موجات النزوح الجماعي الذي سببته الحرب في سوريا، استقر في تركيا أكثر من 3,6 مليون لاجئ.. كان من نصيب ولاية هاتاي التركية أكثر من 431 ألف معظمهم يعيش تحت الحماية المؤقتة.. 

اتجهت نسبة كبيرة منهم للعمل في مجال الزراعة.. لقلة فرص العمل الأخرى أولاً.. ولإعفاء السوريين العاملين في الزراعة من استخراج ترخيص عمل كسبب آخر.. 

ولمعرفة طبيعة وظروف عملهم وكيفية حصولهم على حقوقهم وما إن كان العمل في الزراعة يعد مصدر رزق جيد للسوري في تركيا.. التقينا بعضاً منهم..


علي الحبيب
عامل في مجال الزراعة في تركيا

(علي الحبيب)، شاب سوري كان عمله في الزراعة في تركيا امتداداً لعمله في سوريا قبل الحرب.. إذ إنه مارس مهنة الزراعة لثلاثين سنة قبل أن يضطر للنزوح – مع من نزحوا – إلى تركيا يقول: 

بعد مجيئي إلى تركيا رغبت بمزاولة مهنتي التي أتقنها وأمتلك خبرة كبيرة بها.. فاتفقت مع صاحب أرض تركي على أن نتشارك العمل بأرضه.. أنا أزرعها وهو يهتم بأمور التسويق والبيع.. وأن تكون الأرباح مناصفة بيننا.. ومنذ سنوات نعمل معا وعلاقتنا جيدة جداً.. 

وعن نوعية المحاصيل التي يزرعها قال علي: أعتمد على زراعة الباذنجان واللوبياء والخيار بشكل أساسي.. حيث نعمل في فصل الصيف فقط لأن الأرض مكشوفة وتصعب زراعتها في الشتاء..

ويكمل: لا مشاكل ولا عقبات تواجهني ولله الحمد.. علاقتي بصاحب الأرض جيدة كل منا يقوم بعمله حسب الاتفاق.. لكنني أعاني أحياناً من جشع التجار الذين يبتاعون المحصول منا.. إذ إن هناك تلاعب كبير بالأسعار.. خاصة بعد انتشار وباء كورونا وكساد الأسواق.. ما يسبب لنا الخسارة في بعض الأحيان كما أننا مضطرون للبيع في الولاية التي نحن بها فقط.. حسب القانون التركي وإن اتجهنا للبيع في ولايات أو مناطق أخرى أملاً في سعر أعلى قد نتعرض للمساءلة..

(كلال نوري) شاب من مدينة إدلب.. مستثمر في مجال الزراعة أيضاً، قال لنا: 

لجأت للزراعة بسبب قلة فرص العمل للسوريين هنا.. فاتفقت مع صاحب أرض تركي على أن نتشارك العمل والتكلفة والأرباح..

هناك نوعان من العمل الزراعي بالنسبة للسوري في تركيا.. النوع الأول هو أن يستأجر الأرض من صاحبها التركي بعقد سنوي والنوع الثاني هو أن يعملا سوية في الأرض وتكون الأرباح مناصفة بينهما.. 

ويتابع كلال: أعمل بزراعة (الفليفلة) والدخان في مدينة أنطاكيا، لكننا نواجه خلال عملنا الكثير من المصاعب كطول ساعات العمل فنحن نعمل قرابة عشر ساعات يومياً.. بالإضافة لسوء المعاملة من صاحب الأرض في بعض الأحيان.. كوننا لاجئين ولسنا أصحاب الأرض.. 

وبسؤالنا له إن كانت الأرباح التي يدرها العمل بالزارعة مناسبة للحياة في تركيا قال: يعتمد ذلك على عدد أفراد العائلة وعلى المحصول.. فأنا شخصياً قمت هذه السنة بزراعة (الفليفلة) على أن نشترك أنا وصاحب الأرض بشراء المعدات والبذور والأسمدة والأدوية.. وأتكفل أنا وحدي بالعمل.. والأرباح تكون مناصفة أيضاً.. لكني في نهاية الموسم خرجت بخسارة كبيرة أنا وعائلتي و(انكسرت وضاع تعبنا)..

وختم حديثه بقوله: يلجأ السوري للعمل بالزراعة حين لا يجد فرصة عمل أخرى أو مورد رزق آخر.. إذ إنه شاق ومرهق ومردوده المالي ليس كبيراً.

 

أنس الجنعان
مهندس زراعي

والتقينا السيد (أنس الجنعان) الذي يحمل شهادة في الهندسة الزراعية من جامعة حلب ويعمل مدرباً معتمداً في المجالات الإدارية والزراعية الحديثة فأخبرنا أن نسبة السوريين تتجاوز الـ 70% من العاملين في القطاع الزراعي في الجنوب التركي.

أما بالنسبة لسعر استئجار الدونم الواحد فيتراوح ما بين (500-1000) ليرة تركية.. وهذا السعر مبني على عدة عوامل من أهمها نوعية وجودة التربة وبعدها أو قربها عن مراكز المدينة بالإضافة الى توفر مصادر مياه قريبة.

ويضيف:

أما عن طريقة الاستثمار التي تتم بين المزارع السوري وصاحب الأرض فهي إما استئجار الأرض لفترة محددة أو تنفيذ مشروع مشترك وفق بنود معينة يتم الاتفاق عليها.. 

وبسؤالنا له عن أهم المحاصيل التي تتم زراعتها قال: 

بالإضافة لزراعة الخضروات التي يعتمد عليها غالبية المزارعين في الجنوب التركي هناك مشاريع زراعية أخرى مثل انتاج الفطر وعمل المشاتل ونباتات الزينة والزراعات المحمية بالإضافة للمشاريع المتعلقة بالمنتجات الزراعية مثل المخللات والمربيات والخضار المجففة..

وبالحديث عن العقبات أو المشاكل التي تواجه المزارعين السوريين في تركيا قال الجنعان:

كما هو معروف، فإن الحكومة التركية تدعم القطاع الزراعي وتقدم مساعدات وخدمات كثيرة للعاملين في هذا المجال لكن بسبب غياب الوعي بالقوانين التركية وحاجز اللغة فإن العديد من المزارعين السوريين يضيعون على أنفسهم فرصة الاستفادة من هذه الميزات.. 

وفي نهاية حديثه يقدم المهندس أنس الجنعان نصائح للمزارعين السوريين لضمان حصولهم على أفضل النتائج وضمان حقوقهم وذلك باتباع الدورات الزراعية للمحاصيل وتحضير الأرض جيداً للموسم الذي يليه. وأن يتم اختيار الأرض التي يود استثمارها بشكل جيد والتركيز على المحاصيل التي تصدر للخارج بالإضافة لتحديد مدة العقد بينه وبين صاحب الأرض وتوثيقها لدى الدولة لضمان حقوقه..

يحمل السوري حبه للأرض أينما حل به الترحال.. يحمل فأسه ومعوله ويباشر بحرث الأرض وبذر البذور.. ثم ينتظر موسم الحصاد.. تماماً كما ينتظر العودة إلى أرضه..

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني