fbpx

تاريخ دعم النظام السوري للفلسطينيين مكتوب بدمائهم ومخيم اليرموك آخر الشاهدين

0 321

لطالما كانت القضية الفلسطينية هي الورقة الرابحة التي يتاجر فيها النظام السوري، الذي يطلق على نفسه نظام المقاومة والممانعة، مدعياً أن كل ما يتعرض له بسبب مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية ومحاربته لإسرائيل مع العلم أن آخر حرب عسكرية صريحة خاضها النظام السوري ضد إسرائيل كانت حرب تشرين التي خاضها عام 1973، ومع بدء الثورة السورية ووجود مليشيا حزب الله والمليشيات العراقية على الأراضي السورية بدأت بعض المناوشات الخفيفة مع إسرائيل، لكن بالطبع ليس حرصاً على فلسطين أو قضيتها بل بسبب رغبة إيران بذلك نظراً لما تتعرض له من قصف شديد سواء في الأراضي السورية أو اللبنانية أو حتى العراقية فترد ببعض الصواريخ التي تسقط معظمها في الأراضي السورية، ولا تشبه أبداً تلك الصواريخ المدمرة التي تساقطت على رؤوس السوريين ومنازلهم فقتلت الآلاف وشردت الملايين.

علاقة النظام السوري بقادة الثورة الفلسطينية

إذا عدنا قليلا بالتاريخ إبان حرب لبنان عام 1982 الذي اجتاحت به إسرائيل لبنان لوأد منظمة التحرير هناك والقضاء على الفدائيين الفلسطينيين الذين اتخذوا من لبنان مركزاً لهم، في تلك الفترة لم يختلف دور النظام السوري عن دور إسرائيل فلاحقت معظم قادة منظمة التحرير وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات واعتقل نائبه أبو جهاد الوزير الذي كان مهندس الانتفاضة الفلسطينية الأولى والذي اغتالته إسرائيل بعد عدة سنوات في تونس، طمعاً منه بالاستفراد بالقرار الفلسطيني، ومن ثم دعم حركة أمل في لبنان للقضاء على الفلسطينيين ومحاصرتهم في مخيماتهم وتدميرها، الذين حاصروا الفلسطينيين في تل الزعتر لمدة 80 يوم أجبرت الفلسطينيين فيها على أكل لحوم القطط والكلاب الميتة وشرب المياه الآسنة، ودعمت الانقسامات التي حصلت في صفوف منظمة التحرير وأسست فرعاً خاصاً بها للجبهة الشعبية وأسمته القيادة العامة تحت قيادة أحمد جبريل ودعمته مالياً وسياسياً لتحارب به باقي أعضاء المنظمة واستعملته حديثاً في حربها ضد الشعب السوري وجعلته أداة لتحارب فيه السوريين والفلسطينيين على حد سواء، ووضعت يدها على جيش التحرير الفلسطيني وعينت قادته من الفلسطينيين المقربين منها وألزمت جميع الشبان الفلسطينيين على أداء الخدمة العسكرية في صفوفه وأصبح جيشاً رديفاً للجيش السوري ويشهد أن جيش التحرير الفلسطيني الفرع السوري الذي يطلق عليه فرع حطين لم يخض أي حرب ضد إسرائيل بل خاض حرب أيلول الأسود ضد الحكومة الأردنية والحرب الأهلية اللبنانية ومؤخراً زجت به في حربها ضد الشعب السوري وحاصرت به القرى والمدن السورية.

النظام السوري ومخيمات اللجوء الفلسطينية في الخارج

كان أول ضحية من ضحايا النظام السوري هو مخيم تل الزعتر من خلال تدميره فوق رؤوس ساكنيه وتجويعهم وتشريدهم ودعم الميليشيات الطائفية اللبنانية والتغطية على جرائمها، ومع بدء الثورة السورية نالت المخيمات الفلسطينية نصيباً كبيراً من التدمير والحصار فبدأ النظام بمخيم اللاجئين الفلسطينيين في درعا إذ قام بتدميره بشكل كامل بالبراميل المتفجرة بسبب دعم أهله لأهالي درعا وتقديم الغذاء والدواء لهم، ومن ثم مخيم الرمل الجنوبي في اللاذقية ومخيم حندرات في حلب إذ سوي المخيم كاملاً بالأرض، وكان ختامها مخيم اليرموك عاصمة الشتات الفلسطيني وأكبر مخيم للاجئين خارج فلسطين إذ يقدر عدد سكانه بـ 500 ألف مواطن فلسطيني وسوري. لم يكن للمخيم أي دور عسكري في بداية الثورة السورية كان دوره إنسانياً بحكم موقعه، إذ يقع جنوب دمشق وكان مأوى للنازحين من المناطق المجاورة له وكان دور شبابه ومؤسساته يقتصر على تقديم المساعدات لكن النظام أصر على زجه في الصراع وقام بنشر قوات فلسطينيه داعمة له في شوارع المخيم، قامت بقصف المناطق المجاورة، وقد قام في أواخر عام 2012 بقصف جامع عبد القادر الحسيني الذي كان يأوي نازحين ما أدى إلى نزوح وهروب أغلب سكان المخيم بسبب القصف الشديد الذي تلا الضربة الجوية، وبعدها بعامين قام النظام بحصار الباقين من سكانه حتى توفي أكثر من 200 شخص من الجوع ويقدر عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الثورة السورية حتى الآن بحوالي 4000 شهيد أكثر من 600 منهم قتلوا تحت التعذيب في فرع سمي على اسم فلسطين ظاهراً، وباطناً كان السكين الذي ذبح الفلسطينيين والسوريين على حد سواء والمفقودين 5000 بينهم نساء وأطفال.

والغريب أن النظام ورغم كل الأذى والضرر الذي ألحقه بالفلسطينيين مازال مصراً على الاستمرار بمهزلة ما يسميه بالمقاومة والممانعة وزج اسم فلسطين بكل كبيرة وصغيرة بدءاً من الحرب التي أشعلها، وانتهاءً بالحصار الذي تبع قانون قيصر، مع أنه في الحقيقة هو الحامي الأكبر للحدود الإسرائيلية التي لم تعد تشكل أي مصدر إزعاج للكيان المحتل وخدمهم الخدمة الأكبر بتخليصهم من اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجر حوالي نصفهم إلى أوروبا أي تمهيداً لإنهاء حق العودة بإنهاء الوجود الفلسطيني في دول الجوار، وسماحه مؤخراً لعناصر من الموساد الإسرائيلي الدخول إلى سوريا والبحث عن جثث جنودهم المفقودين، لقد آن الأوان لسحب تلك الورقة من النظام السوري وفضح كذبه وادعائه، فهو أكثر من أضر بالقضية الفلسطينية وشرذمها وأضاعها.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني