“الشبكة السورية”: أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا في أيار 2022
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء 7 حزيران 2022 تقريرها الشهري الخاص الذي يرصد حالة حقوق الإنسان في سوريا في شهر أيار 2022، وأشارت فيه إلى أنَّ المساعدات الأممية ضرورية لملايين السوريين الذين شردتهم روسيا والنظام السوري، والفيتو الروسي لحظرها التعسفي وغير القانوني.
حصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا في أيار 2022:
القتل خارج نطاق القانون:
سجَّل التقرير في أيار مقتل 78 مدنياً، بينهم 14 طفلاً وسيدة واحدة، النسبة الأكبر منهم على يد جهات أخرى، كما سجل مقتل ثمانية أشخاص بسبب التعذيب، وارتكاب مجزرة واحدة، وذلك على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا.
الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري:
وفقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 147 حالة اعتقال تعسفي بينها 13 طفلاً وأربع سيدات، قد تم تسجيلها على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا في أيار، كانت النسبة الأكبر منها على يد قوات النظام السوري في محافظات ريف دمشق فدرعا تليها حلب.
على صعيد الإفراجات:
أصدرت “الشبكة السورية” في 16 أيار تقرير تحدثت فيه عن إفراج النظام السوري عن قرابة 476 شخصاً، وفق مرسوم العفو 7 للعام 2022، ومازال لديه قرابة 132 معتقل منذ آذار 2011، وقدَّم التقرير تحليلاً لنص المرسوم ولحالات الإفراج الناجمة عنه، ثم أصدرت في الـ 27 من أيار تقريراً تضمَّن تحديثاً لحصيلة حالات الإفراج التي بلغت 527 شخصاً من مختلف السجون المدنية والعسكرية والأفرع الأمنية في المحافظات السورية، بينهم 59 سيدة و16 شخصاً كانوا أطفالاً حين اعتقالهم.
الاعتداء على المراكز الحيويَّة المدنيَّة:
بحسب التقرير فقد شهد أيار ما لا يقل عن سبع حوادث اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، كانت حالتين منها على يد قوات سوريا الديمقراطية وواحدة على يد القوات الروسية، وواحدة على يد قوات النظام السوري وثلاثة على يد جهات أخرى، ومن بين هذه الهجمات كانت واحدة على منشآت تعليمية.
القصف والعمليات العسكرية:
جاء في التقرير أن أيار شهد استمراراً للهجمات الأرضية والقصف المدفعي الذي تنفذه قوات النظام السوري على منطقة شمال غرب سوريا، بوتيرة أقل مقارنة بأشهر سابقة في هذا العام 2022، وقد تركز القصف على قرى وبلدات جبل الزاوية القريبة، كما طال القصف المدفعي بلدات ريف حلب الغربي وريف حماة الغربي.
كما جاء في التقرير أنه في 28/ أيار اقتحمت عناصر مُسلحة تدعمها قوى المخابرات العسكرية التابعة لقوات النظام السوري مسبحاً في حي المقوس شرق مدينة السويداء، بذريعة البحث عن مُتهمين بتهريب المخدرات، وأطلقت الرصاص على المدنيين، وقد اندلعت احتجاجات شعبية في حي المقوس إثر ذلك، ترافقت مع اشتباكات بين العناصر التابعة للنظام السوري ومسلحون من أبناء الحي، وقد أسفرت هذه الأحداث عن مقتل 4 مدنيين. وفي مساء اليوم ذاته، قصفت قوات تابعة للنظام السوري الحي بقذائف هاون؛ ما تسبب بأضرار في الأبنية ونزوح للأهالي في اليوم التالي.
وفقاً للتقرير فقد شهد أيار ارتفاعاً في وتيرة الطلعات والهجمات الجوية الروسية على شمال غرب سوريا مقارنةً بأشهر سابقة من هذا العام، وعلى وجه الخصوص في النصف الأول من الشهر.
كما رصد التقرير استمرار قوات سوريا الديمقراطية في شنِّ هجماتٍ أرضية على مناطق ريف حلب الشمالي الغربي والشرقي.
وقال التقرير إن مدفعية تابعة لهيئة تحرير الشام قصفت في 13/ أيار بلدة نبل في ريف محافظة حلب الغربي الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، ما تسبب في مقتل طفل.
التفجيرات والألغام:
سجل التقرير انفجار عبوات ناسفة في محافظات درعا وحلب والرقة والحسكة. كما سجل استمراراً في وقوع ضحايا مدنيين بسبب الألغام ومخلفات الذخائر في محافظات ومناطق متفرقة في سوريا، وقد تركزت في أيار في محافظات حماة ودرعا والرقة وكان جل الضحايا من الأطفال.
وبحسب التقرير فقد بلغت حصيلة ضحايا الألغام في أيار تسعة مدنيين بينهم ستة أطفال وسيدة واحدة، لتصبح الحصيلة الإجمالية للضحايا 60 مدنياً بينهم 30 طفلاً وخمس سيدات منذ بداية عام 2022.
ففي مناطق شمال غرب سوريا، وبحسب التقرير فقد استمرت معاناة المدنيين من غلاء أسعار المواد الاستهلاكية، في ظل شبه انعدام للقوة الشرائية بسبب انتشار البطالة وارتفاع نسبة الفقر.
وفي شمال شرق سوريا لم يختلف الوضع الاقتصادي عن بقية المناطق السورية، وما زالت تلك المناطق تعاني من أزمة تأمين مادة الخبز بسبب شح مادة الدقيق التي تصل للمخابز ورداءتها.
اللجوء والنزوح والتشريد القسري:
في مخيم الهول بريف الحسكة، ذكر التقرير بأن قاطنو المخيم ما زالوا يعانون من تردي الأوضاع المعيشية والأمنية.
وفي مخيم الركبان، على الحدود السورية الأردنية، أوضح التقرير بأن النظام السوري ما زال يمارس سياسة الحصار على المخيم ويمنع وصول المواد الغذائية إليه.
على صعيد المحاسبة والمناصرة:
أصدرت ” الشبكة السورية” في شهر أيار بياناً مشتركاً مع 17 منظمة سورية عاملة في المجال الإنساني والحقوقي والمجتمع المدني، تضمن البيان رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، طالبت فيه بمحاسبة النظام السوري عن مجزرته بحق 41 شخصاً على الأقل في حي التضامن في دمشق.
وفي 30 أيار أصدرت “الشبكة السورية” تقريراً قالت فيه “إن النظام السوري يحتجز مرتكب مجزرة التضامن أمجد يوسف المتورط بإعدام عشرات السوريين.“
وكانت “الشبكة” قد أصدرت في 3 أيار بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة تقريرها السنوي عن أبرز الانتهاكات بحق الإعلاميين في سوريا، وقالت إنها وثقت مقتل 711 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ آذار 2011.
وفي 19 أيار أصدرت “الشبكة السورية” بيان خاص أوضحت فيه” أن رئيس النظام السوري يعين ويقيل قضاة المحكمة الدستورية العليا في تجسيد صارخ للدكتاتورية“
كما تحدث التقرير عن فعاليات “الشبكة السورية” على هامش مؤتمر بروكسل السادس لدعم مستقبل سوريا والمنطقة – أيار 2022.
وفي 25 أيار أصدرت ” الشبكة السورية” بيان قالت فيه أنها وقعت مذكرة تفاهم مع “جامعة هارفرد الأمريكية”، تنص على بناء آلية تنسيق وتعاون من أجل مشاركة معلومات وبيانات وثقتها الشبكة السورية ضمن قاعدة بياناتها على مدى قرابة اثني عشر عاماً.
وأخيراً ختم التقرير بجملة من الاستنتاجات القانونية والتوصيات لجميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المؤثرة في القضية السورية.