fbpx

البرامج السياسية بين المساواة والمشاركة والتمكين

1 299

ما هي المساواة؟ وما هو المسار الذي تبدأ فيه هذه القيمة بالظهور؟ وما الفائدة التي تحققه لنا في اتجاهات معارفنا السياسية والاجتماعية اليوم؟

الحديث يركز على برامج التمكين السياسي والمحاور الذي تستند عليها من جهة والنجاح والحضور الذي تضيفه الأطراف الواعية التي تؤمن بأن المعرفة السياسية تتبلور في النقاش الهادف لها من جهة أخرى.

يشارك في المداخلات التشاركية لأجل الإحاطة بوجهات النظر والتحديات من المهتمين والمهتمات والمؤثرين والمؤثرات اليوم في برامجهم التي ينفذونها ضمن المجتمع المدني في سوريا وفي تركيا أيضاً.

وفي البداية نستعرض إحدى مخرجات استبيان يحتوي على 35 مشاركة حول الاهتمام ببرامج التمكين السياسي حيث نسبة مشاركة النساء 54.3% – والنسبة للرجال 45.7%.

البداية نقف عند ما صرحته إناس النجار لموقع نينار برس: “مديرة مركز الدراسات الاستراتيجية في أنقرة عن أولويات القضايا السياسية ضمن برامج التمكين السياسي لدينا حيث أجابت ” التعلم من أجل تصحيح الأخطاء التي ارتكبت في الماضي والتطلع دوماً إلى المستقبل”.

فيما يرى مصطفى السيد مدير مكتب منظمة البوصلة في سوريا: “بأن السلم الأهلي والتماسك المجتمعي هو ما نعمل عليه من خلال برنامج الوعي المدني لدينا”.

وبالانتقال إلى كيفية الوصول المتساوي إلى الأنشطة يقول السيد “جميع أنشطتنا وبرامجنا موجهة للمرأة والرجل على حد سواء لا يمكن الفصل بين دور كل منهم ولا يمكن أن تدور عجلة البناء المجتمعي بذراع واحدة. وتقوم فرقنا بالتعريف عن هذه الأنشطة من خلال قنوات التواصل في المناطق المستهدفة في برامجنا ودور المرأة وماذا يترتب في حال غياب أدوار المرأة الفاعلة على ذلك في المستقبل”.

ويتابع السيد بأن عدد المستفيدين في منظمة البوصلة في هذا البرنامج يتراوح 1100 ويقدر عدد النساء 490 وعدد الرجال 610 بحسب ما أضافه السيد من إحصائيات.

الجندر والمشاريع السياسية:

إن مساعي الحرص الذي يهدف للوصول إلى عتبة المساواة تتجلى أيضاً في مقدرة النساء على الحصول على فرص إدارة المشاريع السياسية، ودورها في أن تكون شريكة حقيقية في نجاحها، ويتجلى ذلك النجاح أيضاً في انخراط عدد أكبر من المستفيدات في هذا البرامج لضمان الاستمرار في التمكين السياسي للنساء.

ونذهب إلى الناشطة ناريمان عبسي منسقة البرامج في مركز المجتمع المدني والديمقراطية “لدينا مؤشرات بالمشروع أثناء التخطيط والتنفيذ وأثناء البرنامج والمحتوى ليكون مراعي للمنظور النسوي والمساواة بين النساء والمراعاة الجندرية العادلة”.

وتتابع عبسي “إن وجود النساء في إدارة المشاريع السياسية 100% هو خط داعم لوجود للتعزيز الجندري الذي يجب أن تشارك فيه النساء ومما لا شك فيه هو جزء من آليات العمل للمساواة الجندرية وتخطيط المشاريع التي نتبعها خلال عملنا ومن التجارب نجد بأننا بحاجة للنساء القياديات من أجل فاعلية نسائية أكثر استدامة وخلق فرص للمشاركة حتى ولو كان الرجال القياديون هم في الواجهة”.

على ذلك يضيف السيد: “إن ماهية وجود الرجل في المشاريع التمكين السياسي تعود إلى إن طبيعة المجتمع في الشرق الاوسط خصوصا جعلت وجود الرجل في مراكز صناعة القرار واتخاذ الدور القيادي هو من الروتين الواجب وجوده، وهذا الدور أصبح مع الزمن طبيعيا، فوجود الرجل في إدارة مشاريع التنمية السياسية هو وجود اعتيادي ويشكل حافز مشجع الى حد ما لغيره من الرجال للمساهمة بهذا الدور”.

وينوه إلى أن وجود المرأة القيادية التي تقوم بكسر المألوف والتي تواجه التحديات يمكن زميلاتها من أخذ دورهم في التمكن والعمل بالنسبة أعلى”.

المساواة والاختصاص:

وفي متابعة البحث في التفاصيل المهمة فالسؤال عن تحديات اختيار المدربين/ات المحاضرين /ات الميسرين/ات ليكونوا متساوين رجالاً ونساء في البرامج التدريبية ليصرح بذلك منذر السلال مدير وحدة دعم الاستقرار “هناك تحدي بالتخصصات السياسية بأن تكون المدربة أو المحاضرة سيدة، وهذا يؤثر على مشاركات النساء حقيقة، وعندما يتم استقطاب المحاضرين المتخصصين الرجال يكون عموماً عدد المشاركين أوسع وهذا ما نلاحظه من خلال عملنا بشكل واضح.”

وهناك زوايا أخرى تتعلق بحيادية السلوك المدربين والمدربات الصادر، حيث قمنا برصد تلك الممارسات من خلال الاستبيان التي أجريناه على العينة المشاركة.

ويضاف أيضاً الانتباه على توزيع المصطلحات المستخدمة والإضاءة على التجارب العملية التي يكون فيها التساوي في طرح وجود الجنسين:

يوضح الإنفوجرافيك رأي المشاركين في الاستبيان بأن التجارب السياسية التي تتحدث عن النساء والرجال بشكل متساو، يكون ذلك أجدى على المدى البعيد في خلق الثقة للمشاركة السياسية، وهذا من أحد المفاتيح الجاذبة لفكرة استقطاب حضور السياسي النساء بشكل فعال.

وفي الوصول إلى الاستفسار أيضاً عن منحى أخر من المساواة في المشاركة ألا وهي الوصول إلى المؤتمرات واللقاءات الدولية أو فرص التدريب خارج تركيا أو خارج نطلق الشمال السوري المحرر يقول عبد الفتاح شيخ عمر مؤسس شبكة آرامز حول هذا الموضوع “تقوم الشبكة على معايير محددة منها أن يكون نسبة النساء في كل فريق من فرق الشبكة هو 50% بالإضافة إلى كون نسبة كل من المهجرين والمقيمين 50% لكل منهما، أما بما يتعلق بحضور التدريبات او المشاركة في المؤتمرات فيكون ذلك حسب المعايير المطلوبة لحضور المؤتمر او المشاركة في التدريب والتفرغ بغض النظر عن النوع الجندري”.

المساواة والسلام المجتمعي:

إن الربط الجيد بين ما هو موجود على أرض الواقع من المسارات المتعلقة بالمساواة والأهداف المرسومة لها للوصول لبرامج التمكين السياسي لكي تعزز فكرة السلام المجتمعي بين الجنسين هي أيضاً ما يتم وضعه ضمن أولويات النقاش الحالية.

حيث يتابع عبد الفتاح شيخ عمر مدير شبكة أرامز للتنمية المجتمعية: “إن السلام هو حالة تناغم وتفاعل إيجابي بين مكونات المجتمع فإن استقرار تلك الحالة بين الجنسين هي حجر الأساس للوصول الى حالة السلام ولن تتحقق تلك الحالة في ظل غياب المساواة.

وهذا ما يؤثر على الحالة المجتمعية بين النساء من جهة والمجتمع من جهة أخرى حيث توصف بعض الدراسات وجود نزاع كامن بين النساء والمجتمع يظهر في بعض الأحيان ومن ثم يعود إلى الاختفاء وهذا ما يمكن توصيفه أيضا بالسلام السلبي حيث يوجد يكون التفاعل حاضر في بعض الأحيان لكن لا يؤدي الهدف المرجو منه”.

بالمقابل ترى عبسي “بأن المساواة عامل أساسي لتخفيف حدة التطرف وتدعيم فكر المساواة لدى جميع العاملين والعاملات والمهتمين والمهتمات وتساهم بشكل كبير في تخفيف النزاعات تجاه الدور الجندري والأدوار الاجتماعية”.

ويلاحظ من الإنفوجرافيك هذه الآراء المشاركة في الاستبيان كما هو موضح:

بأن النسب المرتفعة 51.4% تؤكد بأن المساواة في الحصول على المعلومات السياسية تعزز فكرة السلام المجتمعي.

وفي النهاية نستعرض أهم توصيات جلسة نقاش افتراضية حول هذا الموضوع شارك فيها عدد من المهتمين/ات والمؤثرين/ات في المجتمع المدني في تركيا.

حيث يرى المشاركون/ات أنا هناك حاجة لتطوير مواضيع تخصصات البرامج السياسية على مستويات عالية لكي تستطيع بعدها إنتاج مبادرات سياسية تعالج الواقع السوري الحالي، ومن الأفضل أن تكون ضمن أولويات تلك البرامج فكر السلام المجتمعي.

فيما ذهب آخرون إلى أن التمكين الحقيقي يحتاج إلى سنوات من العمل للحصول على فكر المساواة لأجل دوره في إخماد الديكتاتوريات الداخلية في الدوائر الاجتماعية الضيقة إلى الدوائر الاجتماعية الأوسع.

أيضاً تم التنويه خلال الجلسة إلى أهمية الإشراك الجماعي دون أي إقصاء جندري ضمن المناقشات التي تتناول البنى الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية لكي نفك عزلة الفكر والآراء للرجال والنساء على حد سواء.

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

1 تعليق
  1. محمود علي مصري says

    مثل هذه الاجتماعات التي تروج لمفهوم الجندرة تخالف ديننا الحنيف نرجو منك ومن أمثالك المثقفين عدم الانسياق وراءها مهما كانت المغريات والمبررات فأنتِ تعلمين مامعنى الجندرة ومدى خطورتها على المجتمع والأسرة…. مع تحياتي لكم

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني