fbpx

منع التعذيب ومساندة ضحاياه: الواقع والتحديات

0 343

شاركت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم السبت 26 حزيران 2021، في حلقة نقاشية تحت عنوان “منع التعذيب ومساندة ضحاياه: الواقعوالتحديات” بدعوة من مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، بالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، واستضافت الحلقة النقاشية بالإضافة للسيد فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، كلاً من السيد عبد الوهاب الهاني (خبير في حقوق الإنسان وعضو لجنة مناهضة التعذيب سابقاً)، والسيد منصور الضيفي معتقل يمني سابق، والسيد أحمد مفيد (مدافع عن حقوق الإنسان).

بحثت الحلقة واقع وتحديات احترام وتطبيق الحظر التام للتعذيب بموجب الصكوك الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي العرفي، حيث تشكل ممارسة التعذيب على نحوٍ منتظم وبشكل واسع النطاق جريمة ضد الإنسانية.

وسلطت الحلقة الضوء على جهود هيئات المعاهدات المعنية واللجان الوطنية لحقوق الإنسان، والمنظمات الحقوقية، وأثر هذه الجهود على تحسين الممارسة العملية ومساندة الضحايا وأُسرهم وإنصافهم وجبر ضررهم.

كما تطرَّقت نقاشات الحلقة للدور المنوط بوسائل الإعلام للتوعية بمعايير مناهضة التعذيب وكشف التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها الأنظمة، وتمكين الضحايا من إسماع صوتهم وتعزيز كرامتهم الإنسانية.

وفي مداخلة السيد فضل عبد الغني قال: “إنَّ التعذيب كان من أولى الانتهاكات التي مورست في سوريا بحق نشطاء الحراك الشعبي بعد آذار 2011، وذلك على خلفيه اعتقالهم التعسفي، حيث ارتبط التعذيب في سوريا بشكل عضوي مع الاعتقال”.

وأكد السيد عبد الغني في مداخلته أنه لا يوجد معتقل إلا وقد تعرض لشكل من أشكال التعذيب، حيث يتم اعتقالهم دون مذكرة قضائية، ويتحول أغلب المعتقلين إلى مختفين قسرياً، مشيراً إلى أن من مروا بتجربة الاعتقال يزيد عددهم عن مليون ومئتي ألف شخص.

وأوضح السيد عبد الغني أن الإخفاء القسري للمعتقل يتضمن شكلاً قاسياً من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، للمعتقل ولذويه أيضاً، وقد يفضي التعذيب إلى موت المعتقل، وقد لا يفضي.

وأضافَ السيد عبد الغني أن الإعدام بإجراءات موجزة هو أحد أشكال التعذيب أيضاً الممارسة في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري، ويستهدف النظام السوري بهذه الممارسات المشاركين في الحراك الشعبي، بمن فيهم المتظاهرين السياسيين، وذلك لضرب الحراك وإصابته في مقتل، وردع قطاعات كبيرة من المجتمع عن الانخراط في الحراك أو الاستمرار به.

وأكد السيد عبد الغني أن قوات النظام السوري مارست عمليات التعذيب بشكل منهجي وواسع النطاق، موضحاً أن عمليات التعذيب تشكِّل جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب لأنها مورسَت على خلفية نزاع مسلح، مشيراً إلى أنها سياسة دولة بحسب تقارير لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية.

 وختم السيد عبد الغني مداخلته بالقول إنه من غير الممكن معرفة حجم أو مقدار التعذيب الذي يتعرض له المعتقل لدى النظام السوري مقارنة بالتَّهم الملصقة به، ووصف التعذيب بأنه ممتد ولا نهائي، وهذا ما يزيد من معاناة المعتقلين لأنهم لا يعلمون متى سوف يتوقف تعذيبهم، وما هو حجم التعذيب الذي سوف يتعرضون له، والذي قد يفضي إلى وفاتهم.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني