fbpx

مقتطفات من كلمة السيدة مريم رجوي بمناسبة يوم العالمي للمرأة

0 150

عشية اليوم العالمي للمرأة، عقد يوم السبت 5 مارس/آذار مؤتمر دولي كبير في برلين بمشاركة شخصيات سياسية بارزة ونشطاء في مجال حقوق المرأة على اتصال عبر الإنترنت مع أشرف 3 في ألبانيا ومئات المواقع في مدن مختلفة حول العالم.

واحتفل المتحدثون باليوم العالمي للمرأة ودعموا نضال النساء حول العالم، وخاصة النساء الإيرانيات، من أجل الحرية والمساواة في الحقوق والقضاء على التمييز الجائر.

وقالت مريم رجوي في كلمة تحت عنوان “يمكن ويجب”: مبارك عليكم اليوم العالمي للمرأة، عيد القائمين من أجل الحرية والمساواة؛ عيد لمن لا صوت له، الصوت الحقيقي للإنسانية!

اليوم العالمي للمرأة عيد لأولئك الذين حُرموا من معظم فرص التمكين، لكنهم مبشّرون بالقدرة وتحمل المسؤولية في عالمنا اليوم.

النساء في طلیعة‌ الحرکات الاحتجاجیة

أواصل كلمتي بتجديد التهنئة لكم جميعا لمناسبة يوم المرأة العالمي خاصة‌ أخواتی في أفغانستان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين ولبنان.

النساء في النضال ضد نظام الملالي المتخلف

عندما وصل خميني إلى السلطة عن طريق سرقة قيادة الثورة، قامت النساء الإيرانيات منذ الأسابيع الأولى بالاحتجاج، ثم تعرّضت عشرات الآلاف من المجاهدات والمناضلات في المقاومة ضد النظام للتعذيب أو الإعدام.

خلال الإعدامات الوحشية في ثمانينات القرن الماضي ومجزرة 30 ألف سجين سياسي عام 1988، ارتكب خميني وجلّادوه أعظم الفظائع والجرائم ضد المجاهدات، وفي بعض ردهات السجون تم شنق جميع السجينات المجاهدات.

واليوم إن تراكم نفس الدماء والمعاناة الذي خلق قوة كبيرة من الحرية في قلب المجتمع الإيراني ويثير حراكات واحتجاجات جديدة كل يوم.

فظائع رهیبة في نظام الملالي

حقيقتان أساسيتان عن الوضع الحالي في إيران ملفتان للنظر:

أولاً، لا يوجد تشابه بين الشعب الإيراني الذي له حضارة عمرها آلاف السنين ولدیه ثقافة غنية وقدّم تضحيات عظيمة من أجل قضية الحرية، وبين نظام متوحّش عائد إلى العصور الوسطى يحكم إيران.

حقيقة أخرى هي أن الشعب الإيراني لم يقبل هذا النظام إطلاقا. وكشف عن ادعاء النظام الزائف بالإسلام في مقاومة عظیمة أسسها مسعود رجوي ضد التطرف ومقارعة المرأة‌.

لكن هاتين الحقيقتين تنطبقان بشكل أكبر على النساء الإيرانيات، اللواتي يعارضن تمامًا نظام ولاية الفقيه ولم یقبلن بأي حلول وسطیة مع ثقافة النظام وقانونه وشريعته اللاإنسانية. وهنّ يجدن في إسقاط نظام الملالي نهاية لآلامهن وأحزانهن ومعاناتهن، وكذلك استجابة لمطالبهن.

والمآسي المروعة واسعة النطاق التي تُرتكب ضد المرأة الإيرانية لا علاقة لها بثقافة الشعب الإيراني. بل هي نتيجة عداوة النظام للنساء وطبیعته المتخلفة.

في بدايات الشهر الماضي، صدمت المجتمعَ الإيراني أنباء قطع رأس فتاة شابة تُدعى مونا حيدري في الأهواز على يد زوجها. هذا مثال على انحطاط يكون مصدره وفاتح طريقه هذا الاستبداد المناهض للمرأة. كانت رومينا أشرفي، فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا من مدينة طالش، وشكيبا بختياري، البالغة من العمر 16 عامًا من كرمانشاه، ضحيتين لجرائم مماثلة ارتكبها أعضاء عائلاتهم.

وكما قال قائد المقاومة مسعود رجوي في هذا الصدد: “الفظائع الاجتماعية لها جذور ومصادر سياسية. في التحليل النهائي، يجب توجیه أصابع الاتهام إلی نظام الملالي اللاإنساني والمعادي للمرأة ودوره فيها، والذي هو مصدر المشكلات الضخمة لهذه الحقبة من تاريخنا.”. (رسالة مسعود رجوي بشأن قطع رأس فتاة إيرانية في 7 فبراير202).

أدت هذه الممارسات المتخلفة، إلى جانب الفقر المدقع للعوائل، إلى انتشار العنف ضد المرأة. بحيث يتم قتل 400 إلى 500 امرأة كل عام في إيران (حسب بيان البرلمان الأوروبي في 17 فبراير 2022).

وينفذ الملالي أنفسهم عمليات إعدام للنساء أكثر من أي حكومة أخرى في العالم. لذلك، فهم لم يسحقوا فقط على حريات وحقوق المرأة الإيرانية، بل قللوا من قيمة حياتهن أيضًا، ولهذا السبب فإن النساء الإيرانيات لديهن الدافع الأكبر والإرادة لإسقاط هذا النظام. وفي نهاية المطاف، فإن النساء هن من يسقطن الولي الفقيه من عرش السلطة.

المرأة‌ قوة‌ التغییر والتقدم

على الرغم من المعاناة الكبيرة التي تحملها النساء الإيرانيات، وعلى الرغم من معاناة عامين من جائحة الوباء ووفياتها التي تجاوز عددها نصف مليون إیراني، ورغم انتشار الفقر والجوع، فإنهن اليوم لا يتحدثن عن عذاباتهن وانما عن الأمل في الحرية والمساواة ولا عن آلامهن بل عن مستقبل ليس حلما بعيد المنال ولكن ممکن التحقیق.

بعد إسقاط نظام الملالي، ستكون إيران في مأمن من تجارب الماضي المريرة، شريطة إرساء ديمقراطية حقيقية مع الحرية والمساواة، وهذا ما تصنعنه أنتن بأيديكن.

کما ورد في مشروع المجلس الوطني للمقاومة‌ الإیرانیة بشأن الحریات وحقوق المرأة فإن الحريات الفردية للمرأة، بما في ذلك حرية المعتقد والدين، والعمل والسفر واختيار الملابس، ضرورة حتمية.

نعم، عليّ أن أؤکد أن الحرية تُنتَزع وأنتن اللاتي يجب أن تنتزعنها بأيديكن وبقوة نضالكن.

نعم، عصر الاضطهاد يجب أن ينتهي. وهذا یلیق المرأة‌ الإیرانیة. لكن هذا المصير الكئيب لا يتغير إلا بسواعدكن القويات أنتن النساء.

نعم، المتخلفون والظالمون الذين جعلوا منکنّ أسيرات لن يمنحوكنّ بِإرادتهم الحرية والمساواة أبدًا. عليكن القيام بإسقاطهم!

أنتن تشكلن القوة الحاسمة! أنتن تشكلن قوة التغيير! وأنتن قوة التقدم الحقيقي والتنمية لإيران الغد الحرة!

النساء في المجلس المرکزي لمجاهدي خلق

إن المشاركة الواسعة للنساء الإيرانيات في النضال من أجل تغيير النظام ليست صدفة وعفوية، وانما هي مستوحاة من تضحيات نساء رائدات من المجاهدات والمناضلات. إنهن نهضن للنضال ضد هذا النظام منذ أكثر من أربعة عقود. فمقاومة هؤلاء الرائدات كرّست لدى النساء الإيرانيات فكرة أنه لا يمكن القضاء على انعدام القانون والاضطهاد إلا من خلال إسقاط نظام الملالي.

النساء المجاهدات قهرن غرف التعذيب وساحات الإعدام. 120 ألف شهید درب الحریة‌ هم نجوم لامعة‌ في سماء‌ هذه المقاومة.

وفي هذا المسار صمدت النساء‌ المجاهدات أمام وابل من الاتهامات، وقاومن لسنوات أمام هجمات الدروع والدبابات والصواريخ، ووقفن أمام الدبابات وناقلات الجند بأيد فارغة ودفعنها إلى الخلف، إنهن أثبتن كفاءتهن وقدراتهن في ساحة المعركة.

وهذا النضال يمثله المجلس المركزي لمجاهدي خلق والمؤلف بالكامل من النساء المناضلات.

هذا المجلس كيان تقدمي رفع راية التحرر من كل الآثار الاستغلالية والتعسفية للعبودية، وأقام علاقات تقوم على المساواة بالمعنى الحقيقي للكلمة، وآثارها التحررية لم تشمل النساء فقط بل الرجال أيضًا وها هو جيل من الرجال متحرّر من الفكر الاستغلالي الذكوري.

نعم، هؤلاء النساء والرجال هم حاملو راية المساواة والعلاقات الأخوية بين الإخوة والأخوات. وهو العنصر الحيوي الذي يحتاجه المجتمع الإيراني والمجتمع البشري.

نعم، هؤلاء الرجال والنساء المتحررون يمضون قدما لإزالة أي أثر للفكر الظلامي والاستغلالي ، وهذا أمر ضروري لإسقاط النظام وبناء إيران الغد. وهكذا يستحق المجاهدون كسب ثقة شعبهم.

ومن هذا المنطلق، فقد حظي المجلس المركزي لمجاهدي خلق بتجارب غنیة في مسيرته الطويلة من نضاله ومعاناته تتلخص في شعار “يمكن ويجب” يتحقق في استمرار المقاومة والنضال ضد أي نوع من الفكر الاستغلالي التعسفي.

نعم المرأة الإيرانية أمامها أيقونة مادية وعملية وهي مستوحاة منها.

المقاومة سرّ التقدم والانتصار

النساء والرجال في هذه الحركة، الذين هم في طليعة نضال الشعب الإيراني ضد الاستبداد الديني، قد أحيوا قيمة المقاومة. انهم اختاروا عدم الخنوع أمام الاضطهاد والقمع وأن يدفعوا ثمن إزالة الاضطهاد باستمرار مهما كان.

إنهم كسروا الكثير من الخرافات ومحظور الفكر المتخلف وفتحوا طريق تقدم المقاومة.

– في أي موقف، حتى تحت أشد الضربات الساحقة، حافظوا على الروح النضالية المتحمسة الحيوية الناجمة عن الإرادة.

– فضلوا دائما مصالح الحركة على مصالحهم الشخصية والحفاظ على شعلة المقاومة والنضال من أجل الحرية كي تبقى متقدة.

تخلوا عن الأهل والعائلة والآباء والأزواج والأبناء، للانخراط في صفوف المقاومة وأقبلوا على تحمل المعاناة وفراق الأهل.

– لم يفكروا في نتيجة عملهم. هل سيفوزون أم لا. بل فكروا في المسؤولية الملقاة على عاتقهم من أجل حرية شعبهم ووطنهم.

وأمام العدو وقوته القمعية ورغم عدم توازن القوى لم يسمحوا للخوف أن یدبّ‌ في نفوسهم، بل أصرّوا على حقيقة أن فئة قوية العزم ولو كان حجمها صغيرا ومحدودا يمكن أن تفتح طريق النصر وتغير الوضع لصالح الشعب في نهاية المطاف.

إنهم يتبعون منطقًا تحرريًا لا يُعرف بموجبه الإنسان بقدرته الفردية أو عجزه، بل يُعرف بكفاحه ونضاله لتغيير نفسه وتغيير المجتمع.

كما أن المجتمع لا يُعرف بما هو عليه، بل بمواهبه للتجديد والتحديث وعناصره المناضله من أجل الثورة.

نعم هذا هو تمرد على كل ما هو موجود لتحقيق ما يجب أن يكون.

وبهذا المعنى، فإن المقاومة حاجة إنسانية ملحة لتصبح أكثر إنسانية. إنها حاجة كل امرأة مضطهدة للتحرر، وحاجة المجتمع للخروج من المأزق والانحطاط.

كما قال قائد المقاومة مسعود رجوي الذي قاد هذه المقاومة‌ منذ أکثر من خمسة عقود في طریق الحریة وعلّم درس المقاومة‌ جیلاً بعد جیل: نور المقاومة لا يمكن أن ينطفئ وكلّما كسروا الضوء كلّما زادت أشعته من الانكسار.

المقاومة والبقاء على العهد صامدين يعبّران عن وجود شعب، وسرّ التقدم والانتصار في أصعب الظروف.

وهي الجسر الوحيد الذي يمكن من خلاله الوصول إلى عالم يقوم على التآخي والحرية والمساواة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني