محلل إيطالي يستعرض تأثير الحرب الأوكرانية الروسية على أفريقيا
الطاقة والحبوب والاستثمارات. حرب داخل حرب وقتال من أجل مصير القارة الأفريقية. على الاتحاد الأوروبي تبني منظور أوضح.. العاصفة الغذائية القادمة تخاطر بمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساعدة متناقضة. تعليق المحلل السياسي الإيطالي ليوناردو بيلودي..
وقال إن هناك عاصفة كاملة على خلفية الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا، موضحاً أن إفريقيا تعاني أكثر من أي منطقة أخرى في العالم جراء عواقب الغزو الروسي على جبهات عدة وهي الغذاء والطاقة والجغرافيا السياسية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وأوضح أن إفريقيا استوردت في عام 2020 أغذية بنحو 7 مليارات دولار من روسيا وأوكرانيا، وأن 25 مليون شخص في منطقة الساحل وغرب إفريقيا ليس لديهم ما يكفي من الغذاء.
وقال إنه مع ارتفاع التضخم ونقص المنتجات ارتفعت تكاليف القمح والذرة وفول الصويا بحوااي 30 في المائة، مما أثر على خزائن الدول التي تدعم إنتاج الخبز. وفي كينيا والسودان أدى ارتفاع الأسعار الى احتجاجات وانتفاضات شعبية.
وأشار إلى أن أسعار الغاز المرتفعة أدت إلى زيادة في الأسمدة النيتروجينية، موضحاً أن روسيا هي أهم مصدر لهذا النوع من الأسمدة في العالم.
وذكر المحلل أن العقوبات الغربية أدت إلى قيود على الصادرات غير المباشرة مشيراً إلى أنها في حال لم تؤثر بشكل مباشر على المنتج سيكون من الصعب إيجاد سفن وطواقم وشركات تأمين مستعدة للتجارة مع موسكو. وقال إن الكاميرون وكينيا وغانا والسنغال، فضلاً عن مصر تعتمد على الواردات الروسية.
وعلى صعيد الهيدروكربون (النفط والغاز)، قال بيلودي إن العديد من الدول الأفريقية منتجة لكنها على المدى القصير لا تستفيد من الارتفاع المذهل في الأسعار.
أما على المدى المتوسط والطويل، قال المحلل إن بعض حكام القارة الأفريقية قد يستغلون الفرصة من الرغبة في تنويع الطاقة الأوروبية، موضحاً أن موزمبيق والجزائر ونيجيريا والسنغال وتنزانيا تعمل لزيادة أنشطة الاستكشاف والحفر وتقدم نفسها كموردين رئيسيين تقريباً لأوروبا.
كما رأى أنه لا يمكن الاعتماد كثيرًا على الواردات من ليبيا في هذه الفترة التاريخية، مشيراً إلى أن الحروب الداخلية أصبحت أكثر وضوحًا.
وتطرق إلى أسباب رئيسية للموقف تجاه موسكو، منها عمق العلاقات الروسية مع بعض الدول حيث توجد القوات شبه العسكرية الروسية في مالي وفي جمهورية إفريقيا الوسطى، كما أن الحكومة السودانية تجري محادثات لفتح قاعدة روسية على سواحلها وتستورد السودان وموزمبيق (ومصر) جزءًا كبيرًا من احتياجات الحبوب من روسيا.
وتحدث بيلودي أيضا عن عامل أيديولوجي، حيث ينظر العديد من السكان المحليين و الحكام إلى روسيا على أنها الدولة التي قاتلت في حقبة الاتحاد السوفيتي عبر الدبلوماسية وتزويد الأسلحة. وقال إن هناك الكثير في إفريقيا يعتبرون الموقف الأوروبي غير عادل.