مؤتمر التعافي المبكر في سورية
يمثل التعافي المبكر في سورية أحد أبرز المتغيرات التي بدأت ترتسم ملامحها خلال الأعوام القليلة الماضية، مع ظهور مؤشرات تدلل على حركية متباينة للتعافي المبكر في مناطق النفوذ الحالية المتمايزة من حيث الفواعل المحلية والاحتياجات والموارد والإمكانيات التي تحوزها. في ضوء مخرجات المشهد الحالي الذي يمتاز بتعزيز مناطق النفوذ وتعثر العملية السياسية بدأت سياسات الفواعل المحلية والإقليمية والدولية تتكيف مع هذا الواقع وتنفذ مشاريع تعاف مبكر في هذه المناطق على الرغم من هشاشة الاستقرار السياسي والأمني، وتباين قدرات الفواعل المحليين على تنفيذ هذه المشاريع، وخصوصية الواقع المحلي في كل منها والسياق السياسي المرتبط بعملية التعافي المبكر داخل هذه المناطق.
وبالتالي فإن ما يميز مرحلة التعافي المبكر هو التداخل الكبير في المكونات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث يعتمد نجاح التعافي في كل مكون على نجاحه في المكونات الأخرى، إلى جانب تأثره بمجموعة من المتغيرات الداخلية والخارجية.
مما يستلزم محاولة تفكيك المكونات الثلاثة للتعافي المبكر، ومحاولة الإحاطة بالمتغيرات ذات الصلة بهذه العملية وتحديد متطلباتها وشروطها والمعايير الضامنة لنجاحها، وصولاً إلى مرحلة إعادة الإعمار. خلال الأعوام الماضية، قام مركز عمران للدراسات الاستراتيجية بنشر مجموعة من المخرجات البحثية بهدف فهم ديناميات عملية التعافي المبكر وبوصلتها السياسية ومتطلباتها وتحدياتها وواقعها، حتى تكون عملية دافعة باتجاه تكوين بيئة مستقرة، نظرا لأهمية مرحلة التعافي المبكر التي يفترض بها أن تنقل سورية من حالة النزاع إلى السلم والاستقرار، وكونها المرحلة التي تهيئ الأرضية اللازمة لعملية إعادة الإعمار في المستقبل.
وتأسيساً على ما سبق، تشمل المحاور الرئيسية للمؤتمر تشخيص واقع التعافي المبكر في سورية والفواعل الرئيسيين فيه في مختلف مناطق النفوذ الحالية، وأهم المتغيرات المؤثرة على نمط وسيرورة هذا التعافي، ومحاولة الإحاطة بالحلول والمقاربات المحلية والدولية ذات الصلة.