fbpx

لا يزال قيد التنفيذ وفق برنامجه المخصص له: الإصلاح الشامل في الائتلاف لا يزال يثير غضب المتضررين منه

0 126

مسيرة الإصلاح الشامل، التي يعمل عليها ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، لا تزال قيد التنفيذ، وفق مخططها الزمني العام، هذا الكلام، صرّح به أكثر من قيادي في هذه المؤسسة، التي تقود عمل قوى الثورة والمعارضة السورية.

وباعتبار أن الائتلاف يتحضّر ذاتياً لإجراء انتخاباته السنوية، التي تخصّ انتخاب الرئاسة (الرئيس ونوابه الثلاثة والأمين العام للائتلاف)، فهو مشغول بها، وفي نفس الوقت يتابع بدأب ومرونة جديدتين عليه كل التطورات السياسية التي تخصّ القضية السورية.

أما من يعتبر نفسه “تيار إصلاح” للائتلاف، وهم مجموعة ممن عملوا في صفوف هذه المؤسسة لسنوات طويلة، دون أي مبادرة جادة وحقيقية لتطويرها، فهم شغلوا أنفسهم بتصيّد جزئيات لا قيمة لها، وراحوا ينفخون في جرابها، من أجل إرباك قيادة الائتلاف التي يطلقون عليها تسمية مضحكة هي (السلطة الانقلابية).

وآخر هذه التصيدات عديمة القيمة سياسياً، هي العدّ على الأصابع لساعات التأخر في إدانة الفيتو الروسي، الذي رفعته موسكو بوجه مشروع قرار إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود التركية، قدمتاه النروج وإيرلندا.

هذه الطريقة لا قيمة لها على مستوى العمل السياسي، فلو فكّر هذا التيار صاحب مرصد الإصلاح قليلاً، بأن محاربة خصم ما لا تتم عبر تصيّد تافه، غايته إثارة بلبلة لوقت قصير بدو نتائج، وإنما أن تتمّ المقارعة، إن كانت جادة وذات موضوعية ومشروعية ملموسة، عبر طرح برنامج سياسي يثق به الشعب السوري.

مرصد الإصلاح يمكن تسميته مرصد “إثارة العكر في ماء بحر”، فالائتلاف ماضٍ في مسيرة إصلاحه كما يقول ذلك رئيسه سالم المسلط، وهو يستعد لمواجهة استحقاقات المرحلة القريبة جداً القادمة، بينما المرصد يحسب على الائتلاف ضرورة توقيت إصدار بيان إدانة بحق الفيتو الروسي، وكأن الائتلاف ليس على دراية، أو كما أراد هذا المرصد بيان شيء مضلل، أن بعض قادة الائتلاف تجنّبوا إدانة روسيا.

اللغة والأسلوب لدى تيار “مرصد الإصلاح” هما لغة تصيّد وفبركة وإيحاءات، تخلق وهماً لدى المتلقي الغافل أو المعادي للثورة السورية ومؤسساتها، وبالتالي هي تشبه مطحنة تقوم بتدوير وإعادة طحن طحينها الأول، دون مراعاة لمستوى الكذب وانكشافه وعراءه.

الفيتو الروسي، لقي شجباً ورفضاً سورياً منذ أول مرة رفع فيها مندوب بوتين في الأمم المتحدة يده برفض مشاريع قرارات دولية تدين وحشية وإجرام النظام الأسدي الذي تحتضنه موسكو وتدافع عنه ليس محبة به، ولا حرصاً عليه، بل لأن سقوطه قد يخلق مفاعيل لسقوط مثيله الروسي.

الفيتوات الروسية معادية للشعب السوري وثورته، وهي لن تخرج عن هذا المسار إلا بلي ذراع الديكتاتور الروسي، الذي جرّ بلاده إلى حمأة حرب عدوانية ضد الدولة الأوكرانية المستقلة، ومع ذلك يأتي من يسمّي نفسه “مرصد الإصلاح” بأعجوبة أن بعض قادة الائتلاف لم يدينوا السلوك الروسي حيال قضايانا.

بقي أن نقول إن مسيرة الإصلاح في الائتلاف تمضي وفق برنامج تنفيذها، وأن الذين يعادون هذا الإصلاح لغايات شخصية بدأوا يدركون أن عبثهم لا طائل له.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني