كيف أصبح فرينش هيل عرّاب قانون الكبتاغون؟ ولماذا اهتم بكتابة ودعم قانون الكبتاغون 1و2 وماذا يعرف عن سورية؟
يسمع السوريون في الداخل وفي الشتات عن تمرير الكونغرس الأمريكي وموافقته على قوانين تقيد وتجرم وتلاحق نظام الاسد، ولكن لايعرفون الطريقة التي وصلت فيها هذه القوانين إلى مرحلة النقاش في الكونغرس، ولا كيف تم إنضاج المناخ المحيط بهذا القانون أو ذاك حتى يلفت اهتمام الجميع.
يبدأ القانون باقتراح ثم يُكتب ويُطرح على عدة مشرّعين لمناقشته ودعمه وتقديم التعديل اللازم لتمريره، لكن كيف يبدأ العمل عليه من لحظة التفكير الأولى فيه؟ هذا ما سنشرحه في هذا المقال، عن الظاهرة عموماً، وبالتحديد عن بدايات اقتراح قانون الكبتاغون الذي مُرّر مؤخراً في الكونغرس، ووقعه الرئيس المريكي جو بايدن خلال فترة قياسية.
إن الدور الذي لعبته منظمة SETF ليس فقط بخصوص قانون قيصر وقانون الكبتاغون 1 وقانون مناهضة التطبيع مع الأسد وقانون الكبتاغون 2 ، ولكن وبشكل خاص مع النائب الجمهوري فرينش هيل، حسبما يتضح من حديث معاذ مصطفى المدير التنفيذي لمنظمة فريق الطوارئ السوري في حواره مع غلوبال جستس سيريا نيوز، يعكس أّهمية عمل المنظمات السورية الأميركية مع المجتمع المدني الأميركي وتأثيره الكبير على أي نتائج سياسية مأمولة.
قوانين للتطبيق أم حبر على ورق؟
ساعد ذلك النمط من العمل الجاد مع المجتمعات المحلية فرينش هيل على أن يصبح بالفعل واحداً من أهم النواب الداعمين للقضية السورية، وفي مقدمتهم، وبالتالي تسبّب بنجاح القوانين التي قدّمها.
ويبيّن معاذ مصطفى موثوقية العلاقة التي تجمع منظمته بالنائب فرينش هيل بالقول “يعود فرينش هيل إلينا دوماً للتحقق من كل شيء يتعلّق بسورية، لأنه يثق بما نقدّمه من بيانات ومعلومات وشهود، أكثر مما يقدّمه أي ناشط أو أي جهة تدّعي أنها تمثل السوريين في أميركا”.
ويضيف “يستمع فرينش هيل منا إلى الكثير من التوصيات، ويطرح الأسئلة الذكية والتفصيلية، وكما تعلم، نحن يهمنا أن يتم تطبيق القوانين التي تصدر وعدم الاكتفاء بمجرد صدورها. أريد أن أقول إننا سعداء، والحمدلله بهذا الإنجاز الذي تم مؤخراً بتوقيع الرئيس بايدن على قانون الكبتاغون 2، صحيح أنه إنجاز صغير، ولكنه أول القوانين المعتمدة ضد الأسد لهذا العام، ونحن نعتبر أن هذه القوانين هي أولاً إنجازات للشعب السوري الذي يستحق المزيد، وإن شاء الله سيكون لدينا في القريب العاجل الكثير من المشاريع القادمة التي ستواصل استهداف نظام الأسد و”شنقه”، على حد تعبير فرينش هيل نفسه”.
تبدو شخصية فرينش هيل طاغية ومؤثرة على المشهد الحالي في ما يتعلق بالملف السوري في الولايات المتحدة، ولذلك توجب أن تتجه الأنظار إلى السياق الذي ظهر فيه فرينش هيل وكيفية تطّور نظرته إلى سورية واطلاعه على المفاصل التي يمكنه منها النفاذ إلى ما يوجع نظام الأسد وما يخدم قضية الشعب السوري، وعن ذلك يقول مصطفى ” إن اختيار منظمته للشراكة في دعم القضية السورية مع النائب الجمهوري فرينش هيل والذي توّج بإعلان هيل على صفحة SETF على منصة تويتر x لإعلان احتفاله بتمرير قانون الكبتاغون 2 لم يكن عبثاً، ففريقنا هو المعني مباشرة بالعمل مع هيل على كافة الملفات السورية، وأحدثها ملف مخدرات الأسد”.
وكان هيل قد غرّد قائلاً إنه “من المهم أن نتخذ المزيد من الإجراءات لتعطيل وتفكيك إنتاج وتهريب الكبتاغون لأنه يدر مليارات الدولارات من التمويل غير المشروع لنظام الأسد ويدمر العائلات في المنطقة”. وأضاف هيل الذي صار يعرف بلقب (عرّاب قانون الكبتاغون) قوله “مع التوقيع على مشروع القانون الخاص بي ليصبح قانونًا، سيتم استهداف المتورطين بشكل مباشر في انتشار هذا المخدّر الخطير ومعاقبتهم”.
من يقف خلف فرينش هيل؟
وعن صعود اسم فرينش هيل بين داعمي القضية السورية في الولايات المتحدة، قال معاذ مصطفى إن “طلبنا من فرينش هيل أن يتولى موقع رئيس مجموعة داعمي سورية حرة ديمقراطية في الكونغرس (Free Syria Democratic Caucus) وهو الاسم الذي ابتكرته منظمتنا لمجموعة أعضاء الكونغرس الداعمين للقضية السورية والتي وصل عددها حالياً إلى 100 عضو كونغرس، كذلك طلبنا منه أن يكون نائباً لرئيس مجموعة المحتجزين قسرياً في سجون الأسد، ولدينا في الكونغرس مجموعة تحمل اسم the Congressional Task Force on American Hostages and Americans Wrongfully Detained Abroad أيضاً رشحنا فرينش هيل لرئاستها، والسبب في قبول هيل بأن يكون رئيساً لمجموعتنا في الكونغرس، هو أنه مكتب منظمتنا يقع وسط ولاية أركنسا وفي مدينة ليتل روك وهي نفس المدينة التي يعيش فيها فرينش هيل. وكل الكنائس والكليات والمدارس والجوامع والمؤسسات في هذه المنطقة يدعمون القضية السورية والشعب السوري، بفعل دعمهم لـ SETF”.
وأضاف معاذ مصطفى “نحن نقوم باستمرار بتنظيم الندوات وفعاليات في الكليات والمؤسسات في هذه المدينة ونجلب الشهود للاستماع إليهم، وكل الدعم الذي يقدمونه يذهب إلى روضة (دار الحكمة) في ريف حلب، ومركز النساء في إدلب ودار الاستشفاء في غازي عينتاب، ومخيم الركبان وعملية الواحة السورية. وهذا الدعم لا يأتي فقط من الجالية السورية الأميركية وإنما من المجتمع الأميركي المتنوع وكافة الجاليات في ولاية أركنسا التي يمثلها فرينش هيل في مجلس النواب، وهذا النهج حقق لنا علاقات قوية جداً، ليس فقط مع فرينش هيل وإنما مع كل نواب ولاية أركنسا، وخصوصاً مع النائب هيل. ومواقعنا الالكترونية ومنصاتنا على السوشال ميديا تظهر هذا العمل، بالصور والفيديوهات في كل من واشنطن وتركيا وسورية، وفي هذا المسار قمنا بتنوير فرنيش هيل على الملف السوري بتفاصيله الدقيقة، وعرفناه على قيصر وحفار القبور وعمر الشغري وغيرهم وقابلهم وحاورهم والتقط الصور معهم، وبعدها قدّمنا له ملف مخدّر الكبتاغون ومخاطره وكل ما يدور حوله وحول الأسد، بعد أن كان قد اطلع على جرائم بشار الأسد وعمل معنا على الملفات السابقة وقانون قيصر وقانون مناهضة التطبيع مع الأسد، وحين علم بموضوع الكبتاغون ومخاطره الهائلة وأهميته بالنسبة لنظام الأسد قرّر فرينش هيل أن يبادر إلى لعب دور كبير في هذا الشأن”.
وحول القوانين التي شهدت عملاً مشتركاً بين فرينش هيل ومنظمة فريق الطوارئ السوري يقول مصطفى “في تجربة قانون الكبتاغون 1 الذي عملنا عليه معاً، ودعمنا مروره وأصبح قانوناً البلاد، كان فرينش هيل يعمل على الضغط على الحكومة الأميركية للاهتمام بهذا الملف، وحالياً منظمتنا تعمل مع البنتاغون ووزارة الخارجية وإدارة مكافحة المخدرات والمحققين الأميركيين وجهات أخرى، لمكافحة الكبتاغون وضرب نظام بشار الأسد عبر استهداف المورد الأساسي المادي له. ولأن ناخبيه وجاليته في ولاية أركنسا يدعمون فيها سورية والخط الذي نركز عليه في منظمتنا، نشط فرينش هيل، ولمدة عام واحد ونصف العام فقط، وبالتشاور معنا، في العمل على قانون الكبتاغون 2 الذي وقعه الرئيس مؤخراً، وسرعة إنجاز هذا القانون تعود لطبيعة العلاقة الوثيقة والمهنية مع فرينش هيل وتبنيه لهذا القانون، وبهذا النهج الصحيح يمكننا الحصول على عدد كبير من القوانين مستقبلاً، ففرنيش هيل يتمتع بنفوذ كبير على الـ Republican study committee وفي نفس الوقت علاقته مع جو ويلسون من جهة، ومع براندان بويل والديموقراطيين من جهة ثانية، قوية جداً، وهو صاحب كاريزما خاصة، وبالنسبة إلينا هو حليف مهم جداً، كجمهوري معتدل، وقيادي في لجنة الشؤون المالية في مجلس النواب، وكان مندوباً للكونغرس إلى الأمم المتحدة لفترة، وهاذان القانونان (الكبتاغون 1 والكبتاغون 2 ) عملنا عليهما بشكل مشترك مع فرينش هيل، وأنتم لديكم كافة مراسلتنا ووثائقنا المتصلة بهذا الموضوع بعد أن زودناكم بها للتوثيق، ويمكنكم نشرها”.
تفاصيل العمل المشترك
يقول معاذ مصطفى شارحاً كيف عمل فرينش هيل على توسيع ترسانته من الملفات حول القضية السورية، “فرينش هيل كان طيلة الأعوام الماضية يتواصل معنا بشكل يومي، وأنت تذكر أننا خلال زيارته لشمال سورية في الصيف الماضي، ومشاركة فرينش هيل وزملائه النواب في حفل منظمتكم غلوبال جستس السنوي، كنا نتحدث عن قانون الكبتاغون 2 والجهود التي نبذلها من أجله”.
ويضيف “نظرة فرنيش هيل إلى سورية الداعمة كانت مبكرة، وهي ليست وليدة هذه الفترة، فهو منذ العام 2013 كان يرسل لنا الرسائل إلى أطفال “دار الحكمة” الخاصة بمنظمتنا، ويتبرّع لهم بنفسه، ويأتي إلى مكتبنا في واشنطن وأركنسا، ويخصص من وقته فترات لكتابة رسائل الأمل لأطفال الدار، ويجتمع معنا دوماً للتنسيق والتفكير المشترك، وعلى هذا الأساس رتبنا، كما تعلم، اتصاله مع الشيخ حكمت الهجري في السويداء، وكافة الخطوات التي من شأنها أن تجعله يستمع منا إلى كافة التوصيات حول كيفية محاصرة نظام الأسد أكثر وأكثر، حتى أصبح فرينش هيل أكبر داعم للقضية السورية في الولايات المتحدة، وكل عمله والقوانين التي أعدها وقدّمها يتم بالتنسيق مع المنظمة السورية للطوارئ حول سورية يتم بالتنسيق معنا، لأننا نقدم له الحقائق والوقائع والاتصالات لتذليل الصعوبات في وجه عمله، وهو كنائب مستعد دوماً لدعم قضية الشعب السوري، كما قال بنفسه في حوارك معه المنشور في موقعكم (غلوبال جستس سيريا نيوز)، وحين تسأله عن منظمتنا وعن مجلس إدارتها، سيسرد لك عن كمّ العمل الهائل الذي يقوم به فريقنا بكل اختصاصاته، هذا الفريق الذي لا نريد أن يغفل أحدٌ دوره الكبير والإيجابي في التوصل إلى القوانين التي ذكرتها”.
ويختم مصطفى حديثه بالقول “فرينش هيل تعرّف على الملف السوري وكل القضايا التي اشتغل عليها من خلال منظمتنا وعن طريق الناخبين في ولايته، وهم جزء من فريقنا، مثل جيري آدامز وآخرين. نسقنا معاً ولا زلنا نعمل على مشاريع مستقبلية نعلن عنها في الوقت المناسب، وسيكون هناك رحلات واجتماعات وورش عمل وغيرها”.
في النهاية وبرصد مسار القوانين الأميركية الصادرة في السنوات الماضية والمتصلة بالقضية السورية والتي توّجها قانون الكبتاغون 2، يتضح جلياً كيف يمكن للعلاقة المبنية على أسس مهنية تبدأ من قاعدة الناخبين والمجتمعات المحلية من جهة، ومن أعلى الهرم تحت قبة الكونغرس من جهة ثانية، أن يسرّع في تمرير قوانين من هذا النوع، بل وفي إنفاذها وتطبيقها كما يطمح السوريون الذين يشكك بعضهم في أن القوانين الأميركية التي استهدفت الأسد لم تردعه ولن تؤثر على مستقبله، وكيف يمكن لخلل تأسيس العلاقة مع المشرّعين الأميركيين، أن يتسبب بتعطيل وعرقلة صدور تلك القوانين.
المصدر: غلوبال جستس سيريا نيوز