fbpx

قلعة ميرزا.. عين الجبال الساحلية الشرقية السورية

0 235

تمتاز سوريا بأنها أرض الحضارات المتتالية، وخير دليل على هذه الحضارات، هو ما تركته من آثار لا تزال شاهدة عليها، مثل القلاع والمدن والقصور.

من هذه الآثار قلعة ميرزا، أو قلعة بُرزية، وهي قلعة سورية تقع على السفوح الشرقية لجبال الساحل السوري، حيث تُطلّ على نهر العاصي وسهل الغاب وتقع في منطقة جورين التابعة لمحافظة حماة.

تبعد قلعة ميرزا مسافة 18 كم عن بلدة شطحة الواقعة في سهل الغاب، ويعود تاريخ هذه القلعة إلى الفترة البيزنطية في القرن الحادي عشر الميلادي، وتمتد على مساحة 40 دونماً، ويوجد على أسوارها 12 برجاً للمراقبة، كما أنها ذات سور طويل، تعرّض للهدم بفعل حدوث الزلازل والعوامل الطبيعية.

شهدت قلعة ميرزا تعاقب حضارات عديدة، حيث استولى عليها الصليبيون حين غزوا بلاد الشام، لكن صلاح الدين الأيوبي استطاع تحريرها من قبضتهم عام 1188م، ثم شهدت القلعة على يد العرب تحصينات وأبنية جديدة.

ورد ذكر قلعة ميرزا لدى مؤرخين عديدين، وقد ذكرها ابن الأثير في كتابه الشهير (الكامل في التاريخ)، حيث تحدّث عن فتحها على يد صلاح الدين تحت عنوان “فتح برزية”، (هذه القلعة لا يمكن أن تُقاتل من جهة الشمال والجنوب البتة، لأن صعود جبلها من هاتين الجهتين غير ممكن، أما الجانب الشرقي، فيمكن الصعود منه لغير القتال، لعلوه وصعوبته. أما من جهة الغرب فإن الوادي المطبق بجبلها، قد ارتفع هناك ارتفاعاً كبيراً حتى قارب القلعة، بحيث يصل منه حجر المنجنيق والسهام، فنزله المسلمون ونصبوا عليه المجانيق).

أما ما يتعلق بشكل القلعة، فهي جاءت على صورة شبه منحرف، قاعدته الكبرى من الغرب بعرض 175 متراً، والصغرى من الشرق بعرض خمسين متراً، وارتفاعه من الشرق إلى الغرب بطول يبلغ 275 متراً.

القلعة عبارة عن قلعتين، إحداهما خارجية وأخرى داخلية. الخارجية سفلية محاطة بأسوار منيعة مدعمة بأبراج من كل الجهات، ففي الجهة الشمالية والشرقية ثمة وادٍ شديد الانحدار يحيط بالقلعة، يؤمن حماية لها من الاقتحام من هاتين المنطقتين.


أما من جهة الغرب، فهناك وادٍ تطل عليه القلعة، لكنه ليس عميقاً، هذا الوادي يمكن من خلاله تسلق القلعة، وهو أمر دفع حماة القلعة إلى تدعيمها بأبراج.

باب القلعة الخارجي هو قنطرة عالية الأسوار الخارجية، أما من جهة الشرق فيوجد فيها عدد من الخزانات المائية مختلفة الحجم، تمّ حفرها في الصخور.

بالنسبة لمدخل القلعة الرئيسي، فهو يقع في جهتها الغربية، وتعتبر هذه النقطة ضعيفة بالنسبة للجبل الذي بنيت عليه هذه القلعة. حيث يمكن الوصول إليها بصورة سهلة، وأكثر سهولة من باقي النقاط، ويحتاج الدخول للقلعة المرور بين البرجين الأول والثاني، ثم يضطر الداخل إليها إلى الانعطاف يميناً ليدخل القلعة عبر برجها الثاني.

قلعة ميرزا ذات أسوار حجرية، مصنوعة من أحجار كلسية بيضاء، كبيرة وضخمة ومشغولة بشكل جيد، من الجهة الغربية والجنوبية، أما من الجهة الشمالية فهي أقل شأناً من باقي الجهات، حيث يتعلق ذلك بإمكانية حدوث اقتحام للقلعة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني