تعتبر مدينة تدمر السورية من المدن الأثرية، وتعتبر قلعتها من أبرز معالم المدينة.
بنيت قلعة تدمر فوق أكبر وأعلى جبال تدمر، بارتفاع 150 متراً حيث تطل على تدمر وواحتها، وقد ذكرت تدمر في العديد من كتب التاريخ وذلك قبل ميلاد السيد المسيح بأعوام كثيرة، ولم يعرف حتى الوقت الحالي ماهو مصدر اسم تدمر لأنها تعتبر مدينة منذ قديم الأزل وعاصرت عدة عصور.
يحيط بالقلعة خندق بعرض 12 متر وعمق 12 متر لمنع المهاجمين عندما كانوا يريدون الوصول إليها.
تنتسب القلعة إلى الأمير فخر الدين المعني الذي حكم جبال لبنان وجزء من سوريا، ويعود أصل القلعة إلى الحروب الصليبية وتعتبر موقعاً دفاعياً في وجه الصليبين، وتم تشيد القلعة في زمن أسد الدين شيراكوه والي حمص وحماه والسلمية وتدمر في عهد صلاح الدين الأيوبي، ليتم جعلها محمية عسكرية للجند، وقد قام يوسف بن فيروز حاكم تدمر ببناء جدارها الأمامي، وجعل منه مدينة محصنة وغرفاً يلجأ إليها الناس في الحروب.
ولذلك تتربع القلعة فوق مكان عال شديد الانحدار ولا سبيل للدخول إليها إلا عن طريق جسر متحرك يتم سحبه عند هجوم الأعداء.
تتألف القلعة من غرف سكنية مبنية تحت الأرض، وفيها خزانات مياه ومعبد بل، يتوسط المكان المخصص للكهنة فيه أربعة أبراج، وله بوابة، وحوله رواق وعدد من الأعمدة والتيجان عليها نقوش.
كما عثروا على خزف يعود لتلك الحقبة، هذا الخزف يعتبر من أجمل اللقى الأثرية الموجودة، وتوجد صهاريج لاستجرار مياه الأمطار، كما ظهرت العديد من العناصر الخاصة بالعمارة الرومانية واليونانية، وامتزجت فيها العديد من الثقافات.