fbpx

قصيدة للفنان سميح شقير

0 98

لَمْ أَنَمْ
مُنذُ أن مَسَّني الحُلم ثم احتَدَمْ
مُنذُ نافذةٍ رُحتُ مِنها أراني
شقيق الطيورِ
الغصون
السواقي
وريثُ النسورِ وعِشقُ القِمَمْ
لَمْ أنَمْ
مُذ وشى عَقربُ الوقتِ يوماً اليَّ
بأنَّ المُنى توأَمٌ للألمْ
وإن الزمانَ ومهما ترامى
كرمشَةِ عينٍ بعينِ العدَمْ

فلا وقتَ للنومِ أو للنعاسِ
تفُرُّ الفراشاتُ
تجري الضِباءُ
وينفَلِتُ المُهرُ صعبُ المِراسِ
وتسبَقُكَ السُلحفاةُ العجوزُ
كما كان من أرنبٍ إن يَنَمْ

سيُمهِلُكَ الدربُ كي تتهجى الخطى والمصير
ويسرعُ مُنعَطِفاً في المسيرِ
فكُنْ سيَّدَ الصَّحوِ
كي لا تُلَمْ

وجرفٌ مِنَ الصخرِ أخبرَ عن
عتمةِ الهاويةْ
وفي الدغلِ ينمو نباتٌ غريبٌ
ستحتاجُ أوراقه الشافيةْ
فَمَنْ يتجرأ على الحُلم يَصهُلُ
مِن أَلمِ النَّصلِ عِندَ الطِعانِ
ومَنْ فَرَّ ليسَ كَمَنْ يَقتَحِمْ

ويصدفُ أن الصحارى قميصُكَ
والقلبُ ماءْ
ويَصدُفُ أَنَّ الأوابِدَ حَولَكَ
نَقشٌ على النَّقشِ تدوينُ رُمحٍ
وطاغيةٌ تَخلُف الطاغيةْ

حُروبٌ ضَروسٌ وكلٌ بها
يدَّعي أنهُ الفِرقَةَ الناجيةْ
قِلاعٌ مُفخخَةٌ بالخديعةِ
يحكُمُها البغيِ باسمِ السماءْ
ويَصدُفُ أنَّ الصحارى قَميصُكَ
والقلبُ ماءْ

لا تَنَمْ
وامضغِ المعنى كما تَمضَغُ الإبِلُ العُشبَ
فوقَ الرِمالْ
ولا تترُك الماءَ فوقَ السَنَمْ
أمامُكَ دَهرٌ لِتَطوي الفلاةَ
لِتَبلُغَ ميناءَ بَحرِ الأُممْ
ويَصدُف ُأن الصحارى قَميصُكَ
والقلبُ ماءْ
سلاماً على غابة الكستناءِ
على هِمَّةٍ تَجعَلُ الشَّملَ لَمّ .

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني