fbpx

قصائد للشاعر السوري فواز قادري

0 337

ليس ساقية تمرّ أمام البيت  

كل الوقت وأنت ترى الحرب تمر

أمامك 

لا تتفاجأ من كثرة القتلى

لديك مؤونة كافية من البكاء

حرب فتيّة وقابلة للتكرار والتزاوج

فمك مليء بلعنات لم تحتمل كثرة استعمالها

وأنت تبحث عمّن يفهم عليك

تستيقظ والدنيا ليل والحارس طليق السلاح

حواسه في مقتبل اليقظة ولا تغشه الظلال

كل الوقت وأنت تشم دخان الحرائق

ولا تساهم غيماتك المجاورة

تسمع شجرة تستنجد ولا تستطيع الهرب

ترمش موجاتك فتسقط أحلام بحليبها 

تترمّل صبية قبل أن تذوق عسل الحب

دم في الحارات والشوارع

جثث الأشجار وجثث الطيور

أغنياتك مبقورة الألحان

تمشي وأنا أتبعك حتى يسهل علينا الحب

بيتها على النهر 

 

أشتهي بيتك نجمة

لأصنع غيمتي وأصعد

شجرة لا تبدّل أوراقها في الفصول

رسماً بالطباشير على حائط في شارع جانبي

لأرسم درجاتي الرخوة وأطل على نومك

أجنحة الأحلام البيض

أغنية تسيل كل صباح على وجهي

هذا بيتك قبل أن يعرفني الحجر

وقبل أن أصل إلى حمالة نهديك وأنام

كلام بيتك يتداوله شعراء بالفصحى

وانا أهمس جمّارة اللغة المشغولة بالصباح

أهمس بيتك وأفتح شبابيك حياتي على القصيدة.

شاعر يقف في الشارع 

صباح الشارع الخالي من التثاؤب

برد والناس يتحركون ولا يلتفتون نحوي

صباح تقطر منه موسيقى كرنفال الأمس

غرابان يتقدمان ويضحك الشارع

يشعران بالغربة والمكان الخطأ 

لا يكتئب الشارع ولا يتشاءم

كطاووسين ينظران نحوي

ويخطوان خطوات ملكيّة

البهجة مازالت تتقافز وتملؤه بالموسيقى

غرابان لطيفان على الأرض

تحت الرذاذ الخفيف

السنجاب الرماديّ ينظر إلى الأعلى ويحتار 

أي شجرة يختار من الأشجار العارية؟ 

ولا ورقة واحدة تستر رغباته المفضوحة

وذيله الناري الجميل المنفوش

كسجّادة السلاطين حمراء ملتهبة

وأخيراً يشاهدني ويقفز سريعاً إلى الأعلى

دون أن يختار الشجرة.

آيات الحب العظمى

 

ليس للقلب أبواب سبعة

أبوابه الألف مشرعة على الدوام

للغرباء وأبناء السبيل والفرح

لا تقرعي ولا تنتظري

بيدكِ وحدك مقادير الحب

ليالي شهرزاد الجديدة

وحدك تواجهينه بالحكمة والصبر

تبذرين الحب في أرض سبخ وكراهية

لا يحارب أحد عنك

قلعة صامدة من لحم ودم وأحلام

أنت السيف وأنت الترس

بالكلام تواجهين الفرسان والخوف

تجندلين ويرتمي الضعيف منك

يهرب الرجال أمامك بإشارة واحدة

لا أحد عرف الرعب كما تعرفين

ولا أحد ينظر إلى الدنيا

كما فعلت بالفصول

تقلّبينها ألف وجه ووجه

تنظرين في عيني شهريار

يتقادح شرر ناعم ويبدأ بالصحو

ليّنة وتهوّلين عليه الطمأنينة

يفكّر للمرّة الأولى

تصغر مأساته وتكبر جريمته

وأنت تلمعين في عينيه كجوهرة في تاج

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني