قسد أداة التقسيم وورقة الضغط الإقليمي
إن المتتبع للمشهد السوري وخاصة بعد انطلاقة الثورة السورية العظيمة وما رافقها من أحداث ووقائع ومواقف وأثار جانبية ومنها ظهور كيانات وميليشيات وقوات عسكرية. ساعدت في نشأتها طبيعة المرحلة التي كانت تمر بها سورية. ومن ابرزها وأخطرها ما يسمى بقوات سورية الديمقراطية (قسد)
إن هذه القوات تم الإعلان عن إنشاءها في العاشر من تشرين الأول من عام 2015 وهي تتبنى أدلجة حزب الاتحاد الديمقراطي وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني. ومن هنا يبدأ التناقض وازدواجية المعايير لدى بعض الانظمة الغربية. فكيف يتم تصنيف حزب العمال الكردستاني على قوائم الإرهاب وهو الأصل. ولا يشمل هذا التصنيف حزب الإتحاد الديمقراطي وهو الفرع السوري لذاك الاصل. وهذا يقودنا لسؤال أهم. لماذا تقوم دولة عظمى برعاية قسد وحمايتها وخاصة في شرق الفرات. مع العلم ان قسد ارتكبت في السابق الكثير من المجازر واعتقلت الكثيرين وزجتهم في عدة معتقلات ومنها مخيم الهول بحجة انهم دواعش كما قامت بتغيرات ديموغرافية للمناطق التي تحتلها. والآن وبعد سقوط النظام البائد تقوم بقتل واعتقال ابناء المنطقة الشرقية الذين يطالبون بخروجها من ارضهم وذلك بحجة انهم إرهابيين.
اما لماذا هذه الرعاية والحماية إلى الآن على الاقل. فلهذا السؤال عدة أجوبة وأهمها.
– أداة للتقسيم وفدرلة واقعية مفروضة وإيجاد الظروف المواتية لشرعنتها وخاصة أن المنطقة التي تحتلها قسد فيها حوالي نصف الثروات الباطنية السورية وخاصة النفط كما ان فيها ثلثي الموارد الزراعية السورية وبالتالي فهي تدر موارد مالية ضخمة يستفيد منها القنديليين بشكل عام وتقوم قسد ومن هذه الموارد المالية برشوة أشخاص متنفذين ومؤثرين في بعض الدول والمنظمات لضمان دعمهم ومساندتهم لها.
كما أن قسد تحاول ان تستقي تجربة شمال العراق كنموذج لإنشاء إقليم قسدي قنديلي في سورية. وهي بالتالي ستزعزع وحدة سورية بل ستعمل على مصادرة القرار السوري مستفيدة من اغتصابها للمنطقة ومواردها ومن حماية ورعاية قوى عظمى.
استخدام قسد من قبل قوى دولية كورقة ضغط ما بين الحين والآخر ضد تركيا وذلك لتقليص الدور الإقليمي والدولي لتركيا وإرغام تركيا على القبول ببعض المشاريع المصلحية الإقليمية والدولية والتي ترفضها تركيا. ومحاولة لإلهاء تركيا عن الملفات الإقليمية وذلك بمواجهة المشروع القسدي القنديلي.
– إن قسد كسلوكيات وتصرفات تعمل كعصابة والتي لا يهمها الارواح بل الأرباح وبالتالي ستكون أداة طيعة لاي قوى تريد تحقيق هدف او مصلحة ما في سورية.
والكثير منا يعلم أن قسد وضمن قياداتها هناك القنديلين والإيرانيين وضباط من النظام البائد وتحظى بدعم من بعض القوى وهي بالتالي أداة مشتركة لكل هؤلاء.
وفي نهاية المطاف فإن حرية ووحدة وسيادة واستقرار سورية سيبقى منقوصاً مع بقاء هذه العصابة القنديلية.