fbpx

قائد حركة التحرير والبناء.. تاريخ كفاحي مستمر والتزام بعقيدة الجيش الوطني السوري

0 241

المكتب الإعلامي لحركة التحرير والبناء

الحديث عن حركة التحرير والبناء التي تمّ تشكيلها في شهر شباط عام 2022 من اتحاد أربعة فصائل عسكرية هي (الفرقة 15 وجيش الشرقية والفرقة العشرون ولواء صقور الشام |”قطاع الشمال”) يعني الحديث عن تاريخ كفاحي لكل فصيل منها قبل الاتحاد في هذه الحركة. ولكي ننصف قادة هذه الحركة سيتم الحديث عنهم، كلُ واحد منهم وتاريخه الكفاحي.

فقائد الفرقة 15 أو فرقة أحرار الشرقية أبو حاتم شقرا، هو القائد العام حالياً لحركة التحرير والبناء، ويشغل في الوقت ذاته نائب القائد العام للفيلق الأول، الذي يعتبر أحد فيالق الجيش الوطني السوري الثلاثة، والتي تتبع جمعها الحكومة السورية المؤقتة.

في هذا المقال يمكن القول: إن “أبو حاتم شقرا” بدأ الحراك الثوري المسلح بصورة فردية، حيث التحق بفصيل كان يتشكّل في غوطة دمشق أثناء اندلاع الثورة السورية، تحت مسمى “ألوية الحبيب المصطفى”، وقد ساهم شخصياً في تشكيل نواة هذا الفصيل الثوري.

لكنه وحين علمَ بانتشار الجيش الحر في شوارع دير الزور بشكل رسمي عام 2012 بعد الشهر السادس، انتقل أبو حاتم شقرا ليشارك في الحراك الثوري المسلح في مدينة دير الزور، حيث كان يشغل آنذاك مركزاً قيادياً في فصيل عسكري هو “أحرار الشام”. هذا الفصيل كان ينشط بين الريف والمدينة.

شارك أبو حاتم شقرا في العديد من المعارك مع حركة أحرار الشام، والتي كانت تسيطر على أكثر من قطّاع في دير الزور والرقة والحسكة، وكان يتنقّل ضمن الحركة باعتباره أحد قادتها البارزين عسكرياً، وربما كان يلعب دور أمير دير الزور العسكري في تلك الأيام، أو كان قائد قطّاعٍ وفق التسميات العسكرية.

شارك أبو حاتم شقرا في معركة تحرير حي الرشدية في محافظة دير الزور، كما شارك في معركة تحرير حي “الحويقة” وكان معه مجموعة من شباب يتبعون له، كذلك شارك في القتال ضد داعش في منطقة مركدة، (قرية على طريق دير الزور الحسكة)، وغيرها، وقد قدموا شهداء في هذه المعارك.

كذلك شارك أبو حاتم شقرا في المعارك التي كانت تدور في محيط الفرقة 17، وفي معركة تحرير الرقة، وكان جوهر هذه المعارك فرض الحصار الخانق على هذه المناطق من أجل سحق قوات النظام فيها، وإجبارها على الهروب.

دخول داعش باتجاه دير الزور عام 2014 سبّب انكسار الفصائل العسكرية وتشتتها، وفي هذه الظروف اضطر أبو حاتم شقرا إلى الخروج من مدينة دير الزور باتجاه شمال سورية (محافظة إدلب) حيث عاد إلى صفوف أحرار الشام، وقام بتجميع المقاتلين الذين شاركوه من قبل في المعارك الكثيرة ضد نظام الأسد بما يسمّى (أحرار الشام القاطع الشرقي).

شارك أبو حاتم بمعارك جسر الشغور، وقاتل في معارك تحرير أريحا وتحرير مدينة إدلب كما شارك في معارك ريف حلب الجنوبي (خان طومان) وغيرها، إلى أن هدأت المعارك في هذه المناطق فترة طويلة، إلى أن تمّ إطلاق عملية (درع الفرات).

وجد أبو حاتم شقرا بعملية درع الفرات فرصة مناسبة لكي يشكّل ومجموعته من أبناء المنطقة الشرقية حالة جديدة، هذه الحالة أدّت إلى تشكيل فصيل (أحرار الشرقية)، إذ وجد المقاتلون الذين شاركوا بتشكيل هذا الفصيل بأن “أبو حاتم شقرا” لديه خبرات كبيرة في قيادة الفصيل الجديد، والذي قام بقتال داعش انطلاقاً من منطقة بعد إعزاز، حيث شارك فصيل أحرار الشرقية في فكّ الحصار المفروض على مارع، متجهاً نحو مدينة جرابلس، والتي تم تحريرها ثم قام بتحرير الراعي، وشاركوا بتحرير أخترين وتحرير مدينة الباب وكل القرى الصغيرة في هذه المناطق، وقدموا في معارك التحرير شهداء كثيرين.

بعد انتهاء معركة درع الفرات، التفت أبو حاتم شقرا إلى أمر تدريب عناصر فصيل أحرار الشرقية، فخضعت هذه القوات إلى تدريبات عسكرية مكثّفة ومتطورة ضمن معسكرات خاصة بها، كما تمّ تدريب قسم من هذه القوات كقواتٍ خاصة.

حين انطلقت عملية تحرير عفرين، لعب فصيل أحرار الشرقية دوراً هاماً فيها، حيث كان لهذا الفصيل محور عسكري هو محور راجو، وهو الوحيد الذي صارت فيه مقاومة فعلية، وبفضل الله تحررت مدينة راجو من تنظيمي PKK/PYD.

لم تقف قوات فصيل أحرار الشرقية في منطقة راجو، وإنما ساهمت في معركة تحرير مدينة عفرين. وهذا الأمر أثار حنق تنظيمي /PKK PYD. إذ كانا قد وضعا ثقليهما العسكري للحفاظ على هذه المناطق، لكن أبو حاتم شقرا وقواته استطاعوا هزمهما وطردهما، وهو السبب الرئيسي الذي جعل ذباب هذين التنظيمين الالكتروني يبث الأكاذيب ويحاول بث الإشاعات المضللة والكاذبة بحق قائد الفصيل أبو حاتم شقرا وبقية زملائه في القيادة.

أبو حاتم شقرا اهتمّ بقوة بمسألة بقاء قواته على أهبة القتال في أي لحظة، مما دفعه إلى تعميق وتوسيع عمليات التدريب العسكري واللوجستي، وهذا نابع من إدراكه أن المعارك الحقيقة لم تبدأ، فتحرير المناطق الشرقية من سورية هي جزء من اهتمامات قواته، إضافة إلى الاستعداد للقتال من أجل تحرير البلاد.

شارك فصيل أحرار الشرقية بالقتال في جنوب إدلب وشمال حماة وقدّم عدداً من الشهداء رغم أن هذا الفصيل ليس لديه قوات منتشرة في هذه المناطق.

كذلك شارك فصيل أحرار الشرقية في معارك منطقة “نبع السلام”، حيث تمّ تحرير مدينة سلوك وما حولها وتركمان.

سيرة شخصية قائد حركة التحرير والبناء

أبو حاتم شقرا وهو الاسم الحركي للشاب أحمد إحسان الهايس، ولد في بلدة شقرا الواقعة إلى الغرب من دير الزور على الضفة اليسرى لنهر الفرات “جزيرة”، ودرس وترعرع فيها، واشتغل مع والده في الأرض، بعد ذلك اتجه إلى الأعمال الحرّة، إذ سافر إلى الأردن للعمل فيها.

على المستوى الاجتماعي ينتمي أبو حاتم شقرا إلى عشيرة البو معيش التي تنتمي لقبيلة البكارة، وعائلة الهايس التي ينتمي إليها تعتبر من وجهاء القبيلة، ووالده أحد وجهاء المنطقة، فهذه العائلة يتم اختيار مخاتير بلدة شقرا منها.

عندما تفجّرت الثورة عام 2011 كان أبو حاتم شقرا يقيم في الأردن حيث يعمل، فهو ينتمي إلى أسرة قاومت منذ البداية استبداد نظام أسد، وفي طليعة من واجه النظام كان أحد أفراد عائلة الهايس الدكتور المرحوم علي الهايس. لم يبق أبو حاتم في الأردن، بل عاد إلى دمشق وشارك في مظاهراتها السلمية مع أصدقاء له يقيمون فيها. لكنه عاد إلى دير الزور وشارك في مظاهراتها السلمية.

انتسب أبو حاتم شقرا إلى ألوية الحبيب المصطفى بدمشق، وشارك بتشكيل أول كتائب لأحرار الشام، ثم انتقل إلى دير الزور وتوجه إلى الرقة والحسكة وذهب للقتال من أجل تحرير المدينة العمالية النفطية “الرميلان”. حيث تعرّض للإصابة في معاركها. كذلك شارك بمعركة مشهورة هي معركة الضباب.

معركة الرشدية

استطاع أبو حاتم وبرفقته مقاتلين شباناً من تحرير حي الرشدية في دير الزور عبر عملية قامت بها كتيبته الانغماسية، حيث استطاعوا التسلل إلى فناء نادي الفتوة وقاموا بتفجير جداره واقتحام الحي، ورغم كثافة الرصاص الذي كان يطلق عليهم استطاعوا تحرير الحي وطرد النظام منه، حيث باتوا على مقربة من مواقعه العسكرية مثل فرع المخابرات العسكرية والكتيبة السابعة والمشفى العسكري.

هذا الاقتحام أدى إلى تشكيل قطاعات عسكرية لأحرار الشام في المدينة، انضمت إليها الألوية المقاتلة في دير الزور.

كذلك توجه أبو حاتم شقرا إلى مدينة الشدادي ومركدة لقتال داعش فيها، ثم قام بتشكيل مجموعة صغيرة قاتلت داعش في المنطقتين المذكورتين. وحين ظهرت داعش في الرقة قاتلهم أبو حاتم.

بقاء أبو حاتم في دير الزور كان بقاءً محفوفاً بمخاطر شديدة عليه وعلى المقاتلين الذين ينتمون إلى مجموعته، فدير الزور التي دخلها الدواعش نتيجة تخاذل من لواء العباس ولواء الأنصار ولواء جند العزيز وآخرين، دفعت أبو حاتم شقرا إلى ريف دير الزور ثم إدلب.

استقر أبو حاتم في منطقة جبلية قرب باب الهوى، كان جبلها يُطلق عليه تسمية الجبل ال 106، ففي هذا المكان أسس أبو حاتم مركزاً لاستقطاب شباب دير الزور وشباب المنطقة الشرقية بمحافظاتها الثلاث (دير الزور والرقة والحسكة) القادمين منها والذين يرغبون بقتال النظام وداعش، وكانت غايته من ذلك تشكيل فصيل عسكري ينتمي للمنطقة الشرقية المذكورة، ليكون لاحقاً جيش تحريرها وسياج حمايتها بعد التحرير. وكان التشكيل يحمل في البداية تسمية لواء الزبير بن العوام الذي ينتمي آنذاك لحركة أحرار الشام.

شارك فصيل أبو حاتم شقرا في معارك تحرير مدينة إدلب ومعركة الزئير ومعارك في ريف حماة الشمالي.

حين تقدمت داعش باتجاه ريف حلب الشمالي أعلن أبو حاتم عن رغبته بتسلم هذا المحور حيث اتجه لصد تقدم الدواعش في قريتين واحدة اسمها (البل) والثانية اسمها (الشيخ ريح). فأقام هناك نقاطاً لحرب الكرّ والفرّ مع داعش استمرت قرابة نصف عام.

بدأ أبو حاتم شقرا حملة توعية بين الشباب المقاتلين ينبههم من خطورة تنظيم داعش المعادي للثورة السورية، وكان يقول لهم إذا لم نقاتلهم ونسحقهم فسوف ينهون الثورة السورية، وأنهم خطر واضح على الثورة السورية، حيث قاموا بمحاصرة ثوارنا في دير الزور لدفعهم للاستسلام أو الانخراط بأجندة لا تنتمي للثورة، بل تدعو لتكفيرها وسحقها.

لكن خلافات حدثت بين قيادة حركة أحرار الشام وبين أبناء الشرقية وفي مقدمتهم أبو حاتم شقرا، هذه الخلافات دفعت أبو حاتم مع رفاقه من أبناء المنطقة الشرقية على تشكيل فرقة أحرار الشرقية، حيث قادها في البدء أبو همام مرّاط. وكان يسمى أبو الحارث وهو العسكري العام، بينما شغل أبو حاتم شقرا منصب قائد لواء ضمن فرقة أحرار الشرقية هو لواء الزبير بن العوام.

كانت الغاية من تشكيل أحرار الشرقية متعددة الأهداف فهي أولاً جمعت أبناء المنطقة الشرقية في تنظيم عسكري، ليبقوا قوة واحدة، وثانياً كانت محاربة داعش من أهدافه الرئيسية، وضرورة تحرير المنطقة الشرقية من قوى الاحتلالات المختلفة، وطبعاً في مقدمة الأهداف قتال النظام وهزيمته، فالنظام هو سبب كل الكوارث التي لحقت بسورية وشعبها، وفي المنطقة الشرقية التي كان يهملها ويتجاهل حالها.

أبو حاتم شقرا لم ينس ضرورة متابعته للعلم والدراسة فنال الشهادة الثانوية عام 2019، ودرس في جامعة ماردين العلوم السياسية وتخرج من الجامعة يحمل شهادة الليسانس عام 2023.

كذلك أخضع أبو حاتم نفسه لدراسة دبلوم إدارة الأزمة، ودبلوم استخبارات، والتحق بدورات مختلفة، مثل دورة اتخاذ القرار، ودورة تطوير مهارات قيادية وفكرية، وكان يحضّ المقاتلين الشباب على الالتحاق بدورات مختلفة لتطوير قدراتهم وكفاءاتهم، ويحض المقاتلين ممن لم ينالوا الشهادة الإعدادية أو الثانوية على الدرس والنجاح، ويقدم للناجحين مكافآت مالية.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني