أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم الإثنين 3 أيار 2021 تقريرها السنوي عن أبرز الانتهاكات بحق الإعلاميين في سوريا بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، مشيرة إلى مقتل 709 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ آذار 2011 بينهم 52 بسبب التعذيب.
أولاً: الدور المحوري للصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي جعلهم عرضة لأنماط متعددة من الانتهاكات
ذكر التقرير أنَّه بعد اندلاع الثورة السورية في آذار2011، منع النظام السوري وسائل الإعلام العربية والدولية المستقلة كافة من نقل ما يجري في سورية من أخبار ووقائع، فأخذ الكثير من النشطاء السوريين على عاتقهم محاولة تعويض ذلك، فساهموا في عملية رصد وتسجيل انتهاكات حقوق الإنسان في سورية.
وأوضح التقرير أنهم في كثير من الأحيان يعتبرون الناقل الأول للحدث، وشاهد عيان، وناجٍ من القصف في أحيان أخرى، أو الأمور الثلاثة مجتمعة، وبناءً على هذه الأدوار المحورية فقد تعرضوا للعديد من الانتهاكات.
ثانياً: انتهاكات مستمرة بحق المواطن الإعلامي والقطاع الإعلامي للعام العاشر على التوالي
يستعرض التقرير حصيلة أبرز الانتهاكات بحق الصحفيين والمواطنين الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، مشيراً إلى أنه لم تختلف ممارسات أطراف النزاع والقوى المسيطرة بحقهم في العامَ المنصرم مقارنة مع الأعوام التي سبقته، وإن كان حجمها أقلَّ.
القتل خارج إطار القانون:
سجل التقرير منذ آذار 2011 حتى أيار 2021 مقتل 709 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، بينهم سبعة أطفال، وست سيدات، ومن بينهم تسعة من الصحفيين الأجانب، و52 قتلوا بسبب التَّعذيب.
قتل النظام السوري منهم 552 ضحية، بينهم خمسة أطفال وسيدة واحدة، وخمسة صحفيين أجانب، و47 بسبب التعذيب وقتلت القوات الروسية 23 ضحية، فيما قتل تنظيم داعش 64 بينهم طفل واحد، وسيدتين، وثلاثة صحفيين أجانب بسبب التعذيب. وقتلت هيئة تحرير الشام ثمانية أشخاص، بينهم شخصين بسبب التعذيب.
طبقاً للتقرير فقد قتل الجيش الوطني 25 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بينهم طفل واحد، وثلاث سيدات. وقتلت قوات سوريا الديمقراطية أربعة أشخاص، فيما قتل شخص على يد قوات التَّحالف الدولي، وقتل 32، بينهم صحفي أجنبي واحد على يد جهات أخرى.
وأوضحَ التقرير أن العام المنصرم قد شهدَ مقتل اثنين من المواطنين الصحفيين
وأوردَ التقرير أن النظام السوري وحليفه الروسي مسؤولان عن قرابة 82% من حصيلة الضحايا من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام.
وفي هذا السياق وجدَ التقرير أن عام 2013 هو العام الأكثر دموية بحق الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بـ 25% من الحصيلة الإجمالية، تلاه عام 2012 ثم عام 2014.
فيما سجَّلت محافظة حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا بقرابة 22% تلتها محافظة درعا ثم ريف دمشق.
وسجل التقرير في منذ آذار 2011 إصابة ما لا يقل عن 1563 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بجراح متفاوتة، وذلك على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا.
الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري
سجل التقرير ما لا يقل عن 1211 حالة اعتقال وخطف بحق صحفيين وعاملين في مجال الإعلام على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار2011، لا يزال ما لا يقل عن 432 منهم بينهم ثلاث سيدات و17 صحفياً أجنبياً قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري حتى أيار 2021.
يتوزعون وفقاً للتقرير على النحو التالي:
357بينهم سيدتين، وأربعة صحفيين أجانب لدى قوات النظام السوري، وثمانية لدى هيئة تحرير الشام، و12 لدى الجيش الوطني، وسبعة لدى قوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف التقرير أن 48 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بينهم سيدة، وثمانية صحفيين أجانب كان قد اعتقلهم تنظيم داعش وباتوا في عداد المختفين قسرياً مجهولي المصير.
وأوردَ التقرير أن الحصيلة الأعلى منهم قد تم اعتقالهم في محافظة حلب قرابة 14 %، تليها دير الزور قرابة 12 %، ثم دمشق قرابة 10%.
ووفقاً للتقرير فقد سجل العام المنصرم منذ أيار 2020 حتى أيار 2021 ما لا يقل عن 42 حالة اعتقال وخطف بحق صحفيين وعاملين في مجال الإعلام على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية.
ثالثاً: تسخير الإعلام الحكومي للترويج لانتخابات بشار الأسد:
أشار التقرير إلى غياب أي إعلام مستقل في سوريا، وتحكم الأجهزة الأمنية بالإعلام الحكومي، الذي تمَّ تسخيره للترويج لانتخابات رئاسية يترشح فيها بشار الأسد. وأضافَ التقريرأن النظام السوري قد شرعن قوانين تخالف أبسط مبادئ حقوق الإنسان وتهدف إلى قمع حرية الرأي والتعبير، وعرض نماذج من تلك القوانين.
رابعاً: سورية من أسوء دول العالم في القطاع الإعلامي وحرية الرأي والتعبير
حلت سورية في المراتب الدنيا في مختلف المؤشرات والتقارير الدولية التي تهتم بحرية الرأي والتعبير:
فقد أظهــر مؤشــر لجنــة حمايــة الصحفييــن العالمــي للإفــلات مــن العقــاب لعــام 2020، أن سـورية ثانـي أسـوأ دولـة فـي العالـم يسـتهدف فيهـا الصحفيـون بالقتـل دون محاسـبة الفاعليـن، ولــم يحــل بعدهــا ســوى الصومــال.
كما حصلـت علـى تقييـم 17مـن أصـل 100علـى صعيـد الحريـة علـى الإنترنـت فـي عـام 2020 فـي التقريـر السـنوي الــذي تصــدره فريــدوم هــاوس، والــذي يقيــم مســتوى حريــة الوصــول إلــى الإنترنــت فــي 65 دولــة.
حيــث حلت سورية أسوء ثالـث دولـة فـي العالـم علـى صعيـد الـدول التـي تفتقـد للحريـة، وتأتـي قبلهـا الصيـن وإيـران، وأكـد التقريـر”تتعـرض الحقـوق السياسـية والحريـات المدنيـة فـي سـورية لخطـر شـديد مـن قبـل أحـد أكثـر الأنظمـة قمعيـة فـي العالـم ومـن قبـل قـوى النـزاع الأخـرى“.
كما صنف التقريـر، الـذي أصدرتـه لجنـة حمايـة الصحفييـن فـي21 كانـون الثانـي 2021، سـورية علـى أنهـا الدولـة الأشد فتكاً بالصحفييــن بيــن بلــدان عديــدة فــي منطقــة الشــرق الأوســط وشــمال أفريقيــا التــي اندلعــت فيهــا ثــورات الربيـع العربـي منـذ عشـر سـنوات، وبفـارق كبيـر عـن الـدول التـي تليهـا بالترتيـب.
احتلـت سـورية المركـز 173(مـن أصـل 180 بلـداً)، أي أنهـا أسـوأ سـابع بلـد فـي العالـم بحسـب التصنيف العالمي.
لحريـة الصحافـة لعـام 2021 الـذي أصدرتـه منظمـة مراسـلون بـلا حـدود فـي 19 نيسـان 2021.
صنف التقريـر السـنوي للحريـة فـي العالـم فـي عـام 2021، الـذي تصـدره فريـدوم هـاوس سـورية علـى أنهـا أسـوأ دولـة فـي العالـم علـى صعيـد انعـدام الحريـة.
خامساً: الاستنتاجات والتوصيات
استنتج التقرير أن أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية كافة، انتهكت العديد من قواعد وقوانين القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في المناطق التي تسيطر عليها، وبشكل خاص حرية الرأي والتعبير، واحترام وحماية الصحفيين في مناطق النزاع ما داموا لا يقومون بجهود مباشرة في الأعمال العدائية.
وأوصى التقرير أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية كافة بالإفراج الفوري عن الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام المعتقلين تعسفياً، وكشف مصير المختفين قسرياً، والسماح بدخول كافة وسائل الإعلام والتوقف عن التحكم بعمل الصحفيين وفقاً لمدى موالاتهم للجهة المسيطرة، وإبطال جميع “القوانين الأمنية” التي تقمع حرية الرأي والتعبير، كما طالبها بعدم تسخير الإعلام لخدمة القوى المسيطرة وتبرير انتهاكاتها، وتزييف الحقيقة إلى غير ذلك من توصيات إضافية.