fbpx

عين عيسى والابتزاز الروسي

0 390

عين عيسى عاصمة سلطة الأمر الواقع في الجزيرة والفرات، التي يهمين عليها حزب الـ PYD الذراع السوري لحزب PKK المصنف بأنه حزب إرهابي، حيث تشهد هذه المدينة بشكل دوري اجتماعات لهيئاتها ومؤسساتها، وتعتبر صلة الوصل بين مناطق سيطرتها، وعقدة المواصلات بين محافظات الحسكة وحلب والرقة عبر الطريق الدوليM4 .

وتعتبر قوات سوريا الديمقراطية وهي الذراع العسكري لحزب PYD بلدة عين عيسى خط الدفاع الأول عن مناطق منبج وعين العرب.

في 7 كانون الأول الجاري، كشف مصدر من مجلس عين عيسى العسكري عن طلب القوات الروسية رسمياً، من قوات سوريا الديمقراطية، (قسد) تسليم بلدة عين عيسى، الواقعة في ريف الرقة الشمالي، إلى قوات النظام السوري، وذلك في اجتماع في القاعدة العسكرية الروسية في عين عيسى، ضم ضباطاً من النظام ومسؤولين من الجيش الروسي، وقياديين من قوات سوريا الديمقراطية، في ظل تصريحات تركية، باجتياح البلدة، وطرد قوات قسد منها.

هذه التصريحات، اعتبرتها روسيا تهديدات جديدة، واعتبرت أن تسليم البلدة للنظام، سيقطع الطريق أمام أي احتمال لهجوم عسكري تركي، فيما أكدّ المصدر، أن قيادات قسد تدرس العرض الروسي، الذي يقضي بتسليم البلدة، والإبقاء على مربع أمني في مركزها، يضمّ مؤسسات سلطة الأمر الواقع، على غرار المربعات الأمنية للنظام، في كل من الحسكة والقامشلي، شريطة رفع أعلام النظام، وافتتاح مؤسساته في البلدة.

ورجّح المصدر، أن قسد سترفض العرض، ذلك لأن تركيا طالبت بانسحاب مقاتلي قسد مسافة 32 كيلومتراً، بينما عين عيسى تبعد عن الحدود 37 كيلو متراً، وبذلك، تُعتبرُ تركيا مهاجمةً، لأنها تجتاز حدود التماس، التي تم وضعها بموجب اتفاق روسي/تركي.

بتاريخ 8 كانون الأول، أعلنت مصادر مقربة من قسد، توصل القوات الروسية وقوات النظام، مع قوات سوريا الديمقراطية، إلى تفاهم يقضي بإنشاء نقاط مراقبة مشتركة في البلدة، لمراقبة وقف إطلاق النار بين قسد والجانب التركي.

وأكد المصدر، أن روسيا لاتزال تفاوض قسد حول مصير البلدة، وتُصرّ روسيا على إقامة مربع أمني للنظام فيها، وإعادة مؤسساته إليها، وهو ما تعتبره قسد ابتزازاً لإخضاع المزيد من المناطق في شمال وشرق سوريا للنظام السوري، ومحاولة للسيطرة على أهم النقاط الحيوية في المنطقة، المتمثلة بكل من تل تمر، وعين عيسى، اللتان تعتبران عقدة المواصلات الأهم في شمال شرق سوريا.

واشنطن، وعبر مبعوثها الخاص الجديد، تحاول تسريع الاتفاق بين الأطراف الكردية، لقطع الطريق أمام التهديدات التركية، وأمام الابتزاز الروسي، حيث أعلنت الأطراف الكردية العودة لطاولة الحوار، واستئناف المفاوضات، مع وصول المبعوث الأمريكي الجديد جويل رايبرون إلى المنطقة.

وصول الأطراف الكردية المتمثلة بالمجلس الوطني الكردي، وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، إلى اتفاق نهائي، سيشمل الأطراف كافة، خصوصاً في ظل التحالفات القائمة، ما يجعل الأمر ممكناً لقيام شراكة حقيقية بين الأطراف الكردية، ومشاركة واسعة لجميع الفئات والأطياف في إدارة المنطقة.

وهذا يساعد في فتح المجال أمام عودة قوات تابعة للمجلس الوطني الكردي، الموجودة في إقليم شمال العراق الكردي، التي تسمى قوات البيشمركة، لتقوم بالمشاركة في حماية المنطقة.

هذه الخطوة تُغلق الباب أمام أي حجج، تطرحها الدولة التركية، وهذا أمر يغلق ملف هذه المنطقة، ما يساعد في منع أي تهديدات عليها، ويقطع الطريق أمام احتمال أي هجوم تركي يستهدف قوات قسد، التي تكون قد غابت سلطتها في هذه الحالة، وكذلك فإن هذا التوافق إن حدث سيوقف عجلة الابتزاز الروسي، واستغلاله للوقت، للسيطرة على مناطق جديدة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني