fbpx

شمال وشرق سوريا على أبواب عام جديد مظاهر فرح خجولة وخوف كبير

0 295

يستعد العالم بأكمله لدخول عام جديد بعد معاناة عالمية مع وباء كورونا، ولكن معاناة السوريين كانت وماتزال أكبر من كورونا حيث يترقب الشعب السوري دخول العام الجديد بحذر وخوف كبير نتيجة للحرب الدائرة في كل شبر من الأراضي السورية، حتى تلك المناطق التي تعتبر آمنة يخوض سكانها حرباً شرسة مع الجوع والفقر وانعدام أساسيات الحياة.

مناطق شمال وشرق سوريا تعيش خوفاً مزدوجاً، من حرب تقرع طبولها على جبهات منبج وتل تمر وعين عيسى وحرب داخلية ضد مظاهر الفقر المنتشرة ففي حين تتزين الأسواق بأشكال الزينة كافة، ومتطلبات رأس السنة من غذائيات.

بدأت مظاهر الزينة تظهر بخجل على بعض شرفات المنازل في الأحياء ذات الغالبية المسيحية في مدن وبلدات المنطقة استعداداً للاحتفال بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة.

مدن شمال وشرق سوريا التي كانت تبدأ في التزين للأعياد منذ بدايات الشهر الأخير في السنة غابت عنها مظاهر الزينة حتى حلول عيد الميلاد المجيد في 25/12.

بلديات المدن التابعة للإدارة الذاتية قامت بوضع عدد من أشجار رأس السنة في عدة مناطق بالإضافة إلى تزيين بعض الشوارع الرئيسية ما كلف هذه البلديات مبالغ مالية ضخمة يرى بعضهم أنها محاولة جيدة للمساعدة في امتصاص الخوف والقلق الذي يعيشه الشارع المحلي وأسلوب متحضر لتغيير أجواء الخوف والقلق التي يعيشها أبناء المنطقة.

فيما يرى آخرون أنها مظاهر لا داعي لها ويمكن الاستغناء عنها وتوفير ما تم صرفه على هذه الزينة وتوزيعها على العائلات المحتاجة في المنطقة بما يكفي لاحتفال هذه العائلات بهذه المناسبة خاصة في ظل الظروف المعيشية السيئة والارتفاع الكبير في أسعار المواد حيث بلغ سعر بعضها ثلاثة أضعاف سعرها مقارنة بعام 2019.

وشهدت أسواق المنطقة حركة شراء وإقبال كبيرين، يعزوها التجار إلى الحوالات القادمة من خارج سوريا بمناسبة الأعياد.

السيدة (أ.م) تقول/ إن الاحتفال بليلة رأس السنة يحتاج إلى مبلغ يفوق راتب موظفين في الدولة وأنها ما كانت لتستطيع شراء حاجيات الاحتفال لولا الحوالة المالية القادمة لها من الخارج.

(ف.س) يقول: إنه كعامل لا يستطيع شراء حاجيات الاحتفال وليس لديه إمكانية مادية للاحتفال بهذه المناسبة ويضيف أن أغلب أبناء المنطقة سيتكلفون مبالغ فوق طاقتهم لشراء حاجيات العيد ويتساءل عن جدوى الشجرة التي وضعتها البلدية في بداية حيه الشعبي ويقول: يرى أبناؤنا الشجرة ولا يعرفون كيف يحتفل الناس بهذه المناسبة.

وتبقى الأمنية الأكبر لأبناء المنطقة كافة عودة الهدوء والاستقرار في ظل التصعيد الذي تشهده عدة جبهات حدودية ينظر لها أبناء المنطقة بعين القلق والترقب والخوف من موجات نزوح جديدة وحرب جديدة.


مع بداية آخر أيام 2020 شهدت المنطقة إجراءات أمنية مشددة، حيث منع دخول السيارات إلى الأسواق ومراكز المدن وشهدت الأحياء كافة انتشاراً مكثفاً لقوى الأمن الداخلي (الأسايش) وقوات النجدة والمرور لتأمين حركة الأسواق والسيطرة على حركة المدن ومنع حدوث أية أعمال تهدد أمن المتسوقين والمحتفلين في ليلة رأس السنة.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد بدأت حملة تحت عنوان “لا للرصاص في احتفالات رأس السنة” حيث تشهد مناطق شمال وشرق سوريا إطلاق رصاص في ليلة رأس السنة، ما يهدد حياة السكان نتيجة للرصاص العشوائي في سماء المدن وسبق أن تعرض عدد من أهالي المنطقة للإصابة خلال احتفالات رأس السنة بالرصاص الطائش الذي يتهم عناصر الأمن وأبناء المتنفذين في المنطقة بإطلاقه احتفالاً بالعام الجديد.

ورغم المطالب الشعبية بمنع إطلاق الرصاص شهد دخول العام الجديد إطلاق رصاص كثيفاً الذي أصبح جزءاً من الاحتفالات في المنطقة نتيجة انتشار السلاح وعدم فرض قوانين تمنع استخدامه في الاحتفالات.

بداية عام جديد يبحث السوريون فيه عن نهاية لمعاناة استمرت عشرة أعوام ويتأملون أن تكون السنة الجديدة خلاصاً لهم من رعب الحرب، وتحمل بين طياتها الاستقرار والأمان والعودة للنازحين والمهجرين إلى بيوتهم.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني