fbpx

سورية الذبيحة

0 234

منذ أن عطلت قوى الثورة المضادة مسار الثورة السورية العظيمة في بداية عام 2012، وتحولت قوى الثورة إلى مواقع رد الفعل وتلقي تداعيات صنع الأحداث، حيث فرضت العسكرة وشوائبها وصراعاتها نفسها على الساحة الثورية، مضافاً إلى ذلك الصراعات الدولية المحمولة على أطر شبه قانونية، بيان جنيف وقرارات الأمم المتحدة المعروفة وفاعلية الممثلين الدوليين، كوفي أنان، الأخضر الإبراهيمي، ديمستورا، بيدرسون، وكذلك مؤتمرات أستانا وسوتشي وتداعياتها على الأرض.

منذ ذلك الحين والوطن السوري المخطوف يخضع لأكبر عملية إعادة صناعة وصياغة لم يعرفها التاريخ من قبل، ومنذ ذلك الحين أيضاً يلمس كل حر ثوري منا كيف أن صناعة الأحداث وتداعياتها في مساحات الوطن تأخذ بعداً زمنياً كافياً لاستنفاذ تحقق هذه التداعيات في الواقع. ومن ثم بعدها يتم الانتقال إلى تفجير أحداث ومشاريع أخرى يتطلب تحققها وتجسد تداعياتها في الواقع أيضاً بعداً زمنياً كافياً.

وإذا أردنا القول بدقة أكثر وهو ما قلناه منذ عام 2012 عندما انكفأت القوى الثورية بفعل منهج القتل والتدمير والإبادة وهو ما يخالف منهج الثورة القائم على الحراك الثوري السلمي.

إن المخطط الدولي للشرق الأوسط الجديد بدأ منذ حينه بوضع لبناته الأولى حتى إذا ما مرت السنوات المصنوعة من الدم والقتل والتدمير وجدنا أنفسنا أمام كيانات اجتماعية واقتصادية وسياسية متعددة، أقلها يمكن اعتبارها خمسة كيانات تحمل نسب طاغية من التبلور والتجانس.

إن مضي أحد عشر عاماً على الوطن ومنهج التدمير والقتل والإبادة والتهجير والتغيير الديمغرافي هو الوسيلة الحاسمة في صناعة الأحداث وموضعتها في الأرض السورية وهو الأداة الوحيدة بيد قائد أوركسترا عملية خلق شرق أوسط جديد تنحفر مرتكزاته وتثبت في هذه الأرض الطاهرة.

لابد أن يجعلنا نتصور وندرك، وبكل ألم وحسرة نادرتين كيف أن سورية الحبيبة قد دفعت إلى مذبح النظام الدولي المتوحش الليبرالي المزيف وباتت تلك الذبيحة المسجاة على منضدة الصراعات وهي في كل عام يطوى أقرب الى التلاشي.

وهنا يطرح السؤال التاريخي نفسه؟.

هل يتمكن ممثلو الشعب الحقيقيون، بعد كل ذلك والثوريون الذين دفعوا ضريبة إطلاق الثورة المحقة الملايين من الشهداء والمهجرين والمعتقلين والمعذبين من لملمة أشلاء هذه الذبيحة؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني