زيارة رئيسي إلى سوريا.. قطاعات رابحة مقابل الديون وحجز مسبق لعملية إعادة الإعمار
ما إن حطت طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له في مطار دمشق الدولي، صباح الأربعاء، حتى تكشفت أجندة الزيارة التي اتخذت طابعاً اقتصادياً بالدرجة الأولى، حاملة عنواناً عريضاً “حان موعد سداد الديون” حتى ولو كانت على شكل اتفاقيات استراتيجية بعيدة المدى، وحجز مقعد في مشاريع إعادة الإعمار المحتملة، التي يأمل النظام السوري بالحصول عليها مدفوعاً بالتطبيع العربي، في ظل تصاعد التنافس بين طهران وموسكو على تأمين مصالحهما في البلاد التي تشاركتا على تدميرها وتفتيت اقتصادها بالتعاون مع حليفهما بشار الأسد.
تأتي أهمية زيارة رئيسي، التي بدأت صباح الأربعاء واستمرت حتى الخميس، من كونها الأولى من نوعها لرئيس إيراني منذ بدء الثورة السورية عام 2011، على الرغم من الدعم الكبير الذي قدمته طهران لرئيس النظام بشار الأسد في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية، لاستعادة السيطرة على مساحات واسعة من البلاد، وهذا ما عبرت عنه صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من طهران، التي اعتبرت الزيارة يراد لها أن تكون “احتفالية بنصر محور المقاومة”، واستثماراً لحركة التطبيع العربي مع النظام السوري.
مذكرة تعاون استراتيجي وتذكير بالديون المتراكمة
وقبيل زيارة رئيسي بأيام قليلة، أجرى وزير الاقتصاد في حكومة النظام السوري محمد سامر الخليل مباحثات في دمشق مع وزير الطرق الإيراني مهرداد بزر باش، في إطار “اللجنة الاقتصادية السورية – الإيرانية”، أفضت إلى توقيع عدد من الاتفاقيات بين الطرفين.
وقسمت الاتفاقيات إلى 3 مجموعات، أولها متفق عليها وجاهزة للتوقيع، وخاصة في مجال المناطق الحرة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمعارض، بحسب ما صرح الخليل لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري.
أما المجموعة الثانية فتشمل مجالات السياحة والكهرباء والسكك الحديد، وهي اتفاقيات بحاجة إلى التفاوض وإلى تأكيد من الجانب الإيراني، بينما تتعلق المجموعة الثالثة باتفاقيات ما زالت قيد الدراسة، خاصة في مجالات الإعلام والمتاحف والآثار والبحث العلمي، وفقاً للخليل.
وكان من اللافت بعد المباحثات، ما كشف عنه بزر باش، بأن اتفاقاً سابقاً مع النظام السوري يمكّن إيران من الحصول على أراض في سوريا بدل الديون المالية، ولاستكمال الجهود في هذا السياق تمخض عن جلسات اللجنة المشتركة بين النظام وإيران تشكيل لجنة متابعة الديون والمستحقات، “لإجراء التحقيق الدقيق لحجم الديون”.
ويبدو أن الوزير الإيراني مهد الطريق لزيارة رئيسي، والاتفاق مع بشار الأسد، مساء الأربعاء، على توقيع ثماني مذكرات تفاهم لخطة تعاون استراتيجي شامل وطويل الأمد، بقيت نصوصها وموادها سرية، لكنها تشمل عدة مجالات بينها الزراعة والنفط والنقل والمناطق الحرة والاتصالات وعدد من المجالات الأخرى، وفقاً لوكالة أنباء النظام “سانا”.
المصدر: تلفزيون سوريا