نينار برس
نظام بشار الأسد في ورطة، فهو وصل إلى مرحلة الخيارين الأخيرين، فليس أمامه سوى إبقاء ارتهانه لإيران، أو عودته المشروطة إلى الحضن العربي، وهذا الخياران أحلاهما مرُّ بالنسبة له، فهو سيصنف نفسه عدواً إذا بقي في تحالفه مع إيران، وسيقدم تنازلات كبرى إذا رغب بالعودة إلى العرب، وتحديداً وفق ما سربته اللاورقة الأردنية التي لم يمانع الأمريكيون بالشغل عليها، وهنا يمكن فهم زيارة وزير خارجية الإمارات، فهي ضمن هذا التوجه السياسي الدولي. وفي هذا الصدد اعتبرت صحيفة عكاظ السعودية: أن عودة الأسد إلى الساحة العربية والدولية لن تكون “شيكا على بياض”.
ورأت أن هذه العودة “اختبار لقدرة النظام على التموضع من جديد عربياً وإقليمياً، إذ لا يمكن القبول بأي شكل من الأشكال عربياً أو دولياً أن يكسب الأسد كل الأوراق بوجود إيران”.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام يحاول أن يستثمر العودة العربية إلى أبعد حدود، لكن المعطيات تشير إلى أن الأسد في ورطة ومقايضة مجبر على اتخاذ قرار حولها، وهي “إما عربا أو فرسا”.
وقالت الصحيفة: “من يعرف بشار الأسد يعلم تماماً أنه لم يكن يوماً ما يضع العرب في أولوياته السياسية، بل كانت هذه العلاقات تفرضها الظروف والطبيعة العربية”.
ولفتت إلى أن اندلاع الثورة السورية بداية 2011 والمواقف الدولية والعربية من هذه الأزمة، كشف حقيقة ميول النظام ومرتكزاته على المستوى الإقليمي.
ونوهت إلى أن ما يجري الآن هو مرحلة جديدة من الصراع على سوريا، لكن هذه المرة إرادة السوريين خارج أي حساب بعد ما تحولت البلاد بالأمر الواقع إلى ثلاثة أقاليم؛ وهذا ما يحرج الأسد أكثر فأكثر، كونه أصبح لاعبا يتساوى إلى حد كبير مع اللاعبين المحليين على الأرض.
وشددت الصحيفة على أن السبب في استمرار الأسد ونظامه، هو أنه مازال يمارس دور الأداة الطوعية بيد “السيستم العالمي”، على حد وصفها.
وأشارت إلى أن خيار إسقاط النظام لم يكن ولا لمرة واحدة على طاولة الدول الكبرى، فضلا عن الدعم الروسي والصيني وبعض الدعم الإقليمي.
وترى أن النتيجة “عودة سوريا وبقاء الأسد ما دام يؤدي الدور الوظيفي بالقضاء على دور سوريا الجيوسياسي في صفقة غير معلنة بين منظومة الأسد والنظام العالمي، مفادها الحكم مقابل سوريا منزوعة الصفات الإقليمية والعربية والاستراتيجية”.
وتساءلت الصحيفة، هل يتمكن الأسد من تحديد النفوذ الإيراني العميق ووضعه في حدوده الطبيعية كدولة إقليمية داعمة للنظام؟