fbpx

حين أضعت روحي

1 1٬833

شيء ما أحس إني أفتقده، شيء يتعلق بتلك الضفاف البعيدة لروحي، فأنا خرجت ذات يوم من حلقة وجعي الأكبر، فارتطم جسدي المنهك بنور الكون.

كانت الدنيا أشبه بسباق الظلال في انكسار الضوء، البشر ليسوا محايدين، بل كانوا يتصارعون على حصة أكبر من متاع هذه الدنيا، يتصارعون بطرق مختلفة، ويشحذون هممهم على صوان الوقت، ثم يتبارون باستعراض ذواتهم وغرائزهم ، لكنهم في كل مرة يخسرون شيئاً من أرواحهم، ثم يصيرون جدراناً عتيقة تنتظر لحظة الهدم.
شيء ما أحسست إني وجدته، حين اصطدمت نظرات عينيكِ بوجعي، كنتِ أشبه بغزالة أصابها الوجل، غزالة عطشى ولا ماء في الأفق القريب. فسألتك من أنتِ؟ وبعد ردح من مطر وآهات، قلت لي: هل نسيت من أنا؟ قلت وأنا أتمعن بترابك أكثر فأكثر، لا أتذكر ، ثم بكيت أمامي وقتذاك، عرفت أنك روحي التي فقدتها، حين ولجت أول مرة بوابة ذلك المعتقل البعيد.
لا أعرف كم مر من وقت على بكائك، ولكني أعرف أن سماء مدينتنا بكت مطرها على أجسادنا الهزيلة، فلقد كان جوع ورصاص وبراميل متفجرة، وكانت شوارع تنضح بألمها جثثاً مرمية، ولا أعلم لماذا امتدت كفي اليمنى تجس جسدي بحثاً عن شظية أو قتيل سكنني خلسة.
قلت لك اقتربي .. ضحكت كسماء خلعت في التو مريولها الرمادي، وهمست بصوت مرتجف .. هل سنموت معاً؟ قلت لك الموت حياة بطريقة أخرى.

1 تعليق
  1. طارق says

    راائعة بإحساس مرهف جدا، صادق وعميق.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني