حركة التحرير والبناء سبّاقة في الإغاثة وإنقاذ ضحايا الزلزال
لعلّ الارتباط بقضايا الشعب لا تظهر إلا في المنعطفات الكبرى، فمع وقوع الزلزال المدمّر في السادس من شهر شباط 2023 ظهرت استجابات القوى المختلفة، وتحديداً قوى الجيش الوطني السوري، والذي سارعت فيه حركة التحرير والبناء إلى وضع خطة متكاملة لمواجهة آثار الزلزال على الحاضنة الشعبية في مناطق الشمال المحرر.
خطة حركة التحرير والبناء انقسمت إلى أدوارٍ مختلفة، هذه الأدوار، كان منها عمليات إنقاذ الجرحى والمصابين نتيجة تهدّم بيوتهم عليهم، وعمليات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، إضافة إلى تأمين سكنٍ مؤقت لمن تهدّم بيته وأضحى بلا مأوى، من خلال إقامة المخيمات، وتقديم معونات ومستلزمات إغاثتهم في هذه الظروف العصيبة.
يمكن في قراءة هذه الخطّة وتنفيذها واقعياً ملاحظة أمور عديدة، الأمر الأول أن حركة التحرير والبناء لديها رؤية عملية لمواجهة هكذا كوارث، هذه الرؤية جعلتها ترتّب أولويات مهامها باتساقٍ متكاملٍ، حيث تسير عمليات إنقاذ الضحايا، ونقل الجرحى والمصابين إلى حيث تتم معالجتهم، إضافة إلى إقامة مخيمات يأوي إليها الذين خسروا بيوتهم، وأماكن إقامتهم.
كانت عمليات إنقاذ ضحايا الزلزال تتم من خلال إخراجهم من تحت الأنقاض، وهذا الأمر تطلّب استنفار كل الآليات الثقيلة التابعة لحركة التحرير والبناء، للقيام بإزالة هذه الأنقاض بأسرع ما يمكن وبخبرة من يعرف من أين يبدأ عمله دون تفريط بحياة من ينتظرون إخراجهم من تحت ركام البيوت المهدّمة.
هذه الجهود المتسقة كشفت عن ارتباط عميق بين حركة التحرير والبناء بشقيها العسكري والمدني وبين الحاضنة الشعبية التي تدافع عنها هذه الحركة.
وهذه الجهود ترافقت مع تسيير دوريات حراسة للمباني المهدمة لمنع سرقة ممتلكات أهلها الذي نزحوا عنها نتيجة تداعيها وانهدامها، وهذا رفع من رصيد الاحترام لقوات الحركة ورصيد قادتها الذين كانوا يتابعون بأنفسهم كل مهام الإنقاذ والإغاثة وحماية الممتلكات
لعل ما قامت به حركة التحرير والبناء قامت به قوى أخرى في الجيش الوطني، ولكن سرعة الاستجابة وتنسيق العمل ودقته لدى الحركة أظهرها بأنها ذات خبرة ورؤية عملية في مواجهة الكوارث دون حدوث ارتباك صدمة الزلزال العنيف.
نينار برس وجهت أسئلتها لعددٍ من شهود العيان ممن شاهد بأم عينيه جهود حركة التحرير والبناء، حيث أدلوا بشهاداتهم المختلفة، والتي تقاطعت غالبيتها على الاعتراف بأن جهود الحركة كانت تنفّذ باتساق ودون خللٍ في تلبية الاستجابة لمواجهة كارثة الزلزال الرهيب. جميعهم قالوا بأن عمليات الإنقاذ كانت تتم بخبرة كبيرة، وهذا أنقص كثيراً من عدد الوفيات المحتملة لدى العالقين تحت الأنقاض.
إن جهوداً كبيرة كهذه تكشف عن تصميم بالدفاع عن حياة الشعب السوري في السلم والحرب والكوارث، وهذا ما يجعل أمر الخلاص من الواقع الحالي أمراً ممكناً بفعل تصميم ووطنية مقاتلي حركة التحرير والبناء والجيش الوطني الذي تنتمي إليه هذه الحركة.
هذه الجهود تستحق الثناء والتقدير، وبالتالي احتضان هذه الحركة التي ولدت من صلب نبض الشعب السوري وإراداته في تحرير الأرض والإنسان.