حرب منبج وتل رفعت.. إرادة الانتصار وأخلاق التحرير
حرب تحرير منبج وتل رفعت، باتت قاب أيام قليلة، فثمة من يؤكد أن مشروع المنطقة الآمنة يحتاج إلى عتبة أمان للمناطق المحررة، هذه العتبة تبدأ بطرد ميليشيات ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” من هاتين المنطقتين الهامتين.
إن تحرير منبج وتل رفعت سيفتح الباب واسعاً أمام تحرير باقي المناطق في الشمال السوري، وفي شمال شرق البلاد (الجزيرة والفرات)، وهذا التحرير ضرورة كبرى لإعادة النازحين من هذه المناطق إلى قراهم ومدنهم التي تمّ تهجيرهم عنها، على أرضية مخطط تغيير ديمغرافي، يسهّل لحزب الـ PKK وأداته السورية الـ PYD خلق ممرٍ على طول الحدود السورية – التركية، لتشكيل بؤرة صراع ضد الدولة التركية، التي تصنّف هذين الحزبين على أنهما حزبان إرهابيان.
إن سلوك الميلشيات الانفصالية بحق السكّان يكشف عن انتهاكات إنسانية كبرى، فعدا عن التهجير والاعتقال الكيفي، تمت عمليات هدم لمنازل كثيرة، تعود لمقاومين لهذه الميلشيات، عدا الاعتداءات الاقتصادية على السكان وأصحاب العمل، وفرض التجنيد الإجباري على الأطفال بعد خطفهم.
إن سلوك الميلشيات ينبع من فهمهم الراسخ في أعماقهم على أنهم غزاة عابرون، ولهذا يتصرفون وفق قواعد تنتهك حقوق الإنسان على الصعد كافة، وهذا الانتهاك يسم هذه الميلشيات بالعار، إذا انهم تصرفوا ويتصرفون وفق أساليب قطّاع الطرق.
إن الأخطاء الفردية التي وقع فيها عددٌ من مقاتلي الفصائل الثورية في عمليات تحرير الشمال السوري، لا ينبغي أن تقع ثانية، فالفرق كبير بين من يغتصب الأرض ويتحكّم بالسكّان، ويتصرف كقوة احتلال مثل ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية”، وبين جيش وطني يخوض الحرب ليحرّر المناطق من قبضة محتليها، ويعمل على حماية السكان والحفاظ على أملاكهم من أي اعتداء.
إن التدريبات والتحضيرات العسكرية التي جرت في الآونة الأخيرة، لم تقتصر على التدريبات القتالية فحسب، بل رافقها دروس تثقيفية للمقاتلين، اعتمدت أساساً على التعريف بلائحة حقوق الإنسان المعتمدة من قبل هيئة الأمم المتحدة.
مثل هذه التدريبات تابعتها نينار برس عبر تقارير وصلتها من مراسلين في منطقة نبع السلام، وغصن الزيتون، هؤلاء المراسلون تابعوا هذه التدريبات مرفقة بالمعلومات والصور، فقد تابعت نينار برس تدريبات قامت بها قوات حركة التحرير والبناء في أكثر من منطقة من مناطق تواجدها. إذ أقامت حركة التحرير والبناء عرضاً عسكرياً سبقه تدريبات لرفع الجاهزية العسكرية القتالية، شملت تدريبات بدنية واستعداداً ذهنياً، ودروساً خاصة بأدب الحرب، والتعريف بحقوق الانسان، تجنّباً لأي انتهاكات قد تحصل فردياً نتيجة جهل بعض المقاتلين.
إن الفصائل التي ستشارك في حرب تحرير منبج وتل رفعت، ستكون حريصة على تمثّل الأخلاق الثورية الإنسانية، التي تقتضي عدم الاعتداء على المدنيين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو السياسية أو الفكرية، أو الاثنية، فالغاية هي تحرير الأرض والإنسان من قبضة ميليشيات تمثّل خطراً على الوطنية السورية، ميلشيات تعمل لصالح أجندات تهدّد وحدة الأراضي السورية، وتخلق صراعات تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي للمكونات الوطنية السورية كلها.
إن اقتراب موعد حرب تحرير منبج وتل رفعت يقتضي من قادة الجيش الوطني الميدانيين أو في قيادة الأركان التأكيد بأن أي اعتداء على المدنيين وحياتهم وأملاكهم سيعرّض من يقوم به إلى محاكم عسكرية تقمع بشدّة انتهاكات حقوق الانسان، فالعالم عبر إعلامه سيراقب هذه الحرب التحريرية، والتي ينبغي أن تكون فخاراً للمقاتلين والجيش الوطني على أنها حرب شريفة شُنّت لطرد ميليشيات معادية لسوريا وشعبها وثورتها ومستقبلها.
[…] [2]– https://ninarpress.net/?p=14495 […]
[…] وعلى حساب المصالح المشتركة للسورين ، كردا وعرب ! (٢)- https://ninarpress.net/?p=14495 (٣)- ” الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا هي ما تبقى، […]