fbpx

حذيفة

0 22

حذيفةُ يا أغلى الغُديريِّينَ منزلاً

وأكرمُهمْ حظَّاً وأشرفُهم دربا

هنيئا لدير الزور أنك نبتها

نشأت بها شهما ومتّ بيها قُطْبا

وربُّكَ يختارُ الشهادةَ للَّذي

أحبَّ فناداهُ فأسرعَ إذْ لبَّى

وصقرٌ رأى في السفحِ دارَ مذلَّةٍ

فقال: لها هيهاتَ واستوطنَ الشُّهْبا

نَمتْهُ دماءٌ حُرَّةّ شَمَّرِيَّةٌ

غُدَيرِيَّةٌ نالتْ شماءَلها كسْبا

نأيتَ ولكنْ أنتَ في القلبِ ماثلٌ

فما أقربَ المَنأى وما ابعدَ القُربا

لأنتَ الشهيدُ الحيُّ فالحَقْ بحمْزةٍ

ونَلْ منه – وهو السيدُ السَّابقُ – القُرْبا

وانتَ أخو عزمٍ يرى العجْزَ سُبَّةً

ويستعذبُ الأشواكَ والهولَ والصَّعبا

حذيفةُ قد أردَتْكَ غدراً عصابةٌ

تزعمَها بشارُ مَنْ أدمنَ الكِذْبا

ستثأرُ منه الشامُ والصبحُ موعدٌ

وتأتيهِ كلمى في جراحاتها غضبى

سيأتيكَ ثأرُ الشامِ عجلانَ كاللَّظى

عنيفاً وكالإعصارِ في عسفهِ هبَّا

وربُّكَ يُرخِي للظلومٍ حبالَهُ

فيستمرئَ الإجرامَ والبغيَ والسَّلبا

ويحسبُ أنَّ اللهَ تغفَلُ عينُه

فيُسْرف فلا سهلاً يُبالي ولا صعْبا

كأنهمُ الأوثانُ بادتْ فهل ترى

وقد جاءَ نصرُ اللهِ في شامِنا نصْبا

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني