تمارين صباحية على الحب (1)
هذه المرأة البعيدة الآن
لم أصب بطوفانها عبثاً
إلا حين ظنتني صحراء مترامية
عن الألم سأتوقف
سآخذ من أمي صوتها الحزين
عند الوداع فقط
من أجل أن أخيط جرح القصيدة المفتوح
وأخفف نشيجها على الليالي الطويلة
على عنوان الخريف لن أدلها حيث أسكن الآن
لغيابها أقول:
مازلت أحب الجسور
حب معايدة بين جارين طيبين
جريمة حرب بين قاتلين متشابهين
نهار بين ليل وهاوية
بين الأعشاش والطيور الغريبة
جسور طيور بلا أجنحة
أرفرف بدلا عنها بالأغاني والابتسامة
جسر مقلاع الزمن
قصيدة حب من كلمة واحدة “أحبكِ”
يختصر المسافة ويخفف سطوة الشوق
يكتب عزاء طويلا للأرامل الوحيدات
لا يعطيني قلبي على ذكر كلمة عانس
سأكتب لها بالسر أفرح القصائد.
تمارين صباحية على الحب (2)
من يدفع ثمن غيابي عنها كل هذه السنوات؟
لست مبتدئاً في الحب
معجون ومخبوز ومقمّر على تنوره
ومع ذلك
كل يوم أجد من سبقني إلى صباحه
أجلس على رصيفه الطويل وأتعلم
من أمامي تعبر كلاب وقطط وغرباء
في ذمتي الكثير من فناجين القهوة والشاي والتحايا الناقصة
أفرغ هدوء الصباح من حزنه
الظهيرة من غليانها والبيوت من الجوع
اتدفق كنشيد طارئ
أنا الأمي خففت حزني منذ أوّل قصيدة
بأحرف عرجاء تلمع
كتبت اسم من أحببت على الحيطان والأسفلت
“يا حب يا معين المقطوعين!”
عرّفني على أشياء لا تعرفني
وعرّف الحارة على أشياء لا تعرفها
جدد قلوبنا الخجولة بحب لا يعرف الخوف
حتى نتجوّل في بلاد لا يسورّها جند مفطومون على الموت
ونكبر قبل أوان الورد وطفولة المطر.
غريب في برلين
يا برلين كل شتاء
أكتشف نفسي وألوذ بها
أحن إلى مطر الثورة القديم
حلمي أشغال شاقة ونزيف
يا “دير” لم أجد سببا يقنع طيورك بعصف الغياب
أصابعي أوتار والأشجار تعزفني
من مدينة تتشمس على الفرات أنا
موليا عتابا ويا أم الزلف يشتاقك الولد
ترددك الحيطان وتغطيك الأسطح برفوف الحمام
شممت رأئحة أحلام الموج ونجوت من غرقي
سحبتني الكثير من الأنهار خلفها
كسرت غفوة الشمس بشفاوات الولد الكثيرة
لم أستيقظ إلى الآن
لهب الخبز وتنانير المحبة
قيامة الفتى النهري
بلا خجل ولا خوف
دعوت الله إلى مشاركتي الفرح والحب
على لهب شوق الأولاد تخبز الأمهات
دائما هناك خبز للضيوف
تقاسم القطط الصغار بالطعام القليل
والفتى كل صباح يخرج من طفولته إلى العمل.