توترات أمنية في القامشلي والروس وسطاء للحل
تشهد مدينة القامشلي منذ 3 كانون الثاني من العام الجديد 2012 سلسلة من التوترات الأمنية بين كل من قوات النظام السوري وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة للإدارة الذاتية من جهة أخرى كانت هذه التوترات في أغلبها بسبب اعتقالات متبادلة بين الطرفين بدأت باعتقال الأسايش لعدد من الأشخاص المنتمين لما يسمى بالدفاع الوطني إثر محاولتهم القيام بأعمال تخريب وتعد على المدنيين وفي كل مرة تتدخل القوات الروسية لحل الخلاف ليعود من جديد.
في يوم الثلاثاء 5 كانون الثاني تعرض أحد حواجز الأسايش في منطقة حلكو بمدينة القامشلي لإطلاق نار من قبل مجموعة تابعة للنظام السوري، ما دفع بأفراد الحاجز للرد على مصدر النيران تبعها حالة استنفار قصوى من قبل الأسايش وتكثيف الحواجز ضمن المدينة وفي مناطق التماس مع المربع الأمني ومناطق سيطرة النظام وانتشار للقناصة من الطرفين على أسطح المباني في مناطق التماس، وقامت الأسايش بتطويق منطقة المربع الأمني دون حدوث أي اشتباكات وطالبت السكان المقيمين في المناطق القريبة من المربع الأمني ومناطق التماس بالتزام بيوتهم وعدم الاقتراب من النوافذ خلال ساعات المساء، وكالعادة تدخلت القوات الروسية لحل الخلاف بين الطرفين حيث شهد مطار القامشلي اجتماعات بين قيادات من قسد والأسايش وقيادات من قوات النظام برعاية روسية للإشراف على اتفاق لإنهاء التوتر القائم.
روسيا التي تسيطر على مطار القامشلي الدولي وتسعى جاهدة لإعادة سيطرة النظام على المناطق كافة في سوريا، تمثل اليوم دور الوسيط وتسعى لتهدئة الأوضاع. فيما يبدو أن هناك اتفاقيات أو تفاهمات بين القوى العظمى التي تلعب دوراً في الحرب السورية ربما تكون غير مفهومة ولكنها تتوضح مع كل تصرف تتصرفه في المنطقة من تهديد للدفاع الوطني والنظام بعدم التعرض للدوريات الأمريكية إلى محاولة التهدئة بين النظام وقسد وحتى بين قسد وتركيا.
وشهدت المدينة هدوءاً حذراً لحين انتهاء الاجتماعات والوصول لحل للخلافات بين الطرفين.
لم ينغص هدوء المدينة الحذر سوى حفل زفاف ابن أحد التجار المقربين من الإدارة الذاتية تسبب في حالة ذعر وخوف بين المدنيين في الساعة الرابعة والنصف فجر يوم الأربعاء. حيث استفاقت المدينة على أصوات اعتقد السكان أنها أصوات مدافع تبين أنها عبارة عن ألعاب نارية من النوع شديد الانفجار قام المحتفلون بالزفاف بإطلاقها في سماء المدينة ما تسبب برعب لأطفال القامشلي وذويهم.
التاجر هو فؤاد جميل محمد الملقب بالشيخ أبو دلو، مقرب من الإدارة الذاتية ويعمل لصالح النظام مع مجموعة القاطرجي لنقل الغاز والنفط إلى مناطق النظام بالإضافة إلى قربه من الروس وتقديم الشقق لإقامة عناصر القوات الروسية فيها في المنطقة السكنية المحاذية لمطار القامشلي الدولي الذي تسيطر عليه القوات الروسية.
في ظل حالة الرعب التي يعيشها سكان القامشلي يأتي شخص واحد ليرعب باستهتاره مدينة بأكملها حيث قام اتحاد المحاميين في مقاطعة الجزيرة بتقديم شكوى بحق التاجر وأبنه واتهمهم المحامون بعدم الالتزام بقواعد الحظر المفروض وترهيب السكان واقلاق الراحة العامة ما دفع النيابة العامة لتحريك دعوى ضدهم .
ومع استمرار التوتر نتيجة لتكرار عمليات الاعتقال المتبادل بين الطرفين في مدينة القامشلي بالرغم من الاعلان عن الوصول لحل وتبادل المختطفين والمعتقلين وعدم تعرض اي طرف للأخر يعيش أبناء المنطقة حالة خوف وتوتر نتيجة لعدم حل الخلافات بشكل نهائيو و تزيد معاناة السكان فكل استنفار يتسبب في اغلاق الافران والمخابز في المدينة ويشل حركة الاسواق والعمل وهو ما يزيد مأساة السكان الذين يبدون استياء كبير من تكرار سيناريوهات التوتر اللانهائية في المنطقة.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”