fbpx

بينما يمضي العالم نحو السلام… إسرائيل وأوكرانيا تتبادلان السلاح والتكنولوجيا الروسية

0 25

في تطور سريع ومفاجئ، بدأت الخطوات الأولى لإنهاء الحرب في أوكرانيا تظهر على السطح، مع إعادة فتح قنوات الاتصال بين واشنطن وموسكو. واحتضان العاصمة السعودية الرياض مباحثات روسية أمريكية بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، والتحضير لاجتماع قمة مرتقب بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب.

ولكن لكييف رأي آخر فيما يتعلق بالحرب، حيث تسعى أوكرانيا بكلّ الطرق والوسائل المحافظة على الدعم الغربي لها والحفاظ على رباطة جأش جيشها المنهار على خطوط القتال، واستعادة ما خسرته في مواجهة الجيش الروسي في ساحة المعركة. وسارعت لقبول عرض إسرائيلي لتسليم أسلحة روسية استولت عليها من غزة ولبنان وسوريا إلى أوكرانيا مقابل تسليم معلومات عسكرية تقنية حساسة للجانب الإسرائيلي بحسب مصادر صحفية أوروبية.

حيث ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن إسرائيل بدأت بنقل كميات كبيرة من الأسلحة الروسية والسوفياتية الصنع، التي استولت عليها كغنائم حرب من جنوب سوريا ولبنان إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة روسيا. ووفقا لتقرير إسرائيلي يستند إلى مصادر أوكرانية، تم استخدام طائرات نقل أمريكية لنقل هذه الأسلحة من إسرائيل إلى بولندا.

وأشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن طائرات النقل الأمريكية، لعبت دورًا رئيسيًا في هذه العملية. وأفادوا بأنه خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان وسوريا، تم العثور على مخزونات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك قاذفات صواريخ مضادة للدبابات، صواريخ آر بي جي، وأنظمة صواريخ مضادة للطائرات، بالإضافة إلى ذخائر متنوعة.

وبعد نشر التقرير بأيام، أعرب سفير أوكرانيا المعتمد لدى إسرائيل، يفهان كورنيتشوك، عن شكره لإسرائيل، خلال اجتماع عقده مع نائبة وزير الخارجية الاسرائيلي، شير هاسكل، وفقا لبيان صحفي للسفارة الأوكرانية. كما أضاف البيان، بأن كورنيتشوك اطلع على مبادرة هاسكل التي قدمتها في الكنيست بشأن “نقل أسلحة روسية الصنع استولى عليها الجيش الإسرائيلي في لبنان” أو على جبهات أخرى إلى أوكرانيا. وأعرب كورنيتشوك عن أمله في أن تشكل هذه المبادرة “خطوة مهمة في مواجهة التهديدات المشتركة”.

والمفارقة التي حصلت بعد ذلك، نفي الخارجية الإسرائيلية الادعاءات الأوكرانية بشأن المبادرة، وتأكيدها بأنه لا أساس لها من الصحة. حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية: “هذه التقارير غير صحيحة. لا يوجد أي تغيير في سياسة دولة إسرائيل تجاه هذا الموضوع”. وأوضح أن الحديث يدور عن المبادرة التي طرحتها هاسكل كانت خلال فترة عملها في الكنيست قبل تعيينها نائبة لوزير الخارجية، ولم تؤثر على موقف إسرائيل الثابت بعدم توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.

إلا ان سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أنهى سلسلة من التفاهمات بين إسرائيل وروسيا، الأمر الذي دفع بجهاز الموساد للتطرق إلى مسائل أكثر حساسية دون انتظار تغير علني في السياسة الخارجية في إسرائيل، وهو ما جعله يمضي بصفقة تبادل السلاح الروسي الصنع مقابل وثائق سرية هامة، بدون الالتزام بحياد تل أبيب تجاه الصراع في أوكرانيا، حيث تمس الوثائق تقنيات تصنيع الصواريخ الروسية، والتي تستخدمها او ستقوم باستخدامها إيران بموجب اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية الأخيرة التي وقعتها مع موسكو.

وبحسب وسائل الإعلام، فقد حصل الموساد على وثائق سرية بخصوص مركز “PA Pivdenmash” السري، الذي احتل مكانة مركزية في تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في عهد الاتحاد السوفييتي ثم روسيا. وصمم مهندسو المركز أحدث أجيال قاذفات الصواريخ الروسية حتى عام 2014.

الأمر الذي يوضح سعي تل أبيب لدراسة التكنولوجيا الروسية التي يتم مشاركتها مع إيران عدو إسرائيل اللدود في المنطقة. بالإضافة إلى أن كييف عرضت مشاركة أحدث تكنولوجيا لمكافحة الطائرات بدون طيار مع الحكومة الإسرائيلية، خصوصاً مع سعي إسرائيل لزيادة دفاعاتها الجوية ضد ضربات حزب الله والحوثيين المتكررة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني