fbpx

بيدرسون يعلق على أحداث درعا والسويداء.. وصحيفة روسية تصف الوضع بالخطير

0 364

تحدّث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون، خلال إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء 16 حزيران، في جلسته الشهرية حول سورية، عن الاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن في سورية، من بينها السويداء ودرعا وإدلب. 

وأكد بيدرسون أن الوضع الاقتصادي المنهار أدى إلى خروج تظاهرات سلمية في السويداء ودرعا، مضيفاً أنها تظاهرات سلمية ضد مظالم كثيرة.

وقال بيدرسون: “نشعر بالقلق بسبب حوادث أمنية وتوترات قد تتسبب بتجدد تصاعد العنف في هذه المنطقة، توجد توترات جيوسياسية واسعة النطاق ويبدو أنها تزداد حدّة”.

يأتي ذلك في وقت ألغى فيه ناشطون في محافظة السويداء جنوب سورية، اعتصاماً كان مقرراً أمس الثلاثاء 16 حزيران، أمام مقام عين الزمان في المحافظة، بناء على طلب من وجهاء في المدينة.

وأشار مصدر محلي لموقع نينار برس، أن بعض وجهاء السويداء يجرون مفاوضات مع قوات أمن النظام من أجل إطلاق سراح المعتقلين، مضيفاً أن منظمي الحراك حصلوا على وعود غير مباشرة، من هؤلاء الوجهاء، بإطلاق سراح المواطنين الذين اعتقلتهم أجهزة الأمن، في الاحتجاجات الأخيرة.

 

وأوضح المصدر أن مكان الاعتصام السلمي شهد انتشاراً كثيفاً لقوى الأمن والمخابرات وحفظ النظام، إضافة إلى عناصر مليشيا كتائب البعث، على خلفية دعوة تناقلها ناشطون لخروج مظاهرة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، قبل أن يتم إلغاؤها.

فيما تعرض اثنين من المتظاهرين لإطلاق نار من قبل عناصر الأمن، دون أن يصابا بأذى، وذلك حين حاول بعض الشباب إبلاغ المحتشدين بتأجيل الاعتصام، حيث أن عناصر من الأمن ومليشيا البعث طاردوهم، وأطلق أحدهم النار لترهيبهم، كما اعتقلوا أحد الأشخاص الموجودين صدفة في المكان، ليتبين أنه من أبناء مدينة شهبا، ويبلغ من العمر 21 عاماً، وهو طالب في مدرسة الفندقة، وليس له أي علاقة بالاحتجاجات الأخيرة.

وكانت شبكة السويداء 24 المحلية، ذكرت أن السلطات الأمنية في السويداء تساوم على مصير المعتقلين، وتسعى للحصول على تعهدات بعدم خروج مظاهرات جديدة، مقابل الإفراج عنهم، في ظل معلومات عن اجتماع للجنة الأمنية في المحافظة اليوم، على خلفية التطورات الأخيرة.

الجدير بالذكر أن إلغاء التظاهرة جاء بعد يوم واحد من هجوم عناصر من الأمن والشبيحة وحفظ النظام، على مظاهرة في ساحة الكرامة في المدينة، اعتدوا خلالها على المتظاهرين بالضرب واعتقلوا 9 من المشاركين، وفضوا المظاهرة بالقوة، تزامناً مع مسيرة موالية للنظام بالقرب من مكان المتظاهرين بتوجيه من عضو قيادة فرع حزب البعث في السويداء حسن عبد الله الأطرش.

وعرف من بين المعتقلين رواد صادق وصفوان عبيد وبشار طرابيه وناصر عزام وحسام مزهر وعبد الرحمن بريك وسلمان فرج وإحسان نوفل، وكريم الخطيب، فيما يزال مصير الناشط السلمي رائد الخطيب مجهولًا حتى اللحظة.

ويعيش أبناء محافظة السويداء مخاوفَ عودة تنظيم الدولة إلى الواجهة ودخوله المدينة للانتقام من الأهالي بتسهيلٍ من قوات الأسد، إذ أن تحركات غير طبيعية للتنظيم بدأت تظهر شرقي المحافظة، حيث تم رصد ومشاهدة عناصر من التنظيم في ريف درعا الشرقي بمحاذاة السويداء قدموا من الريف الغربي قبل أيام، وفق ما ذكر بعض أهالي درعا.

وشهدت محافظة السويداء منذ أكثر من أسبوع، مظاهرات سلمية مناوئة للسلطة، طالبت بالتغيير السياسي، وشارك فيها مئات المواطنين، لكنها قوبلت بقمع من الجهات الأمنية، وتنفيذ اعتقالات عشوائية في صفوف المتظاهرين.

في سياق متصل لا تزال محافظة درعا الخارجة عن سيطرة النظام رغم سيطرته عليها في تموز 2018، تشهد مظاهرات سلمية في عدة مدن وبلدات ضد النظام والوجود الإيراني في المنطقة، مع استمرار عمليات الاغتيال والخطف والانفلات الأمني.

هذا وأفادت مصادر خاصة لـ نينار برس أن رتلاً عسكرياً مكوّن من 8 سيارات دفع رباعي تقلّ عناصر تتبع لقوات الغيث من الفرقة الرابعة، وصل إلى بلدة سحم الجولان في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، وتم نصب حواجز جديدة في المنطقة.

ووفق المصدر فإن الفرقة الرابعة تقوم بسحب عناصرها المنتشرين في المنطقة الممتدة بين مدينة درعا ومساكن جلين، إلى منطقة حوض اليرموك، منذ شهر حزيران الجاري على أن يتم استبدالهم بعناصر التسويات من أبناء المحافظة، وذلك بحسب الاتفاق المُبرم مع لجنة درعا المركزية الذي جرى خلال الفترة الأخيرة.

ومع ازدياد الحراك الشعبي الرافض لنظام الأسد غير الشرعي في الجنوب السوري، نشرت صحيفة “سفوبودنايا بريسا” (الصحافة الحرة) الروسية مقالاً تحدثت فيه عن الأحداث التي تشهدها كلٌ من درعا والسويداء.

ووصفت الصحيفة الأحداث الأخيرة في المحافظتين بالخطيرة للغاية، داعية روسيا للتعامل بحكمة مع الأوضاع الناتجة عن استياء الشعب الشديد من الأسد.

وقالت الصحيفة: “في جنوب غرب سوريا، لمدة شهر تقريباً، لوحظت اضطرابات خطيرة للغاية، كل شيء يبدأ مرة أخرى من محافظة درعا، منها بدأت الثورة السورية، حيث خرج المتظاهرون الأوائل، ومنها نمت الحرب الأهلية، التي حولت سوريا مؤقتاً إلى ليبيا، ثم في وقت لاحق إلى نوع من العراق.. التاريخ يعيد نفسه”.

وتابعت الصحيفة: “إن (في مهد الثورة)، كما سماها معارضو بشار الأسد، بدأت الهجمات على الجيش والمسؤولين، يمكننا أن نستنتج أنه في كل يوم تقريباً، يتم قتل أشخاص من السلطة في المحافظة، هناك أيضاً نوع من الانتقام – رفاق من الماضي من المعارضة الذين انضموا إلى صفوف النظام يتعرضون للاضطهاد – هذا إرهاب بالكامل، أو محاولة أخرى لبدء حرب تحرير، الأمر الذي دفع “دمشق” في النصف الأول من أيار البدء بعملية “مكافحة الإرهاب” في محافظة درعا، بإرسال مقاتلين للنظام، حيث وصلت الكثير من المعدات إلى المحافظة وانتشرت الحواجز في جميع أنحاء المحافظة وتم فرض قيود لكنها لم تمنع السوريين الساخطين من التظاهر”.

وعن السويداء لفتت الصحيفة لتطور وصفته بـ الخطير في المحافظة، حيث توجه المدنيون، إلى أحد المباني الحكومية، ولم يعبروا فقط عن استيائهم من الفقر وقلة المال، ولكنهم دعوا علناً إلى الإطاحة ببشار الأسد.

وختمت الصحيفة بالقول: “سيكون من الحكمة تجديد السلطة، ووضع شخص آخر لا يرتبط بالمشاكل بين السكان، حتى لو كان هناك نظير سوري مثل ميدفيديف (الذي تناوب مع بوتين على تولي السلطة) سيكون قادراً على الأقل على إنقاذ سوريا مؤقتاً من الاحتجاجات، التي لا تحتاجها موسكو على الإطلاق”.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني