fbpx

الوطنية ووعيها في رؤى حركة التحرير والبناء.. مقدمات لتحرير الأرض

0 223

الوطنية ليس مصطلحاً للدلالة على حالة واحدة محددة، بل هي مفهوم يمكن أن نطلق عليه صفة الاصطلاح المركّب، فالوطنية في العموم هي سمات وخصائص شعب ما، هذه الخصائص تجعل من الجماعة المنتمية لها في حالة اعتزاز وسمو شأن وازدهار.

وحين تبنّت حركة التحرير والبناء التي اتحدت من فصائل تجمعها جغرافيا محددة هي المنطقة الشرقية من سوريا، بمحافظاتها الثلاث (دير الزور والرقة والحسكة).

هذه المحافظات بينها عوامل مشتركة تجمعها، فهي تنحدر من صلب عشائر وقبائل عربية، سكنت هذه المنطقة منذ مئات السنين، وتشكّلت بينها قواسم ومفاهيم مشتركة، وهذا يقود إلى أن تاريخها واحد، وطبيعة اقتصادها المحلي متشابه (زراعي) بالدرجة الأولى.

المنطقة الشرقية ليست منطقة بلا انتماء وطني أوسع، فهي تعتز بانتمائها الجغرافي لمنطقة بلاد الشام تاريخياً، وسوريا الحديثة التي تشكلت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.

إن تتبع عادات وتقاليد ومفاهيم هذه المنطقة الهامة من سوريا، يدفع إلى فهم المشتركات الأعمق بين سكانها، والمقصود هو الانتماء الوطني بشقه الدفاع عن الأرض والانسان، وشقه الثاني تطور أبناء هذه المنطقة بالعلم والمعرفة وبناء الإنسان.

وفق هذه الرؤية ما موقع حركة التحرير والبناء من هذه الحقائق بالانتماء المناطقي والوطني الأوسع؟ هذا السؤال يقود جدياً إلى طرح رؤى حول كيفية تحرير منطقة ما من هذه المناطق المحتلة الحالية من ميليشيات أجنبية لا علاقة لها بالوطنية السورية، بل مهمتها تفتيت هذه المناطق إلى بطون وعشائر متناحرة يسهل السيطرة عليها وقيادته.

وباعتبار أن مبرر وجود حركة التحرير والبناء هو مبرر وطني بامتياز، فمن الطبيعي أن تفكّر هذه الحركة بوضع رؤية موضوعية يمكن تنفيذها على أرض الواقع بسهولة أكثر من المنطقتين الأخريين.

وللتمييز في الأمر أدعو بصفتي مواطناً من المنطقة الشرقية ومن محافظة دير الزور إلى البدء بزرع خلايا عمل وطني سياسية في هذه المحافظة، لاعتبارات هامة، أولها أن هذه المحافظة هي محافظة متجانسة وطنياً وسكانياً على صعد محددات الانتماء الوطني، التاريخ المشترك والجغرافية الواحدة والاقتصاد الواحد والعادات والتقاليد الاجتماعية الواحدة دينياً وثقافياً وتراثياً.

إن حركة التحرير والبناء معنية بوضع خطة عمل سياسية يضعها قادتها مع كوادر سياسية خبيرة، وليس مع واجهات صنعتها ظروف طارئة ثم تبيّن أنها واجهات لا تملك رؤى ذات فاعلية لتحرير الأرض ووضع برامج سياسية، والدليل على ذلك أن فعل هذه الواجهات لم يترك أثراً سياسياً أو اجتماعياً أو جماهيرياً فعّالاً، وعلى ما يبدو أنه يحتاج للظروف ذاتية مختلفة الأداء والقدرات.

إن حركة التحرير والبناء وعبر مكتب سياسي حقيقي فاعل من كوادر حقيقية تتقن صناعة الرؤى والتأثير السياسي والجماهيري، وليس كوادر فقدت قدرتها على وضع استراتيجيات عمل فاعلة لأسباب ليس هنا مكان ذكرها، معنية بالبدء بحراك فاعل مدروس في محافظة دير الزور، سيما وأن خصائص هذه المحافظة هي خصائص يمكن تحويلها بسهولة إلى حركة تحرير وبناء فاعلة، مهمتها طرد ميليشيات عابرة للوطنية (PKK-PYD)، وهذا يعني تحرير ثروة هذه المنطقة لتشكّل مرتكزاً وطنياً لتحرير سوريا من الاحتلالات المختلفة ومن نظام الاستبداد المتوحش.

إن الدعوة إلى عقد اجتماع موسع سياسي لكوادر حركة التحرير والبناء، ولكوادر وطنية مستقلة من محافظات المنطقة الشرقية هو ضرورة لدراسة كل ما يتعلق بالشروط والظروف السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية لدير الزور حالياً، هذه الدعوة يجب أن تخرج بنتائج عمل ملموسة (برنامج عمل متعدد المهام) بإشراف من قادة الحركة بصورة مباشرة مع مرونة يتمتعون بها بجعل الكوادر قادرة على تقديم المبادرات العملية الخاصة بتحرير المنطقة خارج نظام الأوامر العسكرية وتنفيذها.

إن قادة حركة التحرير والبناء معنيون أمام شعبهم في المحافظات الثلاث بوضع خطط عمل ذات نتائج تدريجية، وليس فقط قيامهم بالتعبير عن وطنيتهم السورية عبر تغريدات مفيدة ولكنها ليست تشكّل برنامج عمل يحتاجه أبناء المنطقة الشرقية. وهذا يعني أنهم حين يضعون برنامج عمل لتحرير دير الزور أولاً فهو يضعون ويصنعون قاعدة تحرير سوريا، باعتبار أن المناطق الشرقية السورية هي أغنى بثرواتها الوطنية من باقي المحافظات.

ننتظر البيان رقم (1) الذي يعلن بدء عمليات ضد الميليشيات العدوة لشعبنا والمحتلة لأرضنا، وهذا يستطيع فعله قادة حركة التحرير والبناء المشهود لهم ببطولاتهم ضد القوى المعادية للثورة السورية العظيمة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني