fbpx

النظام الإيراني وخداع المفاوضات: استراتيجية التأخير والتمويه

0 36

خطة الملالي لتوسيع البرنامج النووي تحت غطاء الدبلوماسية

يستخدم النظام الإيراني المفاوضات النووية كأداة لخداع المجتمع الدولي، بهدف كسب الوقت وتطوير برنامجه النووي بعيداً عن الأنظار. في تحليل نشره الدكتور مجيد رفيع ‌زاده على موقع Gatestone Institute، يحذر من أن هذه الاستراتيجية القائمة على التأخير والتمويه تهدف إلى الحفاظ على بقاء النظام، الذي يعتبر البرنامج النووي مفتاح استمراريته.

استراتيجية الخداع

يرى رفيع‌زاده أن النظام الإيراني يعتمد على المماطلة في المفاوضات لتجنب الالتزامات الملزمة. هذه الجولات المطولة من الحوارات، التي غالباً ما تنتهي بوعود شفهية أو قيود مؤقتة، تتيح لإيران مواصلة أنشطتها النووية سراً. التجربة التاريخية تؤكد هذا السلوك، حيث أظهرت تقارير لاحقة للاتفاق النووي لعام 2015 أن إيران انتهكت شروطه سراً، مستفيدة من رفع العقوبات لتعزيز مواردها.

الاتفاق النووي 2015: درس لم يُستوعب

يوضح الكاتب أن إدارة أوباما اعتقدت أنها أبرمت صفقة تاريخية مع إيران عام 2015، لكن الواقع أثبت أن النظام استغل الاتفاق لتطوير قدراته النووية. القيود المؤقتة، مثل سقف تخصيب اليورانيوم أو عدد أجهزة الطرد المركزي، لم تمنع إيران من استئناف أنشطتها بقوة أكبر بعد انتهاء المهل. هذا النمط يكشف عن قدرة النظام على انتظار تغيير الإدارات الغربية لاستغلال الفرص.

مخاطر المفاوضات المطولة

يؤكد رفيع‌زاده أن المفاوضات المستمرة دون نتائج ملموسة هي دعوة للغش. النظام يجيد “ألعاب الشطرنج الدبلوماسية”، حيث يظهر تصالحياً في العلن بينما يوسع قدراته النووية سراً. هذا الخداع يشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي، خاصة مع قدرة إيران على إنتاج يورانيوم مخصب بمستويات قريبة من الدرجة العسكرية.

الحل المقترح

يدعو الكاتب إلى إنهاء جولات المفاوضات العقيمة وتبني سياسة صلبة تهدف إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل ودائم. يشدد على أن أي اتفاق يجب أن يمنع إيران من التخصيب، إعادة المعالجة، أو امتلاك مخزونات يورانيوم مخصب. كما يحذر من الاعتماد على المنظمات الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أظهرت تساهلاً في مواجهة انتهاكات إيران.

الخاتمة

إن استمرار النظام الإيراني في استخدام المفاوضات كغطاء لتطوير برنامجه النووي يتطلب رداً دولياً حازماً. يحذر رفيع‌زاده من أن القيود المؤقتة لن تلغي التهديد، بل ستؤجله، مما يمنح النظام فرصة لتعزيز قدراته. يجب على المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، تبني سياسة تمنع إيران من استغلال الدبلوماسية، وتضمن تفكيك برنامجها النووي بشكل نهائي لحماية الأمن العالمي.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني