fbpx

المشهد ذاته

0 285

الحياة تطرزها الأمهات..  يغزلن خيوطها وينقض الرجال غزلهن، تلك هي اللوحة الأبدية

أمهات صغيرات سعيدات يسرّحن شعورهن ويلبسن الفساتين المكشكشة الملونة والكعوب العالية، يعرجن بأرجلهن بداية، من ثم يتدربن، يلاحق الرجال ضحكاتهن الصافية، وخصورهن النحيلة، وطقطقات كعوبهن.

تعلو زغاريد الأفراح، يتدحرج الأطفال الأبرياء، يملؤون الكون زقزقة، وحليب.

تخلع النساء كعوبهن العالية، يربطن شعورهن، تنفلش أجسادهن.

تفوح من المطابخ روائح الطبيخ الجيّد والسيّئ والمحروق، يأكله الأزواج بسعادة أو تذمر، ينبطحون على الأرائك، يدخنون السجائر، ويُتعبون أجهزة التحكم بتقليب القنوات.

أخبار الحروب التي يشعلها رجال آخرون، خلقوا ليشعلوا الحروب، ويروعوا الأمهات اللاتي كنّ جميلات.

يمتلئ المشهد بأمهات نائحات، يجرجرن أطفالهن، وأمهات كبيرات يتوكأن عصيّهن وركبهن المهترئة.

الأطفال الذين كبروا طاروا إلى الجنة، أو ركبوا البحار بحثاً عن حوريات مسالمات.

أمهات في البيوت ينتظرن رنين هاتف، وبعض الدولارات، يحُمن في البيوت الفارغة، يرفعن أصوات الأغاني الحزينة.

(أشوفك وين يامهاجر گلي بأي بلد صاير).

يكرمشن محارم الورق، التي أضجرتها دموعهن وقهرهن، يشربن فناجين القهوة السادة بغصات كبيرة، تصل حدّ الشهقات، لا أحد يواسيهن سوى حبوب القلب والسكر وألم المفاصل، يبتلعنها، يحتجن أنفسهن وركبهن، قد يجلسن عليها حفيداً جديداً يوماً ما.

وقد..   ل ا  ي ك و ن.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني