المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يعقد اجتماعاً في 10 دول بحضور السيدة مريم رجوي
عُقد اجتماع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لمدة يومين في 10 دول بمناسبة الذكرى السنوية الـ 41 لتأسيس المجلس؛ بحضور السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؛ بخصوص فترة انتقال السيادة إلى الشعب الإيراني، وشارك فيه أعضاء المجلس وأفراد بصفة مراقبين في فرنسا وألمانيا، والسويد، وهولندا، وإنجلترا، وأمريكا، وإيطاليا، وسويسرا، وبلجيكا، وألبانيا.
واستمرت مداولات اجتماع المجلس حتى منتصف ليلة الجمعة، 29 يوليو 2022، وتحدَّث فيه 45 شخصاً من أعضاء ومراقبي المجلس.
وتم في اجتماع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؛ مناقشة الوضع الحرج لنظام الملالي، والمجتمع الإيراني المتفجِّر، وتصاعُد احتجاجات مختلف الفئات الاجتماعية، وموقف البديل الديمقراطي الوحيد وما حققه من إنجازات، والتضامن الدولي مع المقاومة الإيرانية، والحملات العالمية المناهضة لضلوع نظام الملالي في عمليات الإعدام، وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، والإرهاب.
ومن بين القضايا الأخرى التي نُوقشت في اجتماع المجلس: ربط الانتفاضات بتوسيع أنشطة وحدات المقاومة، وحملة الحيلولة دون عودة الدبلوماسي الإرهابي مخطط التفجير إلى نظام الملالي، وتصاعد حركة التقاضي، وسحق مؤامرة نظام الملالي في نزع هوية الـ 30,000 بطل تم إعدامهم شنقاً؛ بسبب تمسكهم بمواقفهم في الولاء لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، فضلاً عن الكوارث الاجتماعية والبيئية، والخسائر الفادحة التي سببتها الفيضانات المدمرة، وتفشي وباء كورونا مرة أخرى في إيران.
وأكدت السيدة مريم رجوي، في كلمتها الافتتاحية في اليوم الأول لاجتماع المجلس، على أن فترة عام واحد بعد اجتماع المجلس السابق وحتى الاجتماع الحالي تتجلى بتوسيع جبهات القتال، وتكثيف جهود المقاومة الإيرانية، وتصعيد الأنشطة، وتعزيز موقف البديل الديمقراطي الوحيد.
إذ شهدت فترة العام الواحد الممتدة من 20 يونيو 2021 حتى 20 يونيو 2022، تطوراً كبيراً في قوة المقاومة المنظمة في مواجهة الفاشية الدينية؛ والتي تعمل في إطار وحدات المقاومة الشعبية، ووصل عدد عمليات وحدات المقاومة لكسر القبضة الخانقة إلى أكثر من 2300 عملية.
وتتزامن هذه الفترة لتنصيب جلاد مجزرة عام 1988 لمنصب الجمهورية. وهي فترة لجأ فيها نظام الملالي إلى التمادي في الإعدام والقمع قدر الإمكان، وقمع المرأة وسبها بطريقة وحشية؛ في ظل حصاره بالأزمات الداخلية والخارجية.
والجدير بالذكر أن عمليات الإعدام المسجَّلة خلال ولاية إبراهيم رئيسي تصل إلى ما لا يقل عن 520 حالة إعدام، وهي أكثر بمراحل عمَّا كانت عليه في السنوات السابقة. إذ أنه تم خلال الأيام الـ 5 الممتدة من 23 إلى 27 يوليو 2022 فقط؛ إعدام 20 سجيناً، من بينهم امرأتان.
وأضافت السيدة رجوي أن: قمع المرأة في وطننا هذه الأيام تحت ستار سوء التحجب ؛ اكتسب أبعاداً غير مسبوقة، ووصل الأمر إلى درجة أن الاعتداء على المرأة طال القبور أيضاً، حيث بادر الملالي بتحطيم شواهد قبور العديد من النساء بنفس الذريعة المفبركة.
كما قالت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية إن التفاوض والحوار مع نظامٍ يمثل وصمة عار على الإنسانية المعاصرة أمرٌ مخزٍ وانتهاكٌ للقيم التي اكتسبتها البشرية بملايين الملايين من الضحايا. لذا، من الضروري استبعاد هذا النظام الفاشي من المجتمع الدولي.
وأضافت السيدة رجوي أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لعب حتى الآن دوراً كبيراً في الإبقاء على قوات حرس خامنئي القتلة مدرجة على قائمة الجماعات الإرهابية في الولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى، اتسع نطاق التضامن العالمي مع المقاومة الإيرانية بجهود مجاهدي خلق وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي ووزير خارجية الولايات المتحدة السابقين، وكذلك بعض رؤساء وزراء الدول الأوروبية السابقين إلى أشرف الـ 3 وتأكيدهم على نهاية عهدي الشاه والملالي وتحديد البديل الوحيد لجمهورية ديمقراطية وغير نووية قائمة على فصل الدين عن السياسة، وعلى وجه الخصوص التأكيد على حق الشعب الإيراني في المقاومة للإطاحة بنظام الملالي؛ يُعتبر إنجازاً جديداً لحركة مقاومة الشعب الإيراني.
نجحت المقاومة الإيرانية خلال ما يقرب من عام من الحملة المتواصلة في ستوكهولم، بالتزامن مع محاكمة الجلاد حميد نوري ؛ في تحويل ما كان في البداية مؤامرة معقدة حاكها نظام الملالي بنفسه للاستخفاف بحركة التقاضي، ونزع هوية مجاهدي خلق الذين تم إعدامهم شنقاً؛ إلى هزيمة نكراء لنظام الملالي، وضمان ضرورة محاكمة خامنئي ورئيسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
ويعلم فقهاء القانون علم اليقين أنه لو لم يتم نقل محاكمة الجلاد إلى ألبانيا لمدة أسبوعين، لتَوَفَّر لدى محامي نظام الملالي في هذه القضية بعض الثغرات والوثائق التي كان من شأنها أن تعكس النتيجة تماماً فيما يخص مجاهدي خلق، التي كان 90 في المائة من عدد الشهداء الذين تم إعدامهم شنقاً من هذه المنظمة.
إن الحملة ضد الصفقة والمعاهدة التي أبرمها نظام الملالي مع الحكومة البلجيكية لإنقاذ الدبلوماسي الإرهابي، والتي تُعد من المحاور المهمة لأنشطة عام مضى؛ تستحق الكثير من التهنئة على أن محكمة بروكسل مدَّدت فترة حظر إعادة الدبلوماسي الإرهابي مخطط التفجير إلى نظام الملالي حتى 19 سبتمبر 2022 لإعادة النظر في فحوى ما بناءً على طلب المدَّعين. هذا هو إنجاز الحملة العالمية للمقاومة الإيرانية ورفاقها الثوار والداعمين لها من المواطنين.
وبخصوص البديل الديمقراطي، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قالت السيدة مريم رجوي: “عندما نتحدث عن البديل، فإن هذا ليس ادعاءً أو مقدمةً عامة، بل هو قوة وآلية انشطارية وموجِّهة تُحدد اتجاة الأنشطة النضالية، وتُوضِّح أي اتجاه يجب أن تحرك فيه، وبأي تضامن وتناقضات وأولويات، ورفع أيٍ من الشعارات.
وفيما يتعلق بخارطة الطريق التي كانت تدور في خُلد خامنئي لنظامه؛ ركَّز رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي منذ البداية على الاستراتيجية الانكماشية للولي الفقيه، باعتبارها طريقاً يقود إلى الإطاحة، وفضحتها، وأكدت على أنه من المستحيل أن يعود نظام الملالي إلى التوازن السابق. فضلاً عن أنها فسَّرت نظرية ظاهرة الجلاد رئيسي بأنها “النتيجة والمؤشر الأوضح لمرحلة الإطاحة بنظام الملالي”.
وفيما يتعلق بالقضية النووية، تطرَّقت السيدة رجوي إلى المشكلة النظرية والسياسية، وهي أننا دخلنا في مرحلة مع رئيسي لا تستطيع فيها حتى القنبلة الذرية أن تنقذ هذا النظام الفاشي من الإطاحة.
وسلَّطت الضوء على العنصر الأساسي للقمع في نظام ولاية الفقيه، أي قوات حرس نظام الملالي، وهي “الجهاز المركزي للعنف والقمع العسكري، والأداة الرئيسية للحفاظ على الديكتاتورية الدينية. وإدراجها على قائمة التنظيمات الإرهابية لا يكفي، بل يجب حلها.
كما قالت السيدة رجوي إن هذه المقاومة كشفت النقاب عن المزاعم والشعارات المروِّجة لحالة “اللاحرب” مع نظام الملالي، ولِما يسمى بأساليب الحملات غير المكلِّفة خدمةً لبقاء نظام ولاية الفقيه، وعن مسرحية الدمى الموسمية للبدائل التي تختلق بين عشية وضحاها.
والجدير بالذكر أن الرغبة اليوم في الإطاحة بنظام الملالي منسوبة لهذا المجلس وهذه المقاومة، ومحفورة على جبهة الحركة الاحتجاجية. ونؤكد على شعار “الموت لخامنئي – الموت لرئيسي” باعتباره الشعار الرئيسي للشعب الإيراني والشعار الكاسح في الانتفاضات للإطاحة بنظام الملالي.
هذا هو البديل الذي ترسَّخت جذوره في معركة طويلة لا هوادة فيها مع الاستبداد الديني. وهو القوة التي صمدت في مواجهة الفاشية الدينية، وتنظم نفسها، ولديها خططها وتدفع ثمن الصمود يوماً بعد يوم، وكلَّما أصبحت الظروف أكثر صعوبة، في هذه السنوات، كلَّما زادت من التزامها وقدرتها القتالية.
وأعربت السيدة مريم رجوي، نيابة عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؛ عن خالص تعازيها لجميع أبناء الوطن، وخاصة للأسر الثكلي والحزينة؛ بسبب كارثة الفيضانات التي تضرب إيران.
ودعت الشباب المتحمسين في وطننا والمواطنين في جميع أنحاء البلاد، ولا سيما المحافظات المتاخمة للمناطق المنكوبة بالفيضانات إلى أن يهبُّوا للتعاون والمساهمة في الإمداد الشعبي التطوعي للمتضررين.
وفي هذا الصدد، قالت السيدة رجوي إن هذا القدر الكبير من تضرر الشعب الإيراني بالفيضانات والكوارث الطبيعية الأخرى، في القرن الـ 21 ناجمٌ عن الأبعاد المدمرة للحكومة التي تنفق ممتلكات الشعب الإيراني على القمع وإشعال الحروب، والبرامج النووية والصاروخية للمحافظة على نظام ولاية الفقيه المجرم. والحقيقة المؤكدة هي أن هذه الكوارث المريرة لن تنتهي إلا بالإطاحة بهذا النظام اللاإنساني المعادي لكل ما هو إيراني.