المجلس العسكري بالنيجر يعتقل ساسة كباراً بعد الانقلاب ويتلقى دعماً من دول مجاورة
قال حزب سياسي في النيجر إن المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في البلاد اعتقل، الاثنين، مجموعة من كبار ساسته، في تحد للمناشدات الدولية لاستعادة الحكم الديمقراطي بينما أيدت مجالس عسكرية أخرى في غرب أفريقيا الانقلاب، وفقا لوكالة “رويترز”.
وكان للإطاحة بمحمد بازوم، رئيس النيجر المحتجز من قادة الانقلاب، صدى في أنحاء غرب أفريقيا، ووضعت حلفاء النيجر الغربيين السابقين في مواجهة مع دول أيدت الانقلاب مثل روسيا ودول يحكمها عسكريون بالمنطقة.
وندد الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وقوى أخرى بإطاحة المجلس العسكري بالرئيس المنتخب بازوم، الأسبوع الماضي، وهي سابع مرة يستولي فيها جيش على السلطة في أقل من ثلاثة أعوام في غرب أفريقيا ووسطها.
وفرضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عقوبات على النيجر، بما في ذلك وقف جميع المعاملات المالية وتجميد الأصول الوطنية، وقالت إنها قد تستخدم القوة لإعادة الرئيس بازوم إلى السلطة، والذي لا يزال محتجزا في قصره.
لكن المجالس العسكرية في بوركينا فاسو ومالي وغينيا المجاورة للنيجر أعربت عن دعمها لقادة الانقلاب، الاثنين.
وقالت بوركنا فاسو ومالي في بيان مشترك أذاعته محطات البث الرسمية في البلدين إنهما “تحذران من أن أي تدخل عسكري في النيجر سيعتبر إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي”.
وقال حزب النيجر من أجل الديمقراطية والاشتراكية إن قوات المجلس العسكري اعتقلت العديد من الأشخاص من بينهم وزيرة التعدين في الحكومة المطاح بها ورئيس الحزب الحاكم ووزير النفط ساني محمد وهو ابن الرئيس الأسبق محمد إيسوفو.
وفي غضون ذلك، قال مسؤول أميركي، الاثنين، إن الانقلاب لم ينجح بشكل كامل، مضيفا أنه لا تزال هناك فرصة لإعادة بازوم إلى منصبه. وصدرت تعليقات مشابهة من فرنسا وألمانيا.
وأثار الانقلاب الذي وقع، الأربعاء الماضي، مخاوف على أمن منطقة الساحل الأفريقي المحيطة. والنيجر هي سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وهو المعدن المشع المستخدم على نطاق واسع لإنتاج الطاقة النووية وعلاج السرطان.
وللولايات المتحدة وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، ودول غربية أخرى قوات في النيجر وتعمل مع الحكومة على قتال متشددين على صلة بتنظيمي داعش والقاعدة.
ولا تزال هجمات المتشددين على المدنيين والجنود مستمرة، ما أثار حالة من السخط وأدى إلى توتر العلاقات مع القوى الغربية.
واستولى عسكريون على السلطة أربع مرات في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين خلال العامين الماضيين، وحدث ذلك وسط حالة من الإحباط إزاء تزايد انعدام الأمن. وتحول البلدان بشكل متزايد نحو روسيا كحليف.
وقال قادة الانقلاب الذين عينوا الجنرال عبد الرحمن تياني، القائد الأسبق للحرس الرئاسي، رئيسا للدولة إنهم أطاحوا ببازوم بسبب ضعف الحوكمة والسخط على طريقة تعامله مع تهديدات المتشددين.
وأحرق أنصار المجلس العسكري الأعلام الفرنسية، الأحد، وهاجموا السفارة الفرنسية في العاصمة نيامي مما دفع الشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع ردا على ذلك.
ورحب رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجين، الأسبوع الماضي، بالانقلاب في النيجر وقال إن قواته متاحة لاستعادة النظام.
وقال الكرملين، الاثنين، إن الموقف في النيجر “يبعث على القلق الشديد” ودعا إلى العودة السريعة إلى النظام الدستوري.
ويبدو أن إيكواس اتخذت موقفا إزاء النيجر أكثر صرامة من الموقف الذي اتخذته إزاء جارتيها اللتين يحكمهما الجيش واللتين فُرضت عليهما عقوبات لكنهما لم يتعرضا للتهديد باستخدام القوة.
وعلق الاتحاد الأوروبي وفرنسا المساعدات المالية، بينما هددت الولايات المتحدة بفعل ذلك.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على منصة أكس المعروفة سابقا باسم تويتر “يتشارك الاتحاد الأوروبي والنيجر علاقات متينة توطدت على مدى عقود. يعرض الهجوم غير المقبول على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا هذه العلاقات للخطر”.
وعقب اضطرابات على مدى أيام، قال صندوق النقد الدولي إنه يراقب التطورات في النيجر عن كثب. لكن الصندوق لم يتخذ بعد أي إجراء ردا على الانقلاب. وأضاف أنه لم يصرف بعد للنيجر قرضا قيمته 131.5 مليون دولار كان قد وافق عليه، في الخامس من يوليو.
وفي غضون ذلك، قالت مصادر إن البنك المركزي الإقليمي ألغى خططا لإصدار النيجر سندات بقيمة 30 مليار فرنك أفريقي (51 مليون دولار) عقب توقيع عقوبات عليها. وكان من المقرر إصدار السندات، الاثنين، في سوق الدين الإقليمية بغرب أفريقيا.
المصدر: الحرة