fbpx

القيادية في حزب التجمع الوطني الديمقراطي السورية ميساء هيثم الحسامي لـ نينار برس: سورية موحّدة بالكامل هي القاعدة الأساسية للاستقرار السياسي ولبناء اقتصاد قوي

0 62

تتشكّل الأحزاب للتعبير عن مصالح وطنية بصورة عامة، وعن مصالح فئات اجتماعية واسعة، ولعلّ حزب التجمّع الوطني الديمقراطي السوري الذي يرأسه الدكتور صلاح وانلي تشكّل على قاعدة الدفاع عن سوريا دولة مؤسسات مواطنة وحرّيات.

صحيفة نينار برس التقت بالسيّدة ميساء هيثم الحسامي نائب رئيس مكتب التنظيم والإدارة في حزب التجمّع الوطني الديمقراطي السوري، وطرحت عليها أسئلة تتعلق بالشأن العام السوري، فكان هذا الحوار.

  • نينار برس

لا تزال سوريا بحاجة إلى جهود كبرى لترسيخ استقرارها السياسي والاجتماعي والاقتصادي لإنجاز مهام المرحلة الانتقالية. ما خطط حزبكم التي تساهم في دفع هذه المرحلة إلى نهاياتها؟ وهل سيشارك حزبكم في تشكيلة البرلمان السوري الانتقالي؟

ننتظر قانون الأحزاب للانطلاق والمشاركة

تجيب السيدة ميساء الحسامي على سؤالنا الأول فتقول:

لقد عمل حزبنا منذ بدايات الثورة على ضمّ شخصيات سورية مميزة من مناصري الشعب السوري ذوي كفاءات متنوعة ذات ثقل وطني، وعلاقات هامة على الصعيد الدولي، بالإضافة إلى الدعم الشعبي الداخلي، شخصيات لم تتلوث أيديها بالدماء ولا بالمال، لم تدّخر جهداً بدعم الثورة.

وتضيف الحسامي:

انطلاقاً من رؤيتنا في تقوية العقد الاجتماعي والمحافطة على النسيج السوري المتنوع، كان الحزب نموذجاً مصغراً عن شرفاء سوريا بجميع مكوناتهم، لإيماننا بأن سوريا موحدة بالكامل هي القاعدة الأساسية للاستقرار السياسي ومنه لبناء اقتصاد قوي.

وبعد تحقيق النصر، تضاعفت الجهود، وليكون العمل أكثر تنظيماً وحرفية، قام الحزب بتسمية مكاتب متخصصة، كلٌ يعمل حسب خبراته دون ادخار أي جهد، وهذا ما من شأنه رفد المرحلة الانتقالية ودعمها في كافة المجالات، لكن مع مطالبتنا بتهيئة الظروف لانطلاقة الحياة السياسية، وسرعة إنجاز قانون الأحزاب، وانتخاب مجلس الشعب، فبالتأكيد سيكون لنا دورٌ فاعلٌ وتواجد في المجلس.

  • نينار برس

سياسة تشجيع الإيجابيات ونقد السلبيات عند العهد الجديد ذات جدوى أكثر من معارضته.

هل تعتبرون إن هذه المقولة صحيحة؟ أليس هناك احتمال لعودة القوى المعادية للثورة السورية إلى الحكم إذا تمّت معارضة العهد الجديد؟ كيف ينظر حزبكم إلى هذه المعادلة؟

البلاد بحاجة لاستقرار وأمني

تقول السيّدة ميساء الحسامي القيادية في حزب التجمّع الوطني الديمقراطي السوري:

أكيد ذات جدوى، سيما أننا نلمس تجاوباً من الحكومة الجديدة لبعض الاعتراضات الشعبية، والتراجع عن قرارات غير مصيبة بعض الأحيان، طبعاً مع رؤيتهم الشاملة للوضع بشكل عام، وتقديرهم لكيفية إدارته.

نعلم أن هناك فرقاً شاسعاً بين النقد البناء، واصطياد السلبيات أو الاخطاء وتضخيمها للعمل على إضعاف الشعور الوطني واشعال الفتن.

وتوضح الحسامي:

نحن بلا شك لن نقف صامتين أمام أيّ خطأ مصيري أو قرار مجحف، وخاصة بحقّ الشعب وسيادة الدولة، أو بحق الحريات التي ثرنا من اجلها، لكن من باب تسليط الضوء للتصحيح والمساعدة في تقويم التخبّط، وليس من باب معارضة الحكومة الحالية، لأننا ندرك حقاً التحديات الهائلة التي تواجهها بتفاصيلها المتشعبة، كما نتلمس الجهود المبذولة والنية الصادقة للنهوض بالوطن، ناهيك أن هناك من يراهن على سقوط سوريا وتقسيمها.

وتضيف الحسامي:

بنظرة عامة فإنك حين تريد أن تقيّم عملاً ما، عليك إعطاء المدة الزمنية الكافية لاكتمال الصورة بوضوح، فالحكومة الانتقالية مازالت حديثة العهد ببلدٍ خرج للتو متهالكاً من نظام جائر، من هذا المنطلق نرى الوقوف إلى جانبهم لدرء أي ثغرة يمكن استغلالها لأن سوريا أولاً: بحاجة ماسة لاستقرار سياسي وأمني، ثانياً: لأن الالتفاف حول الحكومة الانتقالية يفوّت الفرصة على المتربصين بسوريا الجديدة.

  • نينار برس

لا تزال قوى التغيير الديمقراطي السورية تفتقر إلى إطار تحالف تنتظم فيه لمواجهة استحقاقات المرحلة الانتقالية.

هل السبب بعدم وجود تحالف ديمقراطي هو عوامل ذاتية لدى هذه القوى؟ أم هناك أسباب أخرى يمكن الحديث عنها؟

عقد مؤتمر للقوى الديمقراطية

تجيب السيدة ميساء الحسامي على سؤالنا فتقول:

لا ننسى إن سوريا خلال نصف قرن ونيف من الزمن لم تعش حياة ديموقراطية، بل سياسة الحزب الأوحد وكمّ الأفواه، فمن ليس معي هو ضدي وقيد الاعتقال والسجن.

أما في عهد الثورة ظهر عديدٌ من قوى المعارضة بمسميات وهيكليات مختلفة، والحقيقة كان لتباين اتجاهات هذه القوى دورٌ في إضعاف الثورة وخذلان الشعب السوري، ولكن بعد سقوط النظام تمّ غربلة معظم هذه الكيانات المحسوبة على الثورة، ولم تجد طريقها إلى الشارع السوري

في الوقت الراهن، الحوار والتواصل جار بين معظم القوى الجادة للعمل والمؤمنة بالديموقراطية.

وتوضح الحسامي:

إن حزب التجمع الديموقراطي السوري أول من دعا إلى عقد مؤتمر للقوى الديموقراطية في دمشق، وهناك تحالفات جاري العمل على توطيدها لتأسيس حياة سياسية معافاة ومبنية على أسس قوية.

  • نينار برس

يبدو أن العهد الجديد وحكومته الانتقالية تستجيب لضغوطات الغرب من أجل مزيد من الانفتاح. وأن موقف الولايات المتحدة وأوربا برفع العقوبات يجد قاعه عند هذه الاستجابة.

ما البرنامج السياسي الذي يجب أن يعمل عليه حزبكم والتحالف الديمقراطي الذي يعمل لتحقيقه؟ هل يمكنكم شرح برنامج حزبكم لجمهورنا في فهمكم للتحالف وأهميته السياسية؟

وجود مرجعية تشريعية ضرورة

تقول السيدة الحسامي في إجابتها على سؤالنا:

الانفتاح على المحيطين الاقليمي والدولي هامٌ جداً في هذه المرحلة، لمدّ الجسور نحو العالم والبدء بمرحلة البناء لسوريا الغد، لا ننسى أن سوريا في فترة المجرم الأب كانت منعزلة دولياً، وفي عهد الهارب انعزلت حتى عن حاضتنها العربية، مما أدى إلى إضعافها على كافة الأصعدة تحت شعارات كاذبة ووهمية.

إننا في الحزب نرى أن هذا الانفتاح يجب ألا يتعارض مع السيادة الوطنية واستقلال القرار السياسي بعيداً عن الضغوط والاملاءات، مع ضمان وحدة سوريا وحق شعبها برفاهية عائدات ثرواته ومقدراته، ومن هنا تأتي أهمية الإسراع بدعوة لانتخابات تشريعية لمجلس الشعب، ليأخذ دوره الرقابي والتشريعي، ويكون مرجعية قانونية وديموقراطية في أي معاهدات او اتفاقيات سيادية.

  • نينار برس

دور المرأة السورية في معادلة الانتقال السياسي في سوريا لا يزال ضعيفاً.

هل يسعى حزب التجمّع الوطني الديمقراطي السوري إلى تطوير دور المرأة في المشاركة في صنع القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الوطني؟ ما خطط حزبكم في توظيف طاقة النساء المهدورة في توسيع مشاركتها في صنع تلك القرارات العامة؟

دور المرأة العام.. وحزبنا

لا شكّ إن دور المرأة وانخراطها في بناء القرار هامٌ جدا. وكان لهذا الدور أهمية رئيسية في نظام الحزب الداخلي، حيث توّلت المرأة مسؤوليات هامة في مكاتب الحزب ورئاسته، كما خصّص مكتب للمرأة الذي من خططه دعم المرأة السورية في مختلف مجالات الحياة، والعمل لتسليط الضوء على معاناتها والاسهام في تقويتها.

وتضيف الحسامي:

إيماناً من حزبنا بأهمية دور المرأة ها نحن نعمّم تجربتنا على باقي المكونات السياسية.

المرأة السورية منذ مطلع القرن سيدة مثقفة حضارية ذات فكر منفتح، أثبتت جدارتها وصلابتها خلال سنوات الثورة، تحمّلت خلال هذه السنوات ما تحمّله الرجال من اعتقال وتعذيب، تهجير وفقد، قدّمت الشهداء، حملت رايات الثورة، فكانت سبباً هاماً في نجاحها.

واجهت ظروف الهجرة إلى مجتمعات جديدة فأثبتت تميّزها الإبداعي في شتّى المجالات، وأصبحت مثلاً يحتذى به، فدورها ليس ضعيفاً أبداً، لكنها الآن أمام مسؤوليات جديدة، ونحن على ثقة تامة بأنها قادرة عليها.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني