fbpx

السنوار لم يخطئ: “الأقصى في خطر”.. و”طوفان الأقصى” يعكس الحقيقة

0 66

يقول إيهود أولمرت إن “الهدف الأسمى للثنائي بن غفير وسموتريتش هو المعركة على الضفة الغربية والحرم”. “الهدف النهائي” حسب قوله هو “تطهير الضفة الغربية من الفلسطينيين وتطهير الحرم من المصلين المسلمين وضم الضفة الغربية لإسرائيل”. هذا الحلم مشبع بالدم اليهودي والعربي. هو يسميه وبحق “يأجوج ومأجوج”. وحسب تحليله، “هما سيطرا على حكومة إسرائيل وجعلا رئيسها خادماً لهما”. هذا التفسير ليس من نصيب أولمرت وحده؛ فهو تفسير معظم المحللين المناهضين لبيبي، وليس فقط في “هآرتس”. هذه هي النظرة السائدة في أيديولوجيا بن غفير وسموتريتش وميزان القوة بينهما وبين نتنياهو. كان أولمرت المحلل الأول، لقد جاء ليحذر مما سيأتي، ولكن أيديولوجيا هذا الثنائي الفاشي لم تولد من فراغ عقب 7 تشرين الأول. هذا التحليل يمكن وينبغي تطبيقه بشكل معاكس من وجهة نظر تاريخية.

في الحقيقة، كتب عاموس هرئيل (“هآرتس” في 23/2)، أنه “بأثر رجعي، يبدو أن سلوك بن غفير إزاء الحرم في الأشهر التي سبقت الحرب الحالية، وفر الذريعة لشن هجوم حماس”.

 أما نداف أيال (“يديعوت أحرونوت”، 23/2)، فكان أكثر حزماً في هذا الشأن: “أخذت تتبلور لدى الأجهزة الاستخبارية في إسرائيل، صورة واضحة للأسباب التي جعلت حماس والسنوار ينفذان هجوم 7 تشرين الأول. ما أكتبه هنا لا يرتكز على تقديرات أو نقاشات ذهنية، بل على معلومات استخبارية تم ضبطها وتحليلها أثناء الحرب في القطاع. أحياناً تكون بين الاستخبارات والشاباك خلافات، لكن مقاربتهم متشابهة في فهم السنوار”. يؤكد أيال أن صورة الاستخبارات تعتمد على “معلومات إثبات قوية ووثائق وتسجيلات ومواد تحقيق”.

ما هي الصورة إذاً:

“السنوار والمقربون منه أقنعوا أنفسهم بأن الوضع الراهن في الحرم في خطر بسبب اليمين المتطرف في الحكومة”، شرح أيال (بين دوافع السنوار الأخرى وضع السجناء والتطبيع مع السعودية وإقصاء القضية الفلسطينية عن جدول الأعمال الدولي والعودة إلى التصفيات المركزة في القطاع).

“السنوار والمقربون منه أقنعوا أنفسهم”. ما معنى ذلك؟ هم لم يقنعوا أنفسهم، بل قرأوا الواقع الموجود. فمنذ تشكيل هذه الحكومة الفاشية “الوضع الراهن بالحرم في خطر بسبب اليمين المتطرف في الحكومة”، كما يتبين من ادعاء أولمرت، الذي يعكس موقف التيار العام في إسرائيل المناهض لبيبي، فالسنوار لم يخطئ. الوزراء المتطرفون الذين يسيطرون على نتنياهو يسعون إلى “تطهير الحرم من المصلين المسلمين”، حسب قول أولمرت. أي أن الوضع الراهن في الحرم بات في خطر على أقل تقدير. ليس السنوار والمقربون منه هم الذين أقنعوا أنفسهم بأن الوضع الراهن في الحرم في خطر، بل بن غفير وسموتريتش هما اللذان أقنعاهم، واستخذاء نتنياهو أمامهما أقنعهم أيضاً. هم لم يقنعوا أنفسهم، بل كانوا على حق. خلافاً لإسرائيل، فإن تقديرهم لنوايا العدو كان صحيحاً ودقيقاً وله أساس. اسم “طوفان الأقصى” يعكس الهدف الحقيقي لهجوم 7 تشرين الأول، الذي نبع من خوف له أساس، وهو أن مصالح المسلمين في الحرم باتت في خطر.

لم يظهر السنوار جنون عظمة أو سادية اجتماعية متوحشة أو نزعة تدمير شيطانية – صحيح. بل كانت هناك أمور، ويجب الاعتراف بذلك: معظم ضحايا المذبحة والاختطاف دفعوا ويدفعون ثمناً باهظاً مقابل موقع ديني يهمهم مثل قشرة الثوم، الذي حسب بن غفير وسموتريتش والسنوار، يساوي تدمير العالم من أجله.

المصدر: هآرتس ترجمة

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني