fbpx

الدكتور هشام نشواتي لـ ”نداء بوست”: لا يمكن هزيمة الاستبداد بسهولة.. وكلما صعُبَ النضالُ عظُمَ النصرُ

0 157

نداء بوست – 17 نيسان 2022

الدكتور هشام نشواتي

الحديث عن الثورة السورية حديث أوجاع وشجون، فبعد أحد عشر عاماً على انطلاقتها لا تزال الثورة بعيدة عن تحقيق بعض أهدافها الكبرى.

حول القضية السورية التقى “نداء بوست” بالدكتور هشام نشواتي وهو أمريكي من أصل سوري، مؤسس لمنظمة “سورية طريق الحرية”، وطرح عليه بعض الأسئلة فكان هذا الحوار.

نداء بوست: أحد عشر عاماً على قيام الثورة السورية والحصاد السياسي لا شيء، وتحقيق أهداف الثورة لا يزال بعيداً، ‎مَن المسؤول الفعلي عما آلت إليه القضية السورية هل هو هشاشة قُوَى المعارضة المتصدِّرة للمشهد؟ هل قُوى الثورة المضادة إقليمياً ودولياً هي المسؤولة عن هذه الحالة؟ أم الأمر يتعلق بثورة لم يتوفر شرطاها الذاتي والموضوعي؟

يشعلون النار ويتظاهرون بإطفائها

يقول الدكتور هشام نشواتي في إجابته على سؤالنا: “صراحةً، لا أريد أن أكون متشائماً ولا متفائلاً، إنما أن أكون موضوعياً، فإذا كان البعض يعتقد أن طريق الحرية سيكون سهلاً وسريع الإنجاز، فإن فهمهم للثورات قاصرٌ وغير مكتملٍ وضبابي”.

ويضيف نشواتي: “ففي الثورات حتماً سيكون هناك ضعاف نفوس ومتلكئون ومتواطئون ومثبطون ومزدوجو الانتماء أو متنافسون سياسياً أو أيديولوجيّاً، أو مَن يريدون تحقيق مكاسب سياسية لتيارهم الفكري الذاتي أو السياسي على حساب المصلحة الوطنية العليا، أو حتى سيكون هناك غير المؤمنين بالتغيير وأهداف الثورة، وكذلك المدافعون عن أنظمة الاستبداد”.

ويناقش نشواتي فكرته بصورة أشمل فيقول: “وحتماً، سيكون هناك دفاعٌ مستميتٌ وإجرامٌ و تآمُرٌ ومكر وخداع من قِبل أنظمة الاستبداد، وخاصة المتمثلةَ منها بحملات العلاقات العامة و الإعلامية المضادة، ومنها أيضاً تشكيل الأنظمة الاستبدادية للمجموعات الإرهابية ودعمها ومن ثَم التظاهر بمحاربتها وَفْق إستراتيجية “إشعال النار والتظاهر بإطفائها ” لإعطاء انطباع بأن هذه الأنظمة تحارب الإرهاب القادم من ثورة الشعوب المظلومة، بينما الحقيقة هي بالعكس تماماً، حيث يتم ممارسة هذه الأنظمة لكل أنواع القتل والإجرام ضد الشعوب المنتفضة”.

ويرى نشواتي أن ذلك بهدف كبح جماح التغيير وكسر الثورات الشعبية وتشويه سمعتها. وحتماً سيكون هناك أيضاً تلاعُبٌ وتشبيكٌ ومناورات سياسية تستفيد من التناقضات الإقليمية والدولية، وأيضاً مشاركة بالمصالح والمتاجرة الاقتراضية من قِبل هذه الأنظمة لتركيع شعوبها وإجبارها على فقدان الأمل والخنوع لهم.

ويعتقد نشواتي: “أن نظام الأسد ارتكب كل أنواع الجرائم، وبالرغم من ذلك لن يستمر ومصيره إلى الزوال، مهما أُتيح له من الفرص للاستمرار؛ لأن الثورات لا تموت، فهي تنبع من رحم المعاناة من الظلم والاستبداد والشوق إلى الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية”.

نداء بوست: الثورة السورية ثورة حرية وكرامة وبناء دولة مؤسسات ديمقراطية. كيف نظر الغرب إلى هذه الثورة فعلياً؟ ألا تعتقد بأنه لم ينصرها كما ينصر الآن أوكرانيا؟

سألنا الدكتور هشام نشواتي عن نظرة وموقف الغرب من الثورة السورية مُقارَنةً بموقفه الحالي من الحرب الروسية على أوكرانيا، فأجاب: “الغرب لم يَقُمْ بواجبه لو أردنا تتبُّع أثر الثورة على الشعب السوري بكل فئاته، لوجدنا أن هذه الثورة حطّمت جدران الخوف ضد الأسد واستبداده، لقد لمس السوريون معنى الحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية، وأدركوا قيمتها والحاجة لها لوجودهم واستمرارهم وتطوُّرهم الحضاري وتقدُّمهم”.

ويضيف نشواتي: “لكن الغرب لم يتعامل مع الثورة السورية التي شنّ الأسد عليها حربه بمساعدة الروس والإيرانيين، كما يتعامل حالياً ضد الحرب الروسية على أوكرانيا”.

ويوضح نشواتي: “لقد عززت المقاومة الشعبية والحكومية الأوكرانية ضد الاجتياح الروسي، صورة وسمعة وأحقية السوريين بثورتهم، على أنها ثورة حقوق ضد عصابة نظام الحكم الأسدي اللاشرعي والمغتصبة لبلدهم، حيث أوضحت أصالتها وأصالة مطالب الشعب السوري وحقه بالحرية والكرامة والحياة الخالية من استبداد نظامه المافيوي، الشبيه كلَّ الشَّبَهِ بنظام عصابة فلاديمير بوتين”.

ويتابع نشواتي: “لقد أدركت شعوب العالم الداعمة لحقوق الشعوب الأخرى بالحرية والديمقراطية، أنها لم تَقُمْ بما يجب تجاه سورية الحرة مُقارَنةً بما فعلته تجاه أوكرانيا في دفاعها عن حريتها، وهذا مرده لأسباب جيوسياسية، وتعقيدات مقصودة ومخطط لها، أوجدها نظام الأسد وداعموه، ومنها تشكيل ودعم “داعش” وإلصاق تهمة الإرهاب والانتماء بالتيارات الإسلامية المتشددة، التي تريد النَّيْلَ من أوروبا وأمريكا”.

ويضيف: “ونستطيع أن نقول إن نضال الأوكرانيين ضد الروس جعلهم و غيرهم أكثر تعاطُفاً و تفهُّماً لثورة السوريين، وبنفس الوقت استطاع هذا أن يعرّي المفارقة والاختلاف في حالة النضالين، وهناك فرصة كبيرة للسوريين الأحرار للاستثمار واستغلال هذين التغييرين لتحقيق أهدافهم القريبة والبعيدة المدى”.

نداء بوست: الأمريكيون من أصل سوري قوة ذات تأثير نسبي على القرارات الأمريكية ذات الصلة بالشعوب العربية عموماً وشعوب الشرق الأوسط خصوصاً. ماذا فعل الأمريكيون من أصل سوري حيال الضغط على الإدارات الأمريكية لمعاقبة نظام الاستبداد الأسدي، وحيال عدم إخراج الحرس الثوري الإيراني من المؤسسات المطبق عليها العقوبات؟

إعادة هيكلة قوى الثورة

يقول نشواتي: إن الأحرار من السوريين الأمريكيين مع غيرهم مُطالَبون بإعادة تشكيل وترتيب الهيكل النضالي، والبِنْيَة التنظيمية للنضال، إن عليهم قيادة ثورة القلوب والنفوس والعقول، وإعادة تبني الفكر الثوري الوطني الحي الأصيل، فهذا ضروري لإنجاح الثورة وإتمام المهام، إنه واجب وطني مقدس، عليهم إنجازه بدون تلكُّؤ”.

ويرى نشواتي أنهم: “نجحوا سابقاً في إمرار قانون قيصر، ونجحوا في التفعيل الحثيث والنشيط للقضية السورية، وكان مستوى نجاحاتهم متفاوتاً نسبةً للإدارات الأمريكية. وكان موضوع الاتفاق النووي الإيراني، والذي أوقفه الرئيس الأسبق ترامب بالواجهة.

إن عملية إعادة إحياء هذا الاتفاق المُثابَر عليه من قِبل إدارة بايدن، قد أثَّرت سلبياً على تحرُّكات المعارضين الأمريكيين السوريين، ولكنهم استمروا في نشاطهم وتواصُلهم مع أعضاء الكونجرس والإدارة، لتوعيتهم وتحذيرهم من خطر رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، وخطر إتمام صفقة اتفاقٍ هزيلٍ، لا يحقق الشروط الدُّنْيا لوطنهم الأمريكي أو يحفظ مصالحه”.

موضحاً: “هناك كثيرون منهم مَن بعثوا برسائل تحذيرية لإدارة الرئيس بايدن، تحذّر من ذلك، وحالياً تُواجِه إدارة بايدن معضلة حقيقية في هذا المجال، وسيكون أمراً صعباً للغاية إقناع الأمريكيين، إذا أرادت الرضوخ لمطالب النظام الإيراني”.

نداء بوست: نعرف عنكم أنكم من أسَّس منظمة (سورية طريق الحرية). ما هذه المنظمة؟ وما أهدافها ومِن أين تتلقى الدعم المالي وما منجزاتها حتى اللحظة؟

منظمتنا تحارب الاستبداد

يقول الدكتور هشام نشواتي: “لقد قمت بتأسيس منظمة (سورية طريق الحرية) لإيماني العميق بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية ومحاربة الاستبداد، وضرورة نشر وتحفيز هذه القيم والوعي الفكري وتأصيلها في الفكر الثوري لدى السوريين، لتكون سورية منارة الحرية، مع إدراكي أنه للوصول لتحقيق هذه الأهداف، على أجيال السوريين بذل الجهد لسلوك “طريق الحرية”. لقد كانت فكرة راودتني منذ أكثر من سنتين وتباحثتُ فيها مع النشطاء”.

ويشرح نشواتي الأمر فيقول: “لدينا عدة أهداف تندرج تحت الهدف العريض المذكور، إنها منظمة غير ربحية، تمويلها ذاتي من المؤسِّسين، ولكن نطمح لجمع التبرعات من مواطنينا الأمريكيين، الذين يشاركوننا فكرنا وأهدافنا ومبادئنا، وهم كثيرون، حيث إننا نتبنَّى ونتشارك نفس القيم”.

مضيفاً: “ونحن نقوم بمدّ جسور التواصل معهم ومع المنظمات الأمريكية المشابهة، ونتواصل مع أعضاء الحكومة ومع الكونجرس لتحقيق الأهداف، كما أننا قُمْنَا -ونقوم- بفعاليات مجتمعية ومنها إعلامية، تدعم نضال السوريين ضد استبداد نظام الأسد. نحن في طور بناء الدعامات الأساسية، ونتوقع نمواً ونشاطات مزدهرة مستقبلاً.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني