تضم دمشق كثيراً من المواقع الأثرية لحضارات مختلفة تناوبت عليها، ففيها آثار قديمة جداً وآثار متوسطة القدم وأخرى تعود إلى العهد العثماني.
“التكية السليمانية” واحدة من المواقع الأثرية العثمانية الباقية حتى اليوم، فهذا البناء الذي يتربع على مساحة تتجاوز الهكتار، لا يزال يؤمه الناس، حيث تحول قسم من هذه التكية إلى متحف دمشق الحربي، إضافة إلى تحول أجزاء منه إلى سوق للمهن اليدوية السورية.
تضم التكية السليمانية مسجداً ومتحفاً ومدرسة وسوقاً للمهن اليدوية والتراثية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى السلطان العثماني الشهير “سليمان القانوني”.
أمر سليمان القانوني أن تبنى هذه التكية، بموضعٍ كان يشغله من قبل “القصر الأبلق”، وهو قصرٌ شيّده السلطان الظاهر بيبرس، وكانت الغاية الرئيسية من بناء هذه المكان، بناء استراحة ومسجد يمرّ به الذاهبون لأداء فريضة الحج، كذلك هناك أمكنة كان يأوي إليها الفقراء في التكية الصغرى.
التكية السليمانية كانت تقدم الطعام لطالبيه من العابرين والفقراء والحجّاج، كذلك كانت تقدم لهم مأوى للنوم في عبورهم. وفيها مدرسة في تلك الأيام لتعليم أبناء الفقراء.
بناء التكية السليمانية تمّ تصميمه من قبل المعماري التركي الشهير “معمار سنان”، هذه التكية، بُنيت ما بين عامي 1553م وعام 1559م. وكان الوالي آنذاك هو خضر باشا، أما بناء المدرسة التابعة للتكية فقد تمّ عام 1566م، في عهد الوالي (لالا مصطفى باشا).
تبلغ مساحة التكية السليمانية فعلياً أحد عشر ألف متر مربع، وهذه التكية تتميز بمئذنتين تشبهان المسلات لنحافتهما، فهما رفيعتان وطويلتان، ومثل هذا التصميم لم يكن معروفاً من قبل.
تضم التكية كتلتين من البناء، الأولى هي الكتلة الكبرى وفيها المسجد والمدرسة، أما الكتلة الصغرى فتضمّ التكية الصغرى ومجموعة من الغرف المحاطة بأروقة وغرف ذات قباب، وفيها حرم للصلاة ومأوى للغرباء والفقراء، وصارت اليوم متحفاً حربياً.