fbpx

التداعيات الاقتصادية المحتملة لرفع العقوبات عن القطاع المصرفي السوري

0 310

مقدمة:

تعاني سوريا منذ سنوات من أزمات اقتصادية خانقة كان للعقوبات الغربية وخاصة على القطاع المصرفي دور محوري في تعميقها وقد فرضت هذه العقوبات قيودا صارمة على التحويلات المالية والتعامل مع البنوك الدولية مما أدى إلى عزلة شبه كاملة للقطاع المالي السوري عن النظام المالي العالمي في حال رفعت هذه العقوبات يُتوقع أن تحدث تحولات جوهرية في الاقتصاد السوري لكن النتائج ستتفاوت تبعاً لمدى الجاهزية المؤسسية والإصلاحات السياسية والإدارية المصاحبة

أولاً: انتعاش القطاع المالي والمصرفي

يعد رفع العقوبات خطوة حيوية نحو إعادة دمج سوريا في النظام المالي الدولي وهو ما سيؤدي إلى:

  • استئناف التعاملات مع المصارف الدولية بما يعزز الثقة بالنظام المصرفي.
  • تيسير التحويلات المالية إلى الداخل السوري بما في ذلك التحويلات العائلية والاستثمارية.
  • فتح الاعتمادات المستندية الضرورية للتجارة الدولية مما يسهّل استيراد المواد الخام والتجهيزات.

ثانياً: تحفيز الاستثمارات

بمجرد عودة الانفتاح المالي يُتوقع:

  • عودة بعض رؤوس الأموال السورية المهاجرة خاصة من رجال الأعمال السوريين في الخارج.
  • تنشيط الاستثمارات الأجنبية المباشرة لا سيما في القطاعات الإنتاجية والبنى التحتية.
  • دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير القروض وإمكانية الحصول على تمويل خارجي.

ثالثاً: تحسن سعر صرف الليرة السورية

يُرجّح أن يؤدي رفع العقوبات إلى:

  • زيادة المعروض من العملات الأجنبية نتيجة التحويلات والاستثمارات.
  • تعزيز الاحتياطي النقدي للمصرف المركزي.
  • استقرار سعر الصرف تدريجياً مما يسهم في تخفيض التضخم وتحسين القدرة الشرائية.

رابعاً: تسهيل التجارة الخارجية

بفضل رفع القيود على التحويلات المالية:

  • تُصبح عمليات الاستيراد أقل تكلفة وأكثر شفافية.
  • يُتاح استيراد مواد وتجهيزات حيوية للقطاعات الصناعية والطبية.
  • تنخفض تكاليف المعاملات التجارية مما يدعم القدرة التنافسية للصادرات السورية المحتملة.

خامساً: تحسين مستوى المعيشة

رفع الحظر المالي إذا رافقه إصلاح إداري واقتصادي فقد:

  • تنخفض أسعار السلع الأساسية نتيجة خفض كلفة الاستيراد.
  • تتحسن الخدمات العامة نتيجة توافر الموارد والإمكانيات.
  • يُعاد بناء الطبقة المتوسطة التي تضررت بفعل التضخم والركود الاقتصادي.

سادساً: تقويض السوق السوداء وتحسين الشفافية

  • عودة الثقة بالمصارف الرسمية قد تُقلص الاعتماد على القنوات غير الرسمية في التحويلات.
  • انخفاض الحاجة إلى التعامل بالنقد الأجنبي في السوق السوداء بما يعزز الاستقرار المالي.
  • تحسن الشفافية ومكافحة الفساد إذا ترافقت الخطوة مع إصلاحات هيكلية.

ملاحظات ختامية: التحديات والمحددات

على الرغم من الآثار الإيجابية المحتملة فإن نتائج رفع العقوبات لن تكون تلقائية أو مضمونة إذ إن:

  • الإدارة الجيدة والإصلاحات المؤسسية تشكل شرطاً لازماً لتحقيق المكاسب الاقتصادية.
  • البيئة القانونية والشفافية عاملان حاسمان لجذب الاستثمار وبناء الثقة.
  • الاستقرار الأمني الشامل على كامل الجغرافيا السورية ضروري لأي تعافٍ اقتصادي مستدام.

خاتمة:

إن رفع العقوبات عن القطاع المصرفي السوري قد يُمهّد الطريق لتحولات اقتصادية حقيقية لكنه يظل فرصة مشروطة بالإصلاح والحوكمة الرشيدة. فبدون بيئة داخلية مؤهلة ومطمئنة قد تُهدر هذه الفرصة ويظل الاقتصاد السوري رهين التحديات الهيكلية والسياسية العميقة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني