fbpx

ارتفاع الأسعار يحرم الكثير من الأسر في اللاذقية من المؤونة المنزلية

0 137

قررت هذا العام أن أسعى جاهدة لتأمين مختلف أصناف المؤونة، لكن هناك عوائق كثيرة تحول دون قدرتي على ذلك يعتبر أبرزها غلاء الأسعار وانقطاع الكهرباء المتواصل، استطعت تأمين بعض الأصناف خصوصاً وأن فصل الشتاء طويل وترتفع الأسعار فيه بشكل كبير لذلك يتوجب عليّ أن أضع كميات من كل صنف لاسيما أن عدد أفراد أسرتي ستة، هذه الأشهر تشكّل ضغطاً مادياً كبيراً مع قدوم موسم المؤونة وافتتاح المدارس.

بهذه الكلمات تحدثت أم إبراهيم إحدى سكان حي قنينص في اللاذقية عن موسم المؤونة لـ نينار برس، شارحة أن الغلاء الشديد يحرم الكثير من الأسر في المدينة من المؤونة خصوصاً الأصناف التي اعتادت الأسر عليها والتي تحتاج للكثير من المستلزمات كالمكدوس الذي يحتاج إلى زيت الزيتون والباذنجان والفليفلة والجوز والثوم، وجميعها مرتفعة الأسعار جداً إذ يبلغ سعر كيلو دبس الفليفلة 7000 ليرة سورية وكيلو زيت الزيتون 6000 ل.س، أما سعر الباذنجان فيبلغ 400 ليرة سورية، والثوم 6000 ليرة سورية وبذلك تزيد تكلفة 2 كيلو غرام من (المكدوس) عن 15 ألف ليرة سورية وتحتاج الأسرة المتوسطة العدد إلى 20 كيلو غرام تقريباً في السنة وبذلك تحتاج إلى مبلغ 150 ألف ليرة سورية لتأمين صنف واحد من المؤونة وهو مبلغ كبير جداً في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية السيئة ما يدفع بالكثير من الأسر إلى الاستغناء عنها.

تابعت: إن انقطاع الكهرباء الدائم ووجود التقنين يحرم الأسر أيضاً من وضع أصناف من المؤونة أو استبدال طريقة تخزينها باعتماد التجفيف، بدلاً من وضعها في الثلاجات، فالكثير من الأصناف كالبازلاء والفول كان الأهالي يعمدون إلى تخزينها في البرادات لكن انقطاع الكهرباء الدائم يتسبب في تلفها لذلك يستغنون في بعض الأحيان عنها خوفاً من تلفها وخسارتها.

أسعار مواد المؤونة

تشهد الأسعار في مدينة اللاذقية غياباً للاستقرار وارتفاعاً متواصلاً خصوصاً مع زيادة الطلب عليها فخلال موسم المؤونة ترتفع أسعار المواد الغذائية الأساسية، ويصبح شراءها عبئاً على الأهالي في المدينة التي يعتمد فيها قسم منهم على الشراء بالدين أو الأقساط أو حتى تقسيم الحاجات على أشهر الصيف فمثلاً تعمل السيدة على شراء الملوخية هذا الشهر وتأجيل المخللات لشهر آخر بما يتناسب مع مواسم كل صنف مع هذه الأصناف.

يتحدث محمد عمر صاحب أحد الأراضي في محيط مدينة اللاذقية، الذي يعمل على زرع محاصيل مختلفة وبيعها في الأسواق لـ نينار برس: إن تكاليف الزراعة والإنتاج مرتفعة ما يجعل سعرها في السوق مرتفعاً، فضلاً عن الأرباح التي يأخذها التجار عبر شرائها من المزارعين وطرحها في الأسواق، موضحاً أسعار أبرز المواد الغذائية التي يتم تحويلها إلى مؤونة حيث يبلغ سعر كيلو البندورة 600 ليرة سورية بينما سعر كيلو رب البندورة 5000 آلاف ليرة سورية، في حين أن سعر كيلو الخيار 700 ليرة سورية وسعر كيلو الفليفلة الخضراء 500 ليرة سورية، أما سعر كيلو البرغل 100 ليرة سورية، وسعر كيلو الفريكة 2500 ليرة سورية والملوخية اليابسة 7000 ليرة والخضراء 250 ليرة سورية، في حين أن سعر كيلو اللبن 800 ليرة ويستخدم في عدد كبير من أصناف المؤونة كالكشك واللبنة والجبنة.

يضيف: إن الأسرة المؤلفة من خمسة أشخاص تحتاج لمبلغ لا يقل عن ثلاثمئة ألف ليرة سورية لتأمين المؤونة وتجهيزها لفصل الشتاء وهو مبلغ كبير جداً إذا تمت مقارنته بدخل الفرد في المدينة ورواتب الموظفين وحاجاتهم الأخرى. 

يعتمد الكثير من الناس في اللاذقية خصوصاً من الأسر النازحة التي تدفع إيجارات للمنازل إضافة إلى مصاريف الحياة على تدبير أحوالهم بأبسط وأقل التكاليف بحسب ما تبين هبة الحسن إحدى سكان حي الشيخ ضاهر في المدينة، والتي شرحت أن تدبير الأمور يتم من خلال الاعتماد على تموين أصناف المؤونة الرخيصة قليلة التكاليف والمستلزمات فضلاً عن عدم الاستغناء عن ما يوجد في المنزل وتحويله لنوع من المؤونة ومحاولة تخزينه، يضاف إلى ذلك شراء مسلتزمات المؤونة بأسعار رخيصة وحتى لو لم تكن من النوع الجيد، مثلاً البندورة التي يتم تحويلها إلى رب البندورة تعتمد الكثير من النساء على شراء ما يتبقى لدى البائعين في فترة المساء وأن تكون من النوع الرخيص وحتى ولو تعرض قسم منها إلى التلف. 

تتابع: هناك الكثير من الأمور التي يعملون عليها لتدبير أمور حياتهم كالاعتماد على الزيت النباتي بدلاً من زيت الزيتون في حاجات المؤونة من خلال مزجهما، إضافة إلى الاعتماد على البرغل الرخيص بشكل كبير على حساب تقليل الأصناف المرتفعة الثمن.

يشار إلى أن انهيار الليرة السورية أمام الدولار تسبب بارتفاع الأسعار بشكل كبير فضلاً عما يتم استغلاله من قبل التجار وغياب الرقابة عن الأسعار والمحلات التجارية، ما يجعل أعباء الحياة في المدينة مرتفعة جداً ويزيد من معاناة الأهالي الذي يحرم أغلبهم من تخزين المؤونة التي اعتادت الأسر السورية عليها وتعتبر نوعاً من الموروث الثقافي.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني