fbpx

إصلاح الائتلاف أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً

0 167

كان وجود الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة حاجة وطنية، وربما حاجة لا تقلّ عن حاجة الأطراف من لاعبين إقليميين ودوليين فتناغمت حاجتا الطرفين لوجوده جسماً وكياناً يمثّل الثورة في المحافل الدولية.

فقد بات ائتلاف قوى الثورة والمعارضة واقعاً ملموساً لا مفرّ منه، شاء من شاء، وأبى من أبى، وبات يحظى باعتراف دولي كممثل شرعي وحيد للشعب السوري الثائر.

مسيرة الائتلاف ومنذ تأسيسه في الدوحة وبتنسيق مع جامعة الدول العربية في 11/11/2012 لم تكن كما يريدها ويشتهيها الشعب السوري الثائر فقد كانت مليئة بأخطاء، الجميع عرفها ومرّ بها وعانى من آثارها، حيث كانت مسيرة مليئة بالشللية والمحسوبيات لأعضاء في الائتلاف، باتوا يشكّلون مصدراً للمعوقات أمام مسيرة الثورة.

بات هؤلاء بأفعالهم وتصرفاتهم يستعدون الجماهير الثورية للنيل من الائتلاف ومهاجمته، وتساءل كثيرون أنه كيف لمثل هؤلاء أن يمثلوا الشعب السوري وثورته العظيمة، وهم على ماهم عليه من قلة انضباط حتى أن بعض هؤلاء الأعضاء بات يجاهر وعلانية بما يقوم به وكأن مقعده في الائتلاف قد ورثه عن أبيه، وأنه لن يستطع أحدٌ – حسب ما يرون – أن يسأله عما يفعل، تماماً، كما يفعل بشار أسد الوريث غير الشرعي لحكم سوريا، فقد نسي هؤلاء أن أي مركز أو منصب يناط به، هو تكليف وليس تشريفاً له، فكانت أولى خطوات الإصلاح أن تصدى الائتلاف لأمثال هؤلاء وجرى فصلهم من منظومة الائتلاف، الأمر الذي لاقى صدى وأثراً طيباً في الأوساط الثورية.

جميع من مرّ على الائتلاف من رؤساء أظن أنهم قد عرفوا جميع هذه المساوئ، ولكن لم يستطع أحد أن يتصدى لها.

في الحادي عشر من تموز 2021 جرى انتخاب السيد سالم مسلط ليكون على رأس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، ليبدأ عهداً جديداً في مسيرة هذه المؤسسة، فقد وقف المسلط – وهو ابن مؤسسة الائتلاف – على جميع ما كان يجري في الائتلاف على جميع الصعد، وباتت هذه الأفعال والتصرفات تؤرّق الشعب السوري، ما جعله بعيداً عن حاضنته الشعبية التي تعتبر القاعدة الصلبة له، والتي عمل سابقوه – أي رؤساء الائتلاف – على تجاهلها.

كانت أولى الخطوات التي عمل عليها المسلط مع فريقه الإصلاحي إعلانه عن خطة شاملة لإصلاح الائتلاف، والتي عجز سابقوه عن التصدي لها.

خطة إصلاح الائتلاف التي أطلقها السيد سالم المسلط تضمنت نقاطاً كثيرةً يمكن أن يشار إليها دون الدخول بتفاصيلها بنواحٍ تنظيمية، سواء على صعيد النظام الداخلي والتمثيل، والعضوية، وتحدثت خطة الإصلاح الشامل كذلك عن مراحله التي ستمتدّ عبر ثلاث مراحل، وقد جرى الإعلان عن هذه المراحل، وعقد الائتلاف اجتماعات وجرى تنفيذها والتصويت عليها. ولعل أهم نقطة جرى تنفيذها اتخاذ الائتلاف قراراً بفصل 14 عضواً من مختلف مكونات الائتلاف وذلك بسبب أنهم غير فاعلين، وذلك بغالبية 64 من مجموع أعضاء الائتلاف البالغ تعدادهم 83 عضواً.

الذين جرى فصلهم بسبب أنهم غير فاعلين، لا شك أن لدى الائتلاف أسباباً أخرى غير معلنة لفصلهم، فهؤلاء من الأعضاء الذين كثر اللغط حول عضويتهم وحول ما يقومون به إن أفعالا أو أقوالا وربما كان هذا القرار من القرارات الجريئة التي تسجل لرئيس الائتلاف ولرئيسه السيد سالم مسلط.

النقطة الجيدة في هذا الإصلاح الشامل، أنه أكد على أنه ستجري إعادة تقييم لكل عضو من أعضاء الائتلاف، على ما يقومون به من أعمال وأنشطة توكل إليهم، وإعادة تقييم لنشاطهم على جميع الصعد إن في الداخل أو على مستوى نشاطهم إعلامياً مرئياً ومكتوباً ومسموعاً، وكذلك ما يقولونه ويكتبونه على وسائل التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرهم على الرأي العام.

أعتقد أن المساءلة ضرورية، وأن الرصد والمتابعة ضروريان، ولا بد منهما.

ما يقوم به رئيس الائتلاف سالم المسلط وزيارته للشمال السوري سيكون له تأثير كبير وإيجابي على إعادة الثقة بالائتلاف ورأب لصدعٍ يحاول المسلط أن يرممه، فالحاضنة الشعبية بفقدانها يفقد كل شيء، فهي الداعم والظهير القوي الذي يجب أن يستند عليه الائتلاف، ويجب أن يكون هذا الظهير قوياً ليتمكن جناح الائتلاف من تسجيل الأهداف التي تنتظرها حاضنته الشعبية.

الإصلاح والنقد ضروريان جدا في كل عمل مؤسسي وذلك للوقوف على العقبات والصعوبات التي تعترض عمله، للوصول إلى الأهداف الموضوعة، فالإصلاح الشامل الذي انتهجه الائتلاف لاشك خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح ولكن يتطلب هذا الكثير من العمل والالتزام بخطوات الإصلاح للوصول بالنظرية إلى التطبيق.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني