fbpx

أرياف اللاذقية: حرائق غابات وخسائر كبيرة وعجز للنظام في إخمادها

0 177

اندلعت خلال الأيام الماضية عشرات الحرائق في مناطق ريف اللاذقية الشرقي والشمالي وامتدت نحو ريفي حماة وإدلب وتركزت تحديداً في القرى المحيطة ببلدة صلنفة وصولاً إلى مناطق سهل الغاب، وفي قرى جبل التركمان، وسط عجز من النظام وفرق الإطفاء لديه بالسيطرة عليها ومحاولة إخمادها أو حتى وقف انتشارها، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشكل عاملاً أساسياً في سرعة انتشارها وفي احتراق الأشجار.

أضرار كبيرة

تسببت هذه الحرائق بأضرار كبيرة للمناطق التي وصلت إليها، لا تقتصر على المساحات الحراجية التي تحولت إلى أراض يابسة بل يضاف إليها الكثير من الأضرار والمخاطر.

يوضح الناشط المدني المعارض من ريف اللاذقية أحمد عبد الكريم لـ نينار برس، أن الحرائق تسببت بنزوح عدد كبير من الأهالي من قرى ريف اللاذقية، حيث تركوا منازلهم وأراضيهم وهربوا، فضلاً عن احتراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، إضافة إلى الإضرار بالثروة الحيوانية. ومكان نشوب هذه الحرائق منطقة يعتبر من أهم الغابات في سوريا وهي منطقة طبيعية تتميز بجمالها وهي مصيف هام يقصده الناس خلال فصيل الصيف، مشيراً إلى أن هناك معلومات عن احتراق عدد من المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام بالقرب من بلدة صلنفة أيضاً. 

وبيّن أن الحرائق انطلقت بحسب مدير الزراعة في اللاذقية من إحدى محميات الأرز والشوح في صلنفة، منوهاً إلى أن ظاهرة الحرائق خلال سنوات الحرب الأخيرة أصبحت أمراً شبه طبيعي في مدن وأرياف الساحل، وجميعها بحسب مصادر النظام كانت بفعل فاعل والهدف غير معروف.

أسباب تستدعي الشك

فيما لاتزال أسباب هذه الحرائق غير معروفة تتهم الجهات الرسمية بحسب ما ذكرته مديرية الزراعة باللاذقية أحد الأشخاص بالوقوف وراء هذه الحرائق. 

فقد ذكر مدير الزراعة باللاذقية منذر خير بيك أن الشخص المتسبب بهذه الحرائق معروف الهوية، وكان يقصد المنطقة بهدف التنزه لكن إهماله تسبب باندلاع الحريق.

وأضاف بتصريحه لمواقع موالية للنظام  أن البحث جار على هذا الشخص وقد قامت دائرة الحراج في صلنفة بتنظيم ضبط بحقه، يأتي هذا الأمر في ظل اتهام عدد من النشطاء بريف اللاذقية النظام بالتسبب بهذه الحرائق خصوصاً أن اندلاعها تزامن مع قصف النظام بالقذائف الحارقة المناطق الخارجة عن سيطرته بريف اللاذقية ما تسبب باندلاع الحرائق في عدة محاور منها كبانة ومحاور جبل التركمان معتبرين أن الرياح ودرجات الحرارة هي التي عملت على نقل الحرائق نحو مناطق النظام ومن الطبيعي أن تتمدد لكن النظام لا يستطيع التصريح بهذا الأمر خصوصاً بعد الضرر الكبير الذي لحق بقرى موالية له بالريف وعجزه عن إخمادها.

عجز عن إخماد الحرائق

تعاني فرق الإطفاء في اللاذقية من العجز والصعوبة في السيطرة على هذه الحرائق التي تمتد وتنتشر في عدة مناطق بالريف امتداداً من جبل التركمان وصولاً إلى جبل الأكراد حتى صلنفة ومن ثم إلى حماة، وإدلب إذ تسببت بعدة إصابات لعناصر الإطفاء وسط غياب المروحيات العسكرية التي كانت تستخدم سابقاً لإخماد الحرائق عبر تحميلها بخزانات للمياه، ويعود سبب غيابها لاستخدامها من قبل النظام لأعمال القصف على مناطق المعارضة وتحميلها للبراميل المتفجرة. 

كذلك تواجه فرق الدفاع المدني العاملة بالريف في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والتي تنتشر فيها الحرائق أيضاً صعوبات عديدة.

يتحدث مدير مركز اليمضية التابع لمديرية الدفاع المدني باللاذقية أتيلا خزندار لـ نينار برس: إن أبرز الصعوبات التي تواجههم هو رصد النظام لفرقهم والخوف من استهدافه لسيارة وعناصر الدفاع المدني أثناء عملهم على إخماد الحرائق خصوصاً في المناطق المرصودة أو القريبة من مناطق سيطرته، فضلاً عن طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة التي يصعب بسبب تضاريسها الوصول إلى نقاط الحرائق كافة إضافة إلى عوامل نقص المياه، منوهاً إلى أن هذا الشهر يعتبر موسماً للحرائق في سوريا بسبب طبيعة الرياح وجفاف الأراضي والأشجار وموجة الحر الشديدة وكلها عوامل أساسية في هذه الحرائق.

أضاف خزندار بخصوص البيان الصادر عن مؤسسة الدفاع المدني حول إمكانية مساعدتهم للنظام بإخماد الحرائق في مناطقه: إن عملهم إنساني وواجب خصوصاً وأن الحرائق تمتد وتنتشر بين مناطق المعارضة والنظام إذ وصلت الحرائق إلى عدة مناطق في ريف إدلب الغربي.

وبحسب خير بيك، لم يتم حتى الآن إحصاء مساحات الأراضي المحروقة وسوف يتم تعويض المزارعين الذين خسروا أشجارهم المثمرة.

يشار إلى أن أضخم الحرائق التي حصلت في الريف هو حريق البسيط وصلنفة وانتشرت في عدة قرى كالغنيمية والبدروسية بمعدل 56 حريقاً خلال الأسبوع الماضي، وهذا ما يعيد إلى الذاكرة حرائق ريف اللاذقية وتحديداً القرداحة وريفها في عام 2016 والتي تسببت بحرق 4500 دونماً.

كما أن تعامل الجهات الداعمة للنظام عسكرياً مع أمر الحرائق وعدم المساندة في إخمادها خصوصاً الجانب الروسي يثير التساؤل والاستغراب لدى الأهالي الموالين للنظام قبل معارضيه عن عدم تدخلهم ومساعدتهم للنظام في إخماد الحرائق رغم خروجها عن السيطرة؟

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني