في الأول من نيسان يحتفل الآشوريون السوريون برأس السنة الآشورية آكيتو في واحدة من أقدم التقويمات التي عرفها الإنسان، حيث يعود الاحتفال بهذا العيد لآلاف السنين فالعام الآشوري الجديد هو 6771، وعلى مدى قرون اختلف الاحتفال بهذا العيد منذ الحضارة البابلية فما بعد حيث كانت الاحتفالات تتم على مدار 12 يوماً من 21 آذار لغاية الأول من نيسان حيث كان لهذا العيد طقوس خاصة تختلف بين طقوس المعابد التي تجدد فرض الطاعة للإله مردوخ والإلهة آشور على المملكة وإقامة الصلوات والطقوس الملكية حيث كان يتم خلال العيد تجديد الحكم للملك البابلي أو الآشوري وبعد القرن الرابع عشر بدأ الآشوريون يحتفلون بهذا العيد خلال الأول من نيسان كاختصار لاحتفالات الـ 12 يوم حيث يخرجون للطبيعة احتفالاً بالعيد.
يعيد باحثون تسمية آكيتو للغة السومرية وتعني وفقاً لدراساتهم عيد جز الصوف حيث كان جز صوف الأغنام يبدأ مع بداية نيسان ليكون رمزاً لتجديد دورة الحياة.
أما عن طقوس العيد فيخرج المحتفلون إلى الطبيعة حاملين أطعمتهم مرتدين الزي الفلكلوري (جلة خمالا) الذي يمتاز بخصوصيته ويشترك الرجال والنساء بارتداء عمامات يعلوها الريش. آكيتو احتفل به على مدى قرون الآكاديون والعموريون والكلدان والسريان والآشوريون في كل من سوريا والعراق وحافظت الطوائف المسيحية السورية على إقامة هذا العيد على عكس مسيحيي العراق.
أما فكرة قومية هذا العيد فقد بدأت بالتبلور على أيدي رجالات من الطوائف المسيحية الذين أصدروا مجلات وكتب باللغة الآشورية في بدايات القرن المنصرم، ومع ظهور أول كيان سياسي آشوري في مناطق الجزيرة السورية وهو المنظمة الآثورية الديمقراطية عام 1957 تم الإعلان عن آكيتو رسمياً عيداً لرأس السنة الآشورية وذلك بعد دراسات وأبحاث جاءت نتيجة استمرار احتفالات آكيتو في الموروث الشعبي الآشوري وأخذ الاحتفال طابعاً رسمياً في الثمانينيات في سوريا ومع تسعينيات القرن الماضي بدأ الاحتفال به رسمياً في العراق أيضاً وأخذ طابعاً سياسياً بعد تبني الأحزاب السياسية لهذا العيد بعد أن كان عيداً شعبياً.
عمت احتفالات آكيتو هذا العام مناطق شمال وشرق سوريا كافة من المالكية حتى القحطانية والقامشلي في أماكن مخصصة للاحتفال بالعيد وبالرغم من تفشي كورونا بشكل واسع إلا أن الاحتفالات تمت بمشاركة أحزاب وحركات سياسية وشعبية ومنظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا كما شارك نائب المبعوث الأمريكي ديفيد براونشتاين الأشوريين في احتفالاتهم.
تتنوع الأعياد في شمال وشرق سوريا بين الكرد والعرب والآشوريين فمن نوروز إلى آكيتو، وتبقى الأمنية الوحيدة المشتركة لشعوب المنطقة أن يعم الخير والسلام في العالم وأن تعود للسوريين كرامتهم وأن تعود لهم الحياة الطبيعية.