fbpx

أشعلت شمعة

مرّ الوقت دهراً، وهي ساكنة تكتم أنفاسها خوفاً، وفي أذنيها تدقّ نبضات قلبها كعصفور ينقر زجاج نافذة، وما تزال أصوات أناس ودمدمة رصاص يتردّد صداها بين الصخور، يعتقلها الخوف وحبّ الحياة، تنتظر، تتشبّث بأمل هارب، تتخامد حركتها، تتساءل، هل

تبادل

استجبت لنداء الشرفة أمام المنزل، استخدمت كامل قواي لأدحرج كرسيَّ المتحرك، لقد ذوت أعضائي، وتهاوت القوة في منحدر الزمان وكرّ الأيام.. شاخ الجسد، وضمرت العضلات، وعشت العيون، وثقل السمع، وسحّت الأحلام على مذبح الرؤى.. وحدها النفس بقيت شمعة

دعوة على نار هادئة

صعد إلى الحافلة، جلس جانب النافذة، تنفّس بهدوء.. ضمّ ما اشتراه.. وضعه على ركبتيه.. أسند ذقنه عليها. تحركت الحافلة.. رأى الأشجار تسرع في سيرها معاكسة وجهته، تمنّى لو أنه واحدة منها؛ ليظلّل المارة بفيئها ويخبئ العصافير بين أوراقها. استرجع

إلّا أنـا

"إلى روح لم تحتمل.. فقضت" وقف معفّراً بالتراب أمام كومة الركام، دار حولها مرات ملهوفاً يستقصي الأخبار، لم يخبره أحد عن أسرته شيئاً. أيقن أنهم مازالوا تحت أنقاض لا ترحم. عاود البحث ولم يتلقَّ خبراً، وبين أصوات المنقذين وعويل ونحيب ممّن

ماضٍ مستمر

يحتسيان قهوتهما في ركن يطلّ على الشارع غير مستمتعين بنبضه الذي يتناهى إلى مسمعيهما. سأل "كمال" صاحبه: ماذا لديك من أخبار؟ - تأوّه.. ونفث ما عب من دخان سيجارته: لا جديد.. كلها تكرار.. - وما نتائج الاجتماع الهام منذ أسبوعين؟ - لا

ضوء ينوس في الأفق

الحلقة تتسع وتضيق مع فصول السنة، وللجلسة في ليالي الشتاء متعة وجوّ خاص. نتحلّق حول الجد وهو يمسك ملقط الفحم يوزّع الجمرات حيناً، ويكوّمها حيناً أمام الموقد. ننصت باهتمام لحكاياته عن وضّاح اليماني، وعنترة، والعنيسي فاضل، يقصها بشكل

في الهوى سَوَا

خبطة على السقف فوق رأسي وقرقعة حديد أيقظتاني.. قطعتا جلستنا.. فركت عينيّ.. نهضت مسرعاً لأستطلع السبب.. صعدت إلى السطح.. اقتلعت الريح صحن الديجتال الذي لم يعد يُستَخْدَكم بعد أن أصبحت زيارة الكهرباء لنا غبّـاً. نزلتُ مسرعاً.. تكوّمتُ في

أسّ المعضلة

قُرع الجرس، أُوقِف اللعب، خرجوا وهم في أوج نشاطهم هائجين كعجول بريّة يتزاحمون كتفاً بكتف، يتدفقون إلى الشارع كأنهم سيل عرم، أيديهم تتشابك وأصواتهم تعلو أناشيد تشق أنسجة الهواء، تمزّقه وتصل إلى أبراج السماء تهزّها هزّاً، توقظ ملائكة

فوق التخدير

خُذ نفساً.. املأ رئتيك.. كرّرها ثلاثاً.. ركبتُ متن العنقاء، فردتْ جناحيها وصعّدتْ في الفضاء، تشبّثتُ بعنقها، حلّقتْ فوق أراضي الجنوب، نصب القائد العام للثورة مكفهرّ، وسهول حوارن الدامية تمتد شاحبة على مرمى البصر، خضرة الجولان ذابلة،

أمّي وآه!..

البحر ينز مخاوفه، خنازيره ترعب الكائنات والأحياء. الريح تئن.. تصفع السفن المتكئة على الشاطئ.. الرمال تتقافز عصافير ملونة، تطير بعيداً وتحطّ على رؤوس أشجار الموج، والنوارس تحوّم وعيونها على الأسماك الشاردة في عمق المحيط، وأنا.. أنا أقبع