fbpx

ماضٍ مستمر

يحتسيان قهوتهما في ركن يطلّ على الشارع غير مستمتعين بنبضه الذي يتناهى إلى مسمعيهما. سأل "كمال" صاحبه: ماذا لديك من أخبار؟ - تأوّه.. ونفث ما عب من دخان سيجارته: لا جديد.. كلها تكرار.. - وما نتائج الاجتماع الهام منذ أسبوعين؟ - لا

ضوء ينوس في الأفق

الحلقة تتسع وتضيق مع فصول السنة، وللجلسة في ليالي الشتاء متعة وجوّ خاص. نتحلّق حول الجد وهو يمسك ملقط الفحم يوزّع الجمرات حيناً، ويكوّمها حيناً أمام الموقد. ننصت باهتمام لحكاياته عن وضّاح اليماني، وعنترة، والعنيسي فاضل، يقصها بشكل

في الهوى سَوَا

خبطة على السقف فوق رأسي وقرقعة حديد أيقظتاني.. قطعتا جلستنا.. فركت عينيّ.. نهضت مسرعاً لأستطلع السبب.. صعدت إلى السطح.. اقتلعت الريح صحن الديجتال الذي لم يعد يُستَخْدَكم بعد أن أصبحت زيارة الكهرباء لنا غبّـاً. نزلتُ مسرعاً.. تكوّمتُ في

أسّ المعضلة

قُرع الجرس، أُوقِف اللعب، خرجوا وهم في أوج نشاطهم هائجين كعجول بريّة يتزاحمون كتفاً بكتف، يتدفقون إلى الشارع كأنهم سيل عرم، أيديهم تتشابك وأصواتهم تعلو أناشيد تشق أنسجة الهواء، تمزّقه وتصل إلى أبراج السماء تهزّها هزّاً، توقظ ملائكة

فوق التخدير

خُذ نفساً.. املأ رئتيك.. كرّرها ثلاثاً.. ركبتُ متن العنقاء، فردتْ جناحيها وصعّدتْ في الفضاء، تشبّثتُ بعنقها، حلّقتْ فوق أراضي الجنوب، نصب القائد العام للثورة مكفهرّ، وسهول حوارن الدامية تمتد شاحبة على مرمى البصر، خضرة الجولان ذابلة،

أمّي وآه!..

البحر ينز مخاوفه، خنازيره ترعب الكائنات والأحياء. الريح تئن.. تصفع السفن المتكئة على الشاطئ.. الرمال تتقافز عصافير ملونة، تطير بعيداً وتحطّ على رؤوس أشجار الموج، والنوارس تحوّم وعيونها على الأسماك الشاردة في عمق المحيط، وأنا.. أنا أقبع

ويطلّ فجر…

مرّت الشهور مرور سلحفاة هرمة، ونمت المزروعات في الحقول، واستبشر الجميع بمحاصيل جيدة تدرّ عليهم ما يحقق أحلامهم، ويعوّضهم عمّا أكلته أسراب الجراد في السنوات السابقة. وملأ الفرح قلب أبي كريم، وكبر حلمه، ومنّى نفسه بزفاف بكره، وعزم أن يدعو

كاسيت جدي

شببتُ عن الطوق.. صرت رجلاً ملء الحزام.. نظرت في المرآة، لأول مرة أكتشف شبهاً كبيراً بجدّي – رحمه الله – في قسمات وجهه.. عينيه السوداوين.. أنف أبي الهول.. الجبهة العريضة.. خديه والذقن البيضاوية. تمعّنت فيها جيداً، تساءلت كيف لي أن أكتسب هذه

إشكالية العلاقة بين العمل الحقوقي الإنساني والنشاط السياسي

لقد غدت حقوق الإنسان ظاهرة عالمية، وحركة نشطة ومقاوِمَة لكلّ حيف أو عسف يلحق بالإنسان لرفع الظلم عنه حتى ظنّها كثيرون أنها "شكل جديد من أشكال الممارسة السياسية"، فشبحُ السياسةِ يطاردنا باستمرار فلا ننفك منه، وأصبحت حقوق الإنسان موجة عاتية

الغابة السورية إلى أين؟

الغابة هبة الطبيعة ورئتها، والأشجار حويصلاتها، فهي متنفس الكائنات الحية، ونعمة كبرى، وثروة لا تعدّ فوائدها، وكنز يجب صونه، والمحافظة عليه وتنميته. وللغابة نظام حيوي متكامل، وبيئي متناغم يضم أشجاراً وأعشاباً، ونباتات متنوعة، وحيوانات