fbpx

وعود كاذبة لايزال أهالي الساحل ينتظرون تعويضات نظام الأسد

0 181

بعد مرور حوالي شهر ونصف على وقوع الحرائق في الساحل لايزال الأهالي المتضررين منها ينتظرون تعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم من نظام الأسد، خصوصاً بعد الوعود التي قطعت لهم من قبل المسؤولين خلال زيارتهم لهذه القرى والمناطق ومنها زيارة رئيس النظام بشار الأسد إليها، لكن حتى الآن لم يحصل الناس على أي تعويضات تذكر نظراً لحجم الخسائر والأضرار خصوصاً وأنهم فقدوا منازلهم ومصدر رزقهم الوحيد وهي أراضيهم الزراعية.

وعود كثيرة: 

تلقى الأهالي في هذه المناطق وعوداً كثيرة بالتعويض وإعادة التشجير وإصلاح الأراضي والمنازل لاسيما أنهم يعتبرون من المحسوبين على النظام وأغلب السكان في هذه المناطق من الموالين له فمعظم شبابها انضموا للقتال إلى جانبه في معاركه ضد المعارضة ووقفوا معه منذ بداية الاحتجاجات المناهضة له.

من هذه الوعود ما قاله بشار الأسد خلال زيارته لهم عن إعادة الزراعة في أقرب وقت ممكن كذلك صرح في لقاء مع قناة “الإخبارية السورية” الحكومية، إن حكومته “ستتحمل العبء المادي الأكبر” في مساعدة المتضررين ممن فقدوا دخلهم بفقدان زراعتهم، واصفاً الحرائق بـ “الكارثة الوطنية، إنسانياً واقتصادياً وبيئياً”، وأضاف أنه سيجد الحلول بالتعاون مع المساهمين، وأن هناك دعماً مادياً منذ الأيام الأولى للحرائق من الحكومة ومنظمات المجتمع المدني. 

كذلك قالت وكالة الأنباء الرسمية للنظام سانا إن رأس النظام مهتم بتعويض أهالي الساحل المتضررين في ظل الظروف الصعبة التي تمر عليهم بعد أن فقدوا كل ما يملكون من بيوت وأراض زراعية نتيجة الحرائق.

وزعمت الوكالة أن بشار الأسد سيصدر قرارات لتعويض المتضررين في حمص وطرطوس واللاذقية وذلك عبر إعادة ترميم بيوتهم واستصلاح أراضيهم. وأضافت أن الأسد أصدر قراراً بترميم المنازل ودعم الفلاحين تعويضاً عن الأبقار التي فقدوها بسبب الحرائق. ونوهت الوكالة أن الدعم سيكون عبر إعفاء الفلاح من نصف قيمة الأبقار النافقة مع منحهم قروضاً بدون فوائد. وكشفت الوكالة أن حكومة الأسد خصصت 59 آلية للمساعدة في إعادة تأهيل الأراضي. ووصفت هذه المساعدات بالخجولة والمتواضعة نظراً لأنها لا تتماشى مع الكارثة الكبيرة التي حلت بالساحل وسط تجاهل النظام واكتفائه بالتقاط الصور.

عدم تنفيذ

هذه التصريحات لا تتعدّى الوعود والكلام على الإعلام فلم يتم تنفيذ أي منها حتى الآن وجميع ما قدم للأهالي هي مساعدات مادية خجولة تساعدهم بعد نزوحهم من مناطقهم وبعض المواد الإغاثية البسيطة من طعام ولباس وغيرها، وجاءت هذه بعد إطلاق الموالين للنظام والمؤسسات المحسوبة عليه حملات للتبرع دعوا من خلالها المواطنين لمساعدة المتضررين من هذه الحرائق ونالت الكثير من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً من قبل المؤيدين من أبناء الساحل الذين اعتبروا النظام ومؤسساته يشحذ المال باسمهم ويحمل العبء للمواطنين.

يتحدث أحمد أصلان أحد سكان مدينة الحفة بريف اللاذقية الذي تضرر من هذه الحرائق لـ نينار برس، عن أن النظام على ما يبدو عاجز عن تعويض الناس خصوصاً وأن الخسائر كبيرة وهو ليس لديه هذه الإمكانيات بعد أن أنفق أمواله على الحرب فضلاً عن أنه لا يهتم أساساً للناس وحاجاتهم، وجل همه الحفاظ على السلطة والبقاء فيها بينما موت الناس جوعاً وعدم امتلاكهم منازل فهو أمر ليس ذو أهمية بالنسبة له، أما بخصوص الوعود فهو مجبر عليها ولا تكلفه أي شيء فهو موضوع معنوي لإظهار الاهتمام وكسب ولاء جماعته ومنها زيارة بشار الأسد لهم. 

تابع أنهم بحاجة كل شيء، هناك عائلات هاجرت من قراها وتعيش النزوح في قرى أخرى بحاجة للعودة والاستقرار خصوصاً مع حلول فصل الشتاء، منازلهم بحاجة إلى ترميم وتأمين الأثاث كذلك يحتاجون إلى مصادر الرزق من شراء الحيوانات بغرض التربية وغيرها من الأعمال التي كانوا يمارسونها، إضافة إلى إعادة إصلاح الأراضي وشراء الغراس وتأمينها ليستطيع المزارعين إعادة أراضيهم إضافة إلى تعويضهم عن مواسمهم التي فقدوها لاسيما موسم الزيتون.

عجز اقتصادي

يعاني النظام من عجز اقتصادي واضح من خلال انهيار العملة السورية مقابل الدولار وسط غلاء شديد في البلاد وعدم القدرة على ضبط الأسعار ومن أزمات مختلفة من الناحية الخدمية وأساسيات الحياة من خبز ومحروقات. في ظل هذه الأوضاع نشبت حرائق الساحل وامتدت لأسابيع وسط عجز عن إخمادها ليظهر العجز الأكبر بعد انتهائها والبدء بمرحلة التعويض.

يتحدث علي الحسن، مختص بالوضع الاقتصادي السوري عن أن النظام استعان برجال الأعمال والمستفيدين من الوضع ورجالات الحرب لتأمين بعض حاجات هذه المناطق منهم رامي مخلوف وغيره كذلك قامت ما يعرف بالأمانة العامة السورية بفتح حساب جارٍ تحت مسمى “مساعدات متضرري الحرائق” لاستقبال التبرعات المالية لمن يرغب من المؤسسات والشركات والأفراد وأصحاب الفعاليات الاقتصادية بتقديمها للمتضررين عبر لجنة تم تشكليها لهذه الغاية.

مضيفاً لنينار برس أن جميع ما قدم لم يكن النظام مسؤولاً عنه فهو لم يقدم أي شيء لهم، وقد طلبت أيضاً رئاسة مجلس الوزراء التابعة للنظام من جميع الوزارات والجهات التابعة لها والاتحادات والمنظمات الشعبية والفعاليات الاقتصادية والمجتمعية التي ترغب بتقديم مساعدات للأهالي. 

يذكر أن أضرار هذه الحرائق بحسب الإحصائيات طالت نحو 28 ألف عائلة في محافظة اللاذقية وحدها، وكانت هذه الحرائق قد طالت 143 قرية في مناطق الحفة والقرداحة وجبلة واللاذقية، فضلاً عن خسائر بآلاف الهكتارات من الأشجار المثمرة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني