fbpx

غلاء الأدوية وانقطاعها.. يزيد آلام المرضى في إدلب

0 193

تشهد مناطق محافظة إدلب انقطاعاً لأصناف من الأدوية وارتفاعاً غير مسبوق لأصناف أخرى، حيث لا يجد المرضى أدويتهم، ويعانون من ارتفاع ثمنها إن وجدت، الأمر الذي ينذر بكارثة على المستوى الصحي، ويهدد الكثير من أصحاب الأمراض المزمنة بفقدان حياتهم.

الطبيب محمد وليد التامر نقيب الأطباء في الشمال السوري يتحدث لـ نينار عن أسباب انقطاع الأدوية بقوله: “ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻓﻲ إدلب ﺃﻣﺮﺍً ﺻﻌﺒﺎً، ﻓﻬﻲ ﺇﻣّﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺎﺕ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺳﻌﺮﻫﺎ ﺳﺠّﻞ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﺎً كبيراً، ويعود ذلك إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي وتهاوي قيمة الليرة السورية، وسيطرة نظام الأسد خلال الحملة العسكرية الأخيرة على معامل الأدوية في منطقة المنصورة بريف حلب الغربي التي كانت تمد المناطق المحررة بالأدوية الفعالة والرخيصة، حيث ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺑﺪﻋﻢ ﺇﻳﺮﺍﻧﻲ ﺭﻭﺳﻲ، ﺳﻴﻄﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺷﻬﺮ ﺷﺒﺎﻁ 2020 ﻟﺘﺨﺴﺮ ﺍلمناطق المحررة ﻧﺤﻮ 20 معملاً مرخصاً ﻟﻸﺩﻭﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻄﻲ الاﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ، ﻭﺗﺼﺪﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺩﻭﻝ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ.”

مؤكداً أن ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺮ ﻣﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، وﻓﺮﺽ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ، ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ، ﻛﻠﻬﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺃﺳﻌﺎﺭها.

ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺍلتامر ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﻭﺗﺨﺰﻳﻦ ﻟﻸﺩﻭﻳﺔ ﻟﺪﻯ ﺑﻌﺾ الصيدليات وﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺩﻋﺎﺕ، مبيناً أنه تم مؤخراً تشكيل اللجنة العليا للأمن الدوائي التي تعمل على إنتاج الدواء أو الاستيراد الرخيص له مع المحافظة على الجودة والفعالية.”

وعن مصادر الأدوية الموجودة في الشمال السوري المحرر يضيف التامر: “يوجد في الصيدليات والمستودعات مخزون دوائي يكفي لأشهر فقط، إضافة إلى وجود الأدوية المستوردة وهي غالية الثمن قياساً بالأدوية الوطنية.”

من جهته الصيدلي وليد الأصفر من مدينة سرمدا يقول: “ارتفع سعر الدواء السوري ما بين 52 إلى 100%، أما الأدوية المستوردة فقد ارتفعت بنسب أكبر، ومن أبرز الأدوية التي فقدت من الصيدليات، هي أدوية الأمراض القلبية، ما يجبر المرضى على استبدال الدواء المعتاد بأصناف من صناعة تركية أو تأمين بديل عنه من المشافي المجانية.”

 

ويؤكد الأصفر أن أبرز الأصناف الدوائية المفقودة حالياً الأسبرين بجميع أنواعه، إضافة إلى أدوية الضغط والربو، والأدوية العصبية، مع توفر بدائل لها من صناعات تركية وهندية، وبذات التركيبة، لكن بأسعار مضاعفة، يعجز المواطن عن تأمين ثمنها.

وأشار إلى وجود مشكلة حتى بالنسبة للأصناف المتوفرة، فارتفاع أسعارها بنسب كبيرة بلغت في بعض الأدوية الضرورية نسبة 100% جعل من الصعب تأمينها.

أزمة الأدوية تهدد حياة كثير من المرضى في ظل الأوضاع المعيشية المتدهورة وضعف القوة الشرائية لدى معظم الأهالي.

أبو محمد من مدينة إدلب، يعاني من ارتفاع التوتر الشرياني، ويواجه صعوبة في تأمين أدويته منذ أشهر بعد إغلاق المعابر مع مناطق نظام الأسد، لذلك يسعى للحصول على أدوية بديلة من تركيا أحياناً رغم أنها ليست بدرجة الفعالية نفسها، ويضطر تارة أخرى للبقاء دون دواء لفترات تصل إلى شهر كامل.

كذلك الخمسينية أم يوسف من معرة النعمان مصابة بأمراض الضغط والسكري وعن معاناتها تتحدث لـ نينار بقولها: “اﻟﻐﻼﺀ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺟﻰﺀ ﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻷﺩﻭية ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮﺍً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻋﻠﻰ صحتي ﻭﺻﺤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺛﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻲ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ نعيشه بعد ﺗﺪﻫﻮﺭ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ.”

تشير أم يوسف إلى أنها تحصل في بعض الأحيان على الدواء مجاناً من صيدلية مجانية قريبة من مكان نزوحها، ولكن عدم وجوده في كثير من الأحيان يحرمها من العلاج، ويشكل خطراً على صحتها .

يعاني أهالي ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ، ليصبح غلاء الأدوية عبئاً جديداً يثقل كاهلهم، حيث ﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺤﺚ ﻭﻗﻠﻖ ﺑﻌﺪ نقص الكثير من الأصناف الدوائية ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﺳﻌﺎﺭﻫﺎ بشكل مضاعف.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني